أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أمس الجمعة، أن الجزائر تسعى جاهدة لعدم الانخراط في الحروب والصراعات الطائفية والمذهبية، وشدد في منتدى «مجمع منبر الغرب» بوهران، على ضرورة الابتعاد عن هذه الخلافات ذات الغطاء والخلفية السياسية، لاسيما وأننا نملك مرجعية دينية وسطية معتدلة، مؤكدا أن بلادنا أضحت قدوة ومرجعا دوليا في نشر قيم ومبادئ الوسطية والاعتدال، وأنها ضد تقليد تجارب بعض الدول الأخرى، التي قامت بحذف آيات قرآنية، ومنعت استعمال عبارات تعلن عن الهوية الإسلامية، بل وإملاء خطب على الأئمة، مبرزا أن الجزائر ترفض إملاء الخطب على الإمام، لأنه صاحب رأي تماما مثل رجل الإعلام، ...» فهو قائد الرأي الديني وليس مقودا»، مشيرا إلى أن المراجعة التي قامت بها بلادنا، تتمثل خصوصا في مراجعة المناهج، خصوصا بيداغوجية التبليغ والتفاعل مع الانشغال الوطني، ما يجعل الإمام حسيبا ورقيبا ونبيها، يتفادى جميع الفتاوى والخطب التي تؤدي إلى الفوضى والتفرقة والتقسيم، كاشفا أنه سيصدر قريبا نص في الجريدة الرسمية، بعد توقيع قرار وزاري مشترك بين الداخلية، الشؤون الدينية والثقافة، من أجل تأطير استيراد وطبع الكتاب الديني ...» حيث لاحظنا أن الكتب المتشددة والمتطرفة، التي تمنع من دخولها في الصالونات والمعارض الدولية، أصبحت تطبع في دور نشر غير معتمدة عندنا...»، كما سيتم في الأسبوع القادم الإعلان عن تشكيلة لجنة قطاعية متكونة من 19 إطارا تضطلع بمراقبة صناعة الكتاب الديني وتنقيحه، كاشفا عن مشروع جديد ينتظر أن يرى النور ، ويتمثل في إنشاء مركز للدراسات والأبحاث في مجال الوسطية والاعتدال فضلا عن مشروع المرصد الوطني لمحاربة التشدد الديني. وحجز فضاء في الساتل، لإنشاء قناة تلفزيونية دينية جديدة، والإذاعة الالكترونية لصد الفكر المتشدد وانحرافه. «ارتفاع قيمة العملة الصعبة وراء زيادة تكاليف الحج» ليعرج بعدها عن مساعي وجهود الوصاية، من أجل تحسين ظروف الحج في العام المقبل، ومجابهة جميع العراقيل التي واجهها حجاجنا الميامين، من خلال تنظيم لقاءات بوكالات السفر، موضحا أن سبب ارتفاع تكاليف الحج لهذه السنة، راجع إلى ارتفاع قيمة العملة الصعبة... وبخصوص قضية توقيف 400 شخص كانوا عائدين من العراق وبحوزتهم بعض المقتنيات، أكد أنه من خلال التحقيقات التي باشرتها الأجهزة الأمنية، تبين أن الموقوفين من معتنقي مذهب الشيعة الإسماعيلية، المنتشرة خصوصا في باكستان، مؤكدا أن المصالح المختصة يقظة تامة وكلما رأت خطرا يهددنا، تتحرك حفاظا على استقرار وسلامة الوطن والمواطنين. مشيرا إلى أن عدد معتنقي الإسلام قد زاد بشكل محسوس، خصوصا بعد الرسومات الكاريكاتورية المسيئة، داعيا المسلمين الجدد إلى عدم اعتناق والاقتناع بمقاربة الإسلام الراديكالي المتطرف. وعن مسألة انتشار ظاهرة الرقية الشرعية وممارستها من قبل أئمة معتمدين من قبل الوزارة الوصية، أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أن الرقية ليست مهنة، وليس عملية تجارية، مؤكدا أن مصالحه الوزارية، لن تتهاون في مثل هذه الأمور، بل وأنها ستلجأ إلى القضاء لمحاربة كل الرقاة المزيفين والمشعوذين، داعيا إلى رفع مستوى وعي المواطنين، لاسيما وأنه توجد إرادة لتبليد العقل والذكاء الجزائري، وإحباط معنوياته. وبخصوص قضية الكركرية، أكد محمد عيسى أن هذه الفرقة الصوفية تتميز بالكثير من المبالغات، حيث تم قراءة كتبها وتحليل تفكيرها ومنهجها، وتم اكتشاف وجود الكثير من الانحرافات وفي أفكار بسيطة، وأن الهدف منها هو منافسة الطريقة العلوية وتحطيم ما بنته، مؤكدا أن الأمن الجزائري يتعامل مع الموضوع بالطريقة المناسبة وهو يتابعها جيدا