أنشأت جمعية ”إشبيليا” لفن المالوف في سوق أهراس، مدرسة لتعليم الموسيقى الأندلسية (المالوف) للحفاظ على هذا اللون الغنائي وتبليغه للأجيال الصاعدة، وأوضح رئيس هذه الجمعية، السيد الصادق بوراوي ل”وأج”، على هامش جلسة عمل ضمت الجمعيات الثقافية المعتمدة في الولاية، بأنّ هذه المدرسة توجد بدار الشباب ”عبد الرزاق حفصي” في سوق أهراس، بموجب اتفاقية مع مديرية الشباب والرياضة. وتتكفل المديرية بناء على الاتفاقية، بمرافقة وتدعيم جمعية ”إشبيليا” للمالوف ماديا ومعنويا في كلّ مشاركاتها الثقافية في المناسبات والمهرجانات الوطنية والدولية، من جهته، أشار مدير هذه المدرسة حديثة النشأة، الفنان عبد الكريم زلاقي، إلى أنّ الهدف من تأسيس المدرسة هو الحفاظ على التراث عبر الأجيال الصاعدة، لاسيما وأنّ طاغست كانت بمثابة معبر وهمزة وصل بين الحضارتين النوميدية (قسنطينة) وقرطاج (تونس). وتتكوّن هذه المدرسة من 14 شابا وشابة مقسمين إلى فئتين عمريتين (8-15 سنة) و(15 سنة فما فوق)، يتلقون دروسا خاصة بتلقين العزف على الآلات الموسيقية، مثل الكمان والعود كمرحلة أولى قبل الاطلاع على النوبات وطرق أدائها، وتحسّبا لمشاركة هذه الجمعية بمدرستها الناشئة في الطبعة السابعة لمهرجان المالوف بقسنطينة في جويلية المقبل، تمّ تحضير نوبتين، يعكف حاليا تلاميذ المدرسة على التدرّب عليهما لضمان نيل مرتبة مشرفة. ومن شأن استفادة هؤلاء المتربصين من هذا التكوين المكثف في مجال فن المالوف، أن يسمح لهم بالحصول على شهادات تمكّنهم لاحقا من الانضمام إلى جمعية ”إشبيليا” لفن المالوف التي لها صيت واسع، خاصة بعد نيلها مرتبة ”جد مشرفة” خلال المهرجان الوطني للمالوف في طبعته السادسة الذي احتضنته قسنطينة في جويلية 2012. وأشار رئيس جمعية ”إشبيليا” التي استمدت اسمها من تاريخ الفن الأندلسي امتدادا من نوميديا وقرطاج، إلى أنّ جمعيته تسير بخطى ثابتة نحو الرقي بفن المالوف الذي ترعرع في سوق أهراس وعاش بين أحضانها لحقبة من الزمن، حيث لم يكن هذا اللون الغنائي حسبه - غريبا عن طاغست التي كانت مقصدا لكبار فناني المالوف، وفي مقدمتهم الحاج محمد الطاهر فرقاني. واعترف رئيس هذه الجمعية، الفنان بوراوي، بالنقص الكبير في المراجع التي تتحدّث عن هذا الفن، مجدّدا دعوته إلى ضرورة إقحام الموسيقى الأندلسية في الحصص التعليمية قصد الحفاظ على هذا التراث وضمان استمراريته وسط النشء الجديد، وتعريفه بهذا التراث الثقافي الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من التراث الجزائري. وتعتزم جمعية ”إشبيليا” التي تأسّست في جويلية 2002، إصدار عما قريب كتاب يحمل عنوان ”في رياض الأندلس”، سيتناول تاريخ أمجاد الموسيقى الأندلسية من دار السلام ببغداد إلى طاغست، والعمل على وضع أسس علمية لفن المالوف، كما تسعى رفقة عدة فاعلين ومحبي هذا اللون الفني للعمل على ترتيب واحترام القواعد اللغوية أثناء الأداء، حتى تصل الرسالة صحيحة للأجيال القادمة.