سَهْمٌ في قَلبي لا يرَ الجُرْحَ... مشغولٌ هو بإعدادِ قلبٍ جديدٍ، يَصْنعُ في الصُّدورِ السّهام ... في غَيْر المكان.. وطني، لاجئةٌ أنا فيهِ.. والشَّمسُ في اللّجوءِ لا تنام... أفكارُ الصَّباحِ، توهّجاتٌ ليليّة، تفتعلُ الحُبَّ في غَيْرِ المكان... لا للوطنِ لجوءً وأغصان.. ولا عُقودًا تحملُ الكرومَ على ظَهْر الأسماء عصيان... وطني، في غيْرِ المكان.... تَحْتَ فَراغ ٍ أبيض أنامُ كالقتيلة... تَحْت فراغٍ أبيض، عاريةٌ من أيّامي، وكُلُّ الحُبِّ فاقِدة... أيّامي احتفاليّةٌ، كعُرسٍ، يُهدِّدُ السّماءَ بفرحهِ النّاريّ.. أيّامٌ، لا تبتهج، إلاّ في المواسم، كالفصولِ، كالحروبِ، والأعياد... عاريةٌ من كُلِّ بَياضي، التقاءُ القُبلِ في الفَضاء سَهوًا، كأنَّها قِصصٌ لا تستحقّ الأرض، ولا الأرض تستحقُها القُبَل... وكالقتيلة أنام... تَحْت فَراغٍ أبيض عاريةٌ من أيّامي، وكُلُّ الحُبِّ فُقدان... وإلى شَوْقٍ يَنام... عينايَ، وهجُ المسافة، يُغْلقُ المدى في المدى... شَوْقٌ في اسفلت، مُضَيَّقٌ مَغمورٌ بعَصيرٍ، كان قد سقَطَ من عجوزٍ، حاورَهُ ظلُّه القديم، فبَكى... ونام. تشرين أوّل ينزعُ عنهُ الخِتام... وسَهْمٌ في قلبي في غَيْر المكان... تَحْتَ فراغٍ أبيض، وإلى شَوْقٍ ينام... وينام.