سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تنسيق الجهود بين المتعاملين الاقتصاديين والإعلام والجمعيات لتحقيق التنمية المستدامة ملتقى الشراكة المجتمعية ودورها في تطوير العمل الخيري في الجزائر بوهران
احتضن صباح أمس فندق الموحدين بوهران، فعاليات الملتقى الوطني 2 حول الشراكة المجتمعية ودورها في تطوير واستدامة العمل الخيري في الجزائر. بحضور نخبة من الأكاديميين ورجال الأعمال والخبراء الاقتصاديين والإعلاميين وحتى وزراء سابقين على غرار الوزير الأسبق (الهاشمي جعبوب). وقد كان اللقاء فرصة لطرح عدة إشكاليات وتساؤلات تتعلق بأهمية "الشراكة المجتمعية" بين مختلف القطاعات الفاعلة لاسيما المؤسسات الاقتصادية والإعلامية والمجتمع المدني، في توحيد الجهود وتكاملها، لتحقيق مشاريع خيرية ذات طابع مستدام واحترافي، حيث وأبرز المتدخلون في الملتقى الذي يندرج في إطار سلسلة اللقاءات المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية، دور هذه الشراكة في تغطية جميع احتياجات شرائح المجتمع الجزائري، لاسيما تلك التي لا تتمكن الدولة بالرغم من قوتها في تغطيتها والوصول إليها، حيث أكد رجل الأعمال المعروف حاج إبراهيم حسناوي في كلمته ضرورة الاهتمام بالشباب وتوفير لهم جميع الفرص والإمكانيات التي يحتاجونها لتحقيق مشاريع من شأنها النهوض بالقطاع الاقتصادي والتنموي للبلاد، مشددا على أن الجزائر أرض غناء وتتوفر على مؤهلات كبيرة، لا تحتاج سوى إلا تكامل وتنسيق الجهود في إطار مفهوم الشراكة المجتمعية الفاعلة والمستدامة. انخراط رجال الأعمال وكسب ثقة المتعاملين والممولين كما أبرز عيسى بلخضر رئيس الجمعية الوطنية "جزائر الخير" أن الهدف من الملتقى هو خلق ديناميكية تشاركية بين القطاع الاقتصادي (بشقيه الاجتماعي والخاص، (رفقة قطاع الإعلام والجمعيات في بلادنا، للعمل يدا بيد بغية تحقيق خدمة مجتمعية وعمل خيري يحمل طابعا تنمويا مستداما، موضحا أنه ومنذ الملتقى الوطني حول المسؤولية الاجتماعية الذي نظم السنة الماضية، تم الشروع في نسج علاقات مع بعض المؤسسات الاقتصادية وحتى الجمعيات، بهدف مواصلة هذه الديناميكية، المتمثلة في إشراك فاعلين آخرين في العمل الخيري، لإنجاز ومرافقة جهود الدولة التي تحتاج هي الأخرى إلى سواعد إضافية فاعلة، للوصول إلى شرائح مجتمعية هشة وفقيرة، نسعى إلى تخليصها من مختلف المظاهر السلبية التي تعاني منها كالعوز والأمراض والحرمان...إلخ من جانبه أبرز فارس مسدور الخبير والمحلل الاقتصادي في مداخلته بعنوان "عرض التجارب الدولية في ممارسة المسؤولية الاجتماعية والشراكة المجتمعية"، ضرورة انخراط رجال الأعمال في الجزائر في العمل الخيري، حيث قدم عرضا عن تاريخ وواقع الأوقاف في بلادنا، مشيرا إلى أن الغرب حاول الاستفادة من هذه التجارب وتطبيقها في بلدانه، الأمر الذي حقق لهم نهضة مكنتهم من إنجاز الكثير من الأعمال الخيرية، كاشفا عن وجود 66738 مؤسسة خيرية في أمريكا منها 5000 عبارة عن مؤسسات تشغيلية تقدم خدمات مباشرة للمجتمع، مع العلم أن حجم أصولها يفوق 471 مليار دولار، وأن تبرعاتها قدرت بحوالي 37 مليار دولار، داعيا بالمناسبة من المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين، إلى تقديم خدماتهم للمجتمع وتخصيص لم لا ؟ جزء من أرباحهم في شكل أملاك وقفية، مقدما مثال عن ذلك عن وجود 700000 مؤسسة صغيرة ومتوسطة في بلادنا، حيث فرضا لو تخصص كل واحدة منها 10000 دج سنجمع سنويا 7 مليار دج ما يسمح لنا بتأسيس أوقاف خاصة متخصصة صحية وتعليمية وخدماتية... من جهته أكد الدكتور عبد القادر بريش في كلمته ضرورة أن نعطي للعمل الخيري طابع الاستدامة والاحترافية والحكامة الجيدة، داعيا إلى أهمية إدخال الشفافية والوضوح على هذه الأنشطة الخيرية لكسب ثقة المتعاملين والممولين، ما ينجم عنه في الأخير تحقيق التنمية المجتمعية، موضحا أن هدف هذه الشراكة هو الوصول إلى غاية جوهرية تتمثل في تنسيق الجهود لإخراج الفئات الهشة من حالتها السلبية وإدخالها في بوتقة الدائرة الإيجابية للتنمية الدائمة والفاعلة.