دخلت الأحزاب السياسية في عطلة غير مبررة، وإن لم تعلن عن ذلك فهي تمر بحالة من الاعتكاف السياسي الذي لم يشفع لها لدى الرأي العام عند اقتراب الاستحقاقات السياسية. حزب جبهة التحرير الوطني الذي أعلن عام 2006 عن مشروع لتعديل الدستور على طريقته يغيب عن الساحة السياسية، ولأن الحزب أكبر من أن يبرز طرحه شخصا مثل بلعياط أو غيره، فإن الأفلان نائم في سبات عميق، فقد اعتدنا على أن الفعل السياسي هو الذي يصنع الثقل الحزبي وتأثيره في الساحة السياسية، واليوم الأفلان غائب سياسيا وحزبيا من الوجود. أما الأرندي فلا يمكن لبن صالح وهو الذي أعد لنا قالبا أعرج لمسار الإصلاحات السياسية أن يقوّم مساره، والأرندي بدون جرعات السلطة لا شيء ولا حدث فهو بلا روح ولا هوية ولا خلفية، هذا المشهد المحزن لا يشكل استثناء لدى الأحزاب الإسلامية التي تفككت وتجزأت بسبب حرب الزعامات والقيادات التي تسابقت على بقايا القواعد المنهارة بفعل مواقف أحزابها. اليوم، نعيش فراغا سياسيا رهيبا، وغيابا كليا للطبقة السياسية في الجزائر، قد يبدو ذلك انتصارا للسلطة على المعارضة لكنه في الحقيقة هزيمة سياسية للجميع، سلطة ومعارضة، بل هو انتكاسة، حيث لا يمكن أن تكون السلطة قوية إلا بمعارضة أقوى، أما عندنا فهي مرتاحة لهذه الراحة الأبدية التي دخلتها الطبقة السياسية.