غصت أمس قاعة المحاضرات لدار الثقافة كاتب ياسين بسيدي بلعباس بمئات المواطنين الذين سجلوا حضورهم ومنهم من قدم من خارج الولاية بغية الاستفادة من المداخلات القيمة التي تفضل بها أساتذة وباحثون وخبراء وذلك في اليوم الدراسي الذي نظمته جمعية مولود قاسم لاحياء التراث الثقافي والتاريخي والعلمي للجزائر حول المعاملات المالية الإسلامية بين الواقع والمأمول . ولعل أبرز مداخلة شدت انتباه الحضور تلك التي تحدث فيها الدكتور فارس مسدور عن تطبيقات معاصرة للتمويل الإسلامي نحو بنك للقرض الحسن وقال في هذا الخصوص علينا أن نفكر في متوسطي الدخل والمعدومين مثل العالم الأخر الذي وجد لهم حلولا وأنشأ بنوكا للفقراء ولماذا لا نؤسس نحن بنكا للقرض الحسن لفائدة الفئات المحرومة لها احتياجات انية واحتياجات استثمارية تمكنهم من الخروج من دائرة الفقر بحيث نمولهم بأدوات الإنتاج كي يخلقوا قيما مضافة ,. فيشتغلوا في مجالات الحرف التقليدية والزراعة المنزلية والإنتاج الحيواني ؟ ثم نعمد الى تكوين هذه الفئات في كيفية تسيير ميزانيتهم المصغرة وبهذه الطريقة سنصل الى مكافحة الفقر باحترافية . وأشارفي مداخلته الى أن مشروع بنك القرض الحسن في حاجة الى من يموله كأرباب العمل وغيرهم وعن طريق الأسهم منتهيا بالقول الى أن النظام الربوي أدي بالناس الى الانتحار في كثير من بلدان العالم كالهند مثلا .. نتيجة القروض الربوية التي يعجزون عن تسديديها . أما عبد القادر سماري وزير سابق ورئيس النادي الاقتصادي تناول في مداخلته موضوع المتطلبات الأساسية لنجاح الصيرفة الإسلامية وأشار في مستهلها أننا في بداية عمل يتطلب التوعية العامة للأغنياء وعموم المواطنين والمسؤولين ووضع الاطار القانوني التشريعي المستنبط من الأدلة الشرعية في المجال الاقتصادي عموما والمالي والمصرفي خصوصا وتحديد نظام التأمينات ونظام الضمانات واعتماد نظام الزكاة خاصة فيما يتعلق بصرف الزكاة وإنشاء مؤسسات الوقف ومجالاتها وكذا الصكوك الإسلامية وأخيرا البنوك الإسلامية مشيرا الى أن الجزائر وضعت قدمها الأولى في المعاملات الاقتصادية المالية الإسلامية ولم تنخرط كليا في الوقت الذي تحصي فيه بريطانيا 22مؤسسة مالية تتعامل بالمعاملات الإسلامية منها 5 بنوك . فالشعب الجزائري كله معني بهذه المسألة وفي مقدمته العلماء والخبراء والباحثون لاسيما في مجالات الشريعة والقانون والاقتصاد ليخلص الى أن الرجوع الى الاقتصاد الإسلامي في جوهره تعبدي لأن المقاربة أن نعبد الله من خلال الاقتصاد. وكان قبل ذلك الدكتور محمد بوجلال أستاذ متخصص في التمويل الإسلامي قد تطرق الى جانب التكامل المؤسسي للمالية الإسلامية حيث تحدث فيه عن مشروع متكامل عرض على السيد الرئيس وهو عبارة عن خارطة طريق لمستقبل المؤسسة المالية في الجزائر ويتضمن محاورمنها تشكيل هيئة شرعية عليا لضبط المعاملات الإسلامية قصد تجنب حدوث خلافات فقهية بين بنك واخروادخال تعديلات في قانون القرض والنقد وعلاج مسألة الازدواج الضريبي وانشاء مؤسسات تأمين تكافلي وهي مكملة للصناعة المالية واقتراح فتح نافذة لتمويل المؤسسة الجزائرية عن طريق الوقف والزكاة بدل الاعتماد الكلي على الخزينة العمومية . وكان الدكتور الأخضر الاخضري قد استهل اليوم الدراسي بمداخلة تحمل عنوان " النظريات المقاصدية في محاكمة المعاملات المالية " ومن بين ما ذكره أن الشيء المباع ينبغي أن يكون طاهرا ينتفع به .هذا وتواصل تقديم المداخلات اذ استعرض الأستاذ ناصرحيدر في مداخلته تجربة البنوك الإسلامية في الجزائر : بنك السلام وبنك البركة نموذجا ثم تلاه الدكتور يزيد بن موهوب الذي عالج موضوع تفعيل سوق الأوراق المالية الجزائري في ظل الأزمة المالية الراهنة. ليفسح المجال للنقاش الذي سمح للمحاضرين بالاجابة عن استفسارات السائلين أجوبة شافية كافية أماطت اللثام عن كثير من اللبس .