سلمية الحراك أحسن رسالة يوجهها الجزائريون لشهداء الوطن فخورة بنساء الجزائر اللائي لم يتخلّفن عن مسيرات الإصلاح والتغيير. أكدت السيدة ظريفة بن مهيدي شقيقة الشهيد العربي بن مهيدي أن التزام الشعب الجزائري بسلمية الحراك هو أحسن رسالة يوجهها أبناء هذا البلد لشهداء الوطن، و أضافت ظريفة بن مهيدي في تصريحها للجمهورية أمس أنها تدعم الحراك وتشد على أيدي ملايين الجزائريين الذين خرجوا في مسيرات حاشدة، بمختلف ولايات الوطن، مضيفة أنها ورغم بلوغها 80 سنة، إلا أنها أبت إلا أن تشارك في كل الجمعات التسع الماضية، التي تمحورت أساسا من خلال شعاراتها حول إصلاح جذري للنظام ورحيل من سمتهم بالطغاة و السارقين. وأوضحت المجاهدة والمناضلة الكبيرة ظريفة بن مهيدي أنها تفاجأت منذ انطلاق الحراك في 22 فبراير الماضي بالتنظيم المحكم للمسيرات السلمية، والهدوء، والشعارات الموزونة الهادفة التي عبرت عن نضج كبير لشبابنا الذي أعطى درسا في كيفية التظاهر وإيصال رسائل التذمر والمعاناة والقهر التي عاشوها على مدار سنوات. مشيرة إلى أن هذا الجيل من الجزائريين أثبت حبه وتعلقه بالوطن و برسالة الشهداء، ما جعلها تصفه بأنه خير خلف لخير سلف. وأكدت هذه السيدة التي ورغم تقدمها في السن أنها ستواصل الكفاح حتى تتحرر بلادنا من كل أشكال الفساد والطغيان والاستبداد، مشددة على أنها ستمشي وتشارك في جميع الجُمُعات إلى حين انبلاج فجر جديد يعيد للجزائر بهجتها وبريقها. وصرحت لنا في سياق متصل أنها تتمنى من صميم قلبها نجاح الحراك الشعبي وتحقيق جميع أهدافه لمستقبل أفضل يساهم في تشكيله كل أطياف المجتمع بما فيهم شباب الجامعات والمدارس، بتكريس استقلالية القضاء، ومحاربة كل أشكال الفساد التي كانت من بين أسباب خروج الجزائريين للشارع للمطالبة بإسقاط العهدة الخامسة، موجهة نداءها للشعب الجزائري بمواصلة الحراك حتى لا تذهب رسالة وتاريخ الشهداء أدراج الرياح، قائلة بصريح العبارة : "نحن حاربنا لمدة 7 سنوات وفقدنا خيرة رجالنا ونسائنا، وبالتالي حان الوقت ليستلم المشعل الأبناء الحقيقيون للجزائر التي ضحى من أجلها الشهداء والمجاهدون الأشاوس". وعن سؤال بخصوص موقفها من مشاركة المرأة في الحراك، أكدت السيدة ظريفة بن مهيدي أن حرائر الجزائر شاركن رفقة أشقائهن الرجال في الثورة التحريرية المظفرة، فكيف لهن اليوم التخلف عن موعد الحراك، ليقفن جنبا إلى جنب مع الرجل الجزائري، للمطالبة بالتغيير والإصلاح، مشيدة بحضور المرأة المشرف في هذه المسيرات المليونية، حيث كانت في الصفوف الأولى للحراك، ونادت بصوت عال داعية إلى إيقاف مهزلة العهدة الخامسة، ومحاربة الفساد، والسير نحو جمهورية يسودها العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين الجميع، خاتمة حديثها بأنها فخورة ببنات الجزائر اللائي رفعن العلم الوطني عاليا وكلهن أمل في مستقبل جديد.