أية أطروحات للجمهورية الجديدة، وأية، مقترحات دستورية لميلادها باعتبارها الثانية في تاريخ الجزائر المستقلة، تعددت الآراء، وتشعبت التصورات، وصمم الحراك، على رفع سقف مطالبه في جمعة تتواتر مع الجمعات السابقة واللاحقة، لغة جديدة لم تألفها الجزائر، في قاموس السياسة «التغيير ثم التغيير لا شيء سوى التغيير» مطالب تعدت ذهاب أشخاص ينعتون بالباءات، لتهيمن على مخيلة الشارع بأن أبدع في فن المطالب، فأيقن أن نيلها لن يكون بالتمني، طالما أن الديمقراطية تمارس غلابا وفي ظل السلمية المتألقة (...). المرحلة الانتقالية التي بدأ عدادها يسرع الأرقام بالدقائق والثواني، ومع ذلك فإن للجزائر عمر ثان في اختيار جمهوريتها التي تزيدها، نوفمبرية حتى النخاع، متشبعة بمقومات الأصالة والمعاصرة، قوامها العدل الذي فقدناه لردح من الزمن، مرغمين، لا مخيرين حتى أن صوت الشعب ظل ضمآن لسلسبيل الإنصاف وعبّر عنه في كل الخرجات المليونية. الأفكار والآراء قد لا تتوافق والرؤى، طبعا قد لا تتطابق ومخارج الأزمة قد طبعا قد تتطابق، ومخارج الأزمة قد لا تقترب، لأن كل شيء ممكن في مسلسل التغيير، الذي يبقى دوما بطله الجزائريون والجزائريات العاشقون لوطنهم حتى النخاع، ولا يرضون عوضه مقاما يطيب فيه العيش، فقط تحت ظلال جمهورية ديمقراطية كما حلم بها الشهداء ويحملها الحراك بين أكتافه.