التجارة فيها خير وبركة و قد حث عليها الإسلام و جاء في الحديث النبوي الشريف ((تسعة أعشار رزق أمتي في التجارة وأن التاجر الصدوق في الجنة )) وقد تمكن المسلمون من السيطرة على تجارة التوابل والحرير مع الهند والصين لقرون و وتجارة الذهب مع إفريقيا وكانوا مثالا للصدق وحسن المعاملة وعلى أيديهم انتشر الإسلام في آسيا وإفريقيا لكن تلك المعاملات الجميلة تكاد تختفي لدى تجارنا الذين لا يهمهم إلا جمع المال بشتى الطرق وقد لفت نظري خطاب رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في لقاء الحكومة والولاة الذي قال فيه أن تجارنا لا يعرفون إلا الشراء في إشارة إلى تفضيلهم الاستيراد للبضائع الأجنبية على الإنتاج الوطني وليس أنهم بارعون في الشراء كما يعتقد من ظاهر الكلام فالتاجر الشاطر يتقن البيع والشراء معا ويبحث عن الربح له ولوطنه ويبادل البضائع المحلية بالأجنبية بالمقايضة وبالعملة وهذا لا نجده عند تجارنا الذين ملأوا أسواقنا بالسلع الرديئة والمغشوشة والمجهولة المصدر علما أن عملية الاستيراد من الخارج على الطريقة الجزائرية لا تتطلب براعة لان الشركات الأجنبية لديها فائض من الإنتاج وتبحث عن الزبائن وتدفع أموالا طائلة على الإشهار والإعلان والدعاية فيكفي تقديم الطلب ودفع المال لتصلك البضاعة في وقتها أما أن تبيع لهم فهنا المشكلة حيث القوانين والإجراءات ومعايير الجودة والضمان والحواجز الجمركية والمنافسة القوية ولهذا نرجو من تجارنا الاكتفاء باستيراد ما نحتاج إليه قبل التفكير في التصدي المهم أن نتعلم الشراء .