تشتهر مدينة البيض منذ قرون خلت بنافورة «عين المهبولة» التي تتوسط أحياء المنطقة، وتاريخها عبارة عن أسطورة تُحكى للأجيال المتعاقبة وهي معلم أثري عريق كانت تحيط به بحيرة جميلة جدا تتميز بمناظر طبيعية خلابة تستهوي العائلات والزوار وحتى الأجانب، ظلت لقرون عديدة ملتقى للقوافل القادمة من كل حدب وصوب، وكذلك محطة لتلاقي الزوار وأهل المدينة وذلك قبل أن يردمها الاستعمار الفرنسي بعد أن احتل المنطقة حيث تأسست حولها المدينة ابتداء من منتصف القرن التاسع عشر للميلاد حسب مصادر ...، يروى في تسمية «المهبولة» أشياء كثيرة منها أنها تحمل لقب امرأة درويشة ذات طهر وجمال عاشرت تلك العين دهرا من الزمن ثم غابت إلى الأبد.. ومنذ ذلك الحين تأسست رواية عنوانها «عين المهبولة» ،وكان كل من يزور هذه القلعة التاريخية وإلا طاف حول العين وشرب من مياهها علاوة عن الروايات المختلفة والمتداولة حول التاريخ الحقيقي لاكتشاف منبع «عين المهبولة»، فإن هناك إجماع محلي في أوساط السكان على أهمية مياهه العذبة النقية التي كانت تشكل مقصدا للذين يعانون من بعض الأمراض لاسيما التي تصيب العين ومنها الرمد الحبيبي وحالات فقدان البصر، حيث يسود اعتقاد أن كل من غسل عينيه بماء هذا المنبع إلا وشفي وتعافى من مرضه ،ومعلم «عين المهبولة» ظل عبر تاريخ المنطقة مركز التقاء الأحباب والزوار والعائلات البيضية مرسخين مظاهر التلاقي وتوطيد العلاقات الاجتماعية المتينة خصوصا تبادل المعارف الثقافية والاجتماعية ؛التجارية ؛الأخبار المحلية ؛العلاقات التجارية والثقافية ،وكذلك لكبار المنطقة حكايات طويلة مستوحاة من الواقع حول المعلم . أما حديث المواطنين مع الضيوف كان يطول على ارتشاف الشاي تحت ظل أشجار بحيرة «المهبولة» وكثيرا ما يتردد بين الزوايا أنغام الشعر الملحون المحلي هو جنس أدبي شعبي قائم بذاته، وهو عبارة عن شعر منظوم في اللهجة الدارجة القريبة جدا من اللغة الفصحى وعلى هذا السياق لقد تغنى أحد شعراء منطقة البيض خلال السنوات الماضية حول «عين المهبولة» في منظومة شعرية ضمت حوالي أكثر من 140 بيت وأشهر أبياتها الشعرية المتداولة الموسومة ب «عين المهبولة « هي كالتالي : ياَ عَيْنُ طِبْتِ وَطَابَ فِيكِ الخَاطِرُ........لَمَا أرَاكِ أُحِسُ ّأَنيِ شَاعِرُ حَبيبِةَ الأَشْوَاقِ مَاهَذَا الشَذَى.......هَلْ أَنْتِ سِرًّ أَمْ سُرُور سَاحِرُ؟! يَا عَيْنُ.. هَلْ مَهْبُولَة ٌ ٌأَنْتِ الَتيِ .... سَالَتْ جَمَالاً، وَالزَمَانُ يُكَابِرُ حَقًا، أَأَنْتِ جَميلَةُ مَجِنُونَة،......أَمْ أَخْطَأَ الأَبْنَاءُ وَالِمُتَآمِرُ .... للإشارة، فان نافورة «عين المهبولة « قد استفادت خلال السنوات الماضية من عملية ترميم بغلاف مالي يقدر بحوالي 700 مليون سنتيم مركزين على ضرورة إعادة لها الاعتبار بعد أن ظلت محطة أثرية سياحية في طي النسيان بالولاية منذ أن دمرها المستدمر الفرنسي، بعد مرور حوالي أكثر من 6 عقود من الزمن وكذلك تضررت خلال فيضانات 2011 م.