دعا الأستاذ محمد العربي نوار المتخصص في موسيقى فن المالوف القسنطيني بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة إلى ضرورة الحفاظ على هذا الفن الأصيل الذي بات حسبه يعرف تراجعا مخيفا في الفترات الأخيرة، لاسيما بعد وفاة ورحيل أهم شيوخه الحاج محمد الطاهر فرقاني ، فضلا عن ضياع النصوص و عدم كتابتها بما فيها توريثها للجيل الجديد، وهو ما ساهم و سيساهم في تراجع هذا الفن الذي أصبح يصارع من أجل البقاء بعد 6 قرون من الرواج شأنه شأن مختلف الآلات الموسيقية التي يعتمد عليها في عزف نوباته . الأستاذ محمد العربي وفي حديثه مع الجمهورية كشف عن مدى أهمية تلقين أصول فن المالوف انطلاقا من الصولفاج وصولا إلى النوبات من خلال تدريس هذا الفن عبر مختلف دور الشباب و مدارس الموسيقى و فروعها بالهياكل الثقافية والفنية المتواجدة عبر تراب الولاية ، فهذا الإرث الغنائي الهام، والتراث الوطني يتطلب إرادة فعلية وجادة من قبل الفاعلين و المتمكنين فيه من أجل تكوين جيل جديد يحمل مشعل فن المالوف بأصوله، وهو ما يتم عبر الورشات المفتوحة بدار الثقافة مالك حداد في إطار الحفاظ على التراث الوطني للمالوف بتلقين المنخرطين من شباب و صغار السن النوبات و التوشيات، العزف على الآلات الموسيقية من كمان و عود و غيرها من الآلات الموسيقية التي تستخدم في هذا الطابع الفني الراقي . من جهته عبر محمد العربي نوار عن أسفه الشديد لواقع فن المالوف اليوم، وما يقابله من عزوف شبابي كبير كنتيجة حتمية عن إهمال عامل توريثه من قبل الفاعلين فيه و الذين يتعامل بعضهم على أساس أن هذا الفن حكر عليهم فقط، على الرغم من كونه تراث وطني يخص الجميع ، لذا يستوجب الوقوف الجدي للمحافظة عليه من التراجع و الاندثار ، فلا مانع من تشييد المدارس الخاصة بتعليمه شريطة حسن التسيير مع توفير كافة الوسائل بدءا من الآلات الموسيقية و مختلف الإمكانات اللازمة وفق عمل جدي غير ارتجالي.