كثيرون أولئك الذين فهموا خطأ رد فعل رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الراحل الفريق أحمد قايد صالح عندما أكد في عديد خطاباته التي تلت اندلاع الحراك، أنّه لن يرضى برفع علم غير العلم الجزائري في المسيرات المطالبة بالتغيير في البلاد، حيث ظنّ كثيرون أنّ القايد كان يقصد العلم الفلسطيني في حين كان الرجل الحازم يقصد الأعلام الأخرى والتي لم يكن الوقت مناسبا لرفعها فالمطالب كانت شعبية وطنية تريد التخلص من فترة حكم طال أمدها ولم تريد تسليم السلطة عملا بالتداول عليها. أكثر من ذلك ظلّ العلم الفلسطيني حاضرا في كل مسيرات الحراك الشعبي الذي بدأه وقاده وواصله الجزائريون في انتفاضتهم الشعبية. فقد ظلّ المتظاهرون في كل شوارع الجمهورية ينادون بضرورة تحرير فلسطين من احتلال الكيان الصهيوني فحضر العلم الفلسطيني إلى جنب العلم الجزائري. ويظل الحضور الفلسطيني طاغيا على الذاكرة الشعبية في الجزائر خاصة لدى فئة الشباب الذين يهتفون بفلسطين والقضية والشعب الفلسطينيين في كلّ المناسبات وأيضا في ملاعب كرة القدم سواء في البطولة الوطنية أو في المنافسات الإقليمية والدولية إيمانا منهم بعدالة القضية وضرورة انتصارهما (...). إن حضور علم فلسطين في مسيرات الحراك له دلالات أهمّها وعي الجزائريين بأن التحولات في الراهن في الجزائر تتضمن أيضا البعد العربي الإسلامي، وتؤكد خالص الالتزام بالقضية الفلسطينية كرمز المقاومة ضد الاحتلال و هو الشعب الذي يعرف جيدا الاحتلال والمقاومة والثورة والاستقلال والحفاظ على السيادة وصون الكرامة. وشارك الراحل أحمد قايد صالح في حرب الاستنزاف بمصر عام العام 1968 وقد تداولت عديد المواقع صورا للفقيد أيام كان ملازما أولا في جبهة القتال بقناة السويس المصرية التقطت يوم 12 أكتوبر 1968، خلال فترة حرب الاستنزاف التي تواجه فيه الجيش العربي مع جيش العدو الصهيوني كما شارك فى حرب أكتوبر 1973 ضمن صفوف القوات الجزائرية التي شاركت إلى جانب الجيش المصري لاستعادة سيناء من الاحتلال الإسرائيلي ودافع ضمن الجيش العربي على فلسطين التي يكنّ له شعبها فائق الاحترام والتقدير والحب وقد كانت لهم مواقف معبّرة عن حزن كبير اثر وفاته المفاجئة بسكتة قلبية بالجزائر يوم الاثنين 23 ديسمبر، فأقاموا له مآتم عزاء في عديد قرى السلطة الفلسطينية، وعبّر سكان الضفة عن حزن شديد لفقدان رجل كان من الرعيل الأوّل الذي آمن بالقضية الفلسطينية العادلة فوهب نفسه مجاهدا في صفوف الجيوش العربية، في حين تعرّف عليه جيل جديد من الفلسطينيين الذين تعرّفوا على مساره النضالي، سواء في الجزائر أو من خلال نصرته للقضية الفلسطينية التي تعتبر قضية الجزائريين أيضا.