يقف اليوم ومنذ ساعات الصباح الأولى حجاج بيت الله الحرام بصعيد عرفات الطاهر، في جو إيماني مهيب لأداء ركن الحج الأعظم، حيث يتوقع أن يصل عدد الحجاج نحو ثلاثة ملايين حاج، بعدما قضوا ليلتهم أمس بمنى. وأعرب حجاج وصلوا صعيد عرفات عن سعادتهم الغامرة بأن منّ الله عليهم بأداء الحج هذا العام، مشيرين إلى أنهم جاؤوا مشيا على الأقدام قاطعين مسافة تبلغ ستة كيلومترات، تلهج ألسنتهم بالتلبية ولم يشعروا بالتعب، واعتبروا أن التجمع في هذا المكان الطاهر يدل على وحدة المسلمين. ومع غروب شمس اليوم ينفر الحجيج إلى مزدلفة حيث يؤدون صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا ثم يتوجهون مع ساعات الصباح الأولى إلى منى في أول أيام عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة الكبرى وذبح الهدي ثم الحلق أو التقصير ويتحللون من إحرامهم تحللا أصغر. عقب ذلك يتجهون إلى مكةالمكرمة لطواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة وبذلك يتحللون تحللا أكبر. ونقلت وسائل إعلام السعودية عن وكيل وزير الخارجية للشؤون القنصلية قوله إن السلطات السعودية منحت مليونا و761 ألفا و395 تأشيرة حج لحجاج الخارج، في حين سيتوافد بقية الحجاج من الداخل. ولمواجهة أي مخاطر محتملة نشرت الأجهزة المعنية بالحج خمسمائة كاميرا للمراقبة ونصبت ثلاثين شاشة عملاقة موزعة على مناطق مختلفة في منى ستنقل صورا حية ومباشرة لتحركات حجاج بيت الله، إضافة إلى تثبيت أكثر من سبعين ألف برج وعمود لإنارة مكةالمكرمة، كما أن هناك أربعة قواعد للطيران ينتشر فيها 15 طائرة تقدم خدمات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والمراقبة الجوية. ونشرت السلطات أكثر من 17 ألف ضابط وفرد من قوات الأمن بدعم من المروحيات تحسبا لأي طارئ.