الإنسان روح وجسد وعاطفة وعقل ومادة وفكر وكل هذه الجوانب تحتاج إلى العناية والاهتمام فالتركيز على الاقتصاد وحده بمثابة المشي على رجل واحدة والحراك السلمي الذي غير مجرى الأحداث لم يأت صدفة فهو نتيجة وعي ثقافي وسياسي وحضاري وكما قال الشاعر محمد العيد آل خليفة ((ثورة الشعر أنتجت ثورة الشعب )). إن مناقشة ملف الثقافة في اجتماع مجلس الوزراء يبدو ملفتا للاهتمام وباعثا على الأمل في النهوض بهذا القطاع وإخراجه من الجمود والضعف والارتجال وثقافة المناسبة ولعل البداية تكون باسترجاع بعض التقاليد المهمة التي كانت لها نتائجها الحسنة ومنها إعادة إصدار مجلات ثقافية كما كان الحال مع مجلتي الثقافة والأصالة وتوجيه الدعم المباشر للكتاب المحلي والمستورد خاصة الكتب ذات القيمة المعرفية والعلمية بدل منح الدعم المالي لأصحاب المطابع والناشرين الذي لم يظهر له أثر يذكر ووقع له ما وقع لدعم الحليب والزيت والسكر . كما يجب دعم وتشجيع الكتاب الإلكتروني ما دمنا نفكر في رقمنة التعليم وهذا المجال يبدو واعدا وتشجيع النشر الإلكتروني بصفة عامة ودعوة وسائل الإعلام للاهتمام بالثقافة بإعداد حصص و تخصيص صفحات يومية في الجرائد ولو مقابل دعم من الدولة والعناية بالمجلات الثقافية والعلمية منها المجلات المحكمة التي تفتقر إليها بلادنا رغم كثرة الجامعات ومخابر البحث والرسائل والأبحاث الجامعية. كما نحتاج إلى مؤسسة للترجمة تديرها نخبة من الأساتذة المتمكنين في اللغات من مختلف التخصصات تقوم بالترجمة من اللغات الأجنبية إلى العربية ومن العربية إلى اللغات الأخرى ولهذا فنحن نحتاج إلى مشروع ثقافي متكامل وشامل وليس إلى محاولات ونشاطات ينتهي مفعولها بسرعة .