بقلم: سميحة قادري لست أدري من أين أبدأ، أبحث عن كياني في وسط ظلام الغرفة فيما كنت أبحث عن نوم يريح تفكيري، كل كلمة أتفوه بها تتحول إلى حبل يطوق عنقي، قلمي خانني مرات عديدة وكاد يخنقني فرميت به إلى جانب لأتفادى البحث في أوراقي والعثور على حبل آخر يخنقني، لماذا أحاسب على كلمات تجول بخاطري وتعبر عن يومياتي؟ اصطحبتني الرقابة منذ أن أنست أناملي القلم، بقدر سعادتي بانتهاء الحبر كان قدر آخر من الألم وأنا أحفر معالم قلم جديد على السبابة والوسطى. وكم أتمنى أن تبقى الوسطى منتصبة وأنا أكتب تعبيرا عن سخطي وآلامي لكل أسهم رمت درعي الهشيم من ممليات المجتمع والأعراف. تقول لي صديقة “اكتبي، اكتبي لديك قصصا رائعة سوف تنشر في كتاب" أضحك ضحكة سخرية بداخلي، فهي لا تعلم بأن فوبيا الكتابة صرعتني وحولتني إلى جريح حرب مع الذات وممليات المجتمع. تعريفي للمجتمع غير التعريف المعتبط عليه، الفرد في حد ذاته مجتمع، سأجيبك قبل أن ترميني بسهمك أيها القارئ، أنا جزء من المجتمع، إرتويت من نبعه وتمردت على أعرافه التي لم تصبح ترويني، كيف أرتوي من نبع طلح المذاق؟ وماذا عن مدرجات الجامعات التي نهلت منها؟ وماذا عن كتب الأدب والفلسفة التي قرأتها؟ كان علي أن أختار الرضوخ للمجتمع وأصبح جزء من جهله وأظلم نفسي أو التمرد على طريقتي مستعينة بقلمي ولساني لأجهر برأيي في مجالس العمل والأصدقاء والعائلة، صنعت لنفسي طريقا محفوفا بالورود من عالم الخيال وفلسفة أفلاطون واختار لي القدر بلدا أين يتسنى لي ممارسة طقوسي الأفلاطونية. اجتماعيتي وتجاربي مع فرد وفرد آخر كشف النقاب عن المحجوب، إذا خضت في حوار مع فرد واحد وأردت معرفة كيف يفكر فما عليك إلا أن تنافقه قل له ما يريد أن يسمعه ويؤمن به حينها سيظهر لك شخصيته الحقيقية ويتعاطف معك ويحترمك وكأن الفرد لا يرغب أن يرى في الوجود غير انعكاس صورته فقط لا سواه على المرآة وهو في حد ذاته مجتمع مصغر لا يختلف على المجتمع الذي عشت فيه. وأنا أحاول ولوج عالم التجارة في العقارات هروبا من القلم علني أكسب المال، كانت تلقى علينا دروس، كيف تقنع الزبون في شراء بيت؟ كان الأستاذ كبير التجار والمحنك في الإقناع يقول لنا “عليك أن تقنع الزبون بأن الأفكار أفكاره وما أنت إلا وساطة خير، وبأنك تخاف عليه وعلى مصالحه وقلق لربحه وتسعى لسعادته" كذبة أفريل تتكرر يوميا في عالم التجارة الذي لم ولن أنتمي له لأنني وفقط فشلت. غريب الأمر وهذا يعني علي أن أكون بملايين شخصية وبالأحرى علي أن أتخلف ذهنيا أو أصبح مجنونة لأتعايش سلميا. قد يضحكك تفكيري لكن أن تختلف عليك أن تحمل درعك معك لتحمي نفسك من السّهام. * شارك: * Email * Print