ضرورة إلغاء المواد غير الأساسية في الطور الابتدائي حتمية تقليص البرنامج في الطورين المتوسط والثانوي عبر الأساتذة والمعلمون عن تخوفهم من الدخول المدرسي، لاسيما مع الغموض الذي يكتنف اليوم عملية التحضير لإطلاق هذا الموسم مقابل معطيات تشير جميعها إلى تعقيدات وصعوبات وضغط كبير سيتحمله في المقام الأول الأستاذ، زيادة على خطر الوباء والأكثر من ذلك صرح لنا الأساتذة بأن عدم توفير الشروط المناسبة المتعلقة بالتدابير الصحية، والعملية التربوية من حيث استعمال الزمن وتخفيف الضغط وغيرها، قد يتسبب في حركات احتجاجية قد تهدد السير الحسن لهذه السنة الدراسية، لأن ما يتسرب من معلومات اليوم حول معطياتها يؤكد بأن الأستاذ هو من سيتحمل الضغط أكثر من غيره وخاصة في العمل بنظام الدوامين مع الاحتفاظ بتدريس كافة المواد وعدم الاقتصار على المواد الأساسية فقط، وهذا فيما يتعلق بالطور الابتدائي مثلا، حيث صرح لنا الكثير من المعلمين بأن الظروف الاستثنائية لهذه السنة الدراسية، وقصر مدتها مقابل برنامج متأخر من السنة الفارطة، لا يمكن العمل بها دون إلغاء المواد الثانوية، حتى أن اتباع هذا الحل حسب معلمي الطور الابتدائي ممن عملنا معهم، سيصحح آليا العيوب الموجودة في البرنامج الدراسي، لهذا الطور والمعتمد بمستوى يفوق قدرة التلميذ، حيث أن ما لم يدرسه تلميذ السنة الثالثة ابتدائي مثلا في مادة العلمية يتلقاه السنة المقبلة كبرنامج عادي في السنة الرابعة لأنه في الأصل يفوق قدرته كما أنه من المستحيل حسب تصريحات الاساتذة خاصة في الطور الثانوي ممن تحدثنا إليهم تلقين التلميذ دروسه المتأخرة من السنة الفارطة والدروس الجديدة والاحتفاظ بجميع المواد لأن الوقت لن يكفي وسيتم حشو التلميذ بمعلومات لن يفهم منها شيئا وسيكون الأساتذة عاجزون عن تأدية مهامهم التي ستبدأ من اليوم الأول في ظروف صعبة نفسية ومهنية بعد انقطاع تجاوز السبعة أشهر، وهو ما يعكس تخوف هذه الفئة الشديد من السنة الدراسية المقبلة رغم استعدادهم لتقديم الأفضل للتلاميذ، حسبما صرحوا به لنا غير أن كثافة البرامج الدراسية مع ضيف الوقت والاكتظاظ يفرض على الوزارة اليوم القيام بجهد مضاعف والبحث عن أنسب السبل لتمكين الأستاذ من تحمل مسؤوليته تجاه التلاميذ وقد أجمعت الانطباعات التي أجريناها مع أساتذة من مختلف الأطوار، على ضرورة اتباع خطة عمل استثنائية خلال هذا الموسم وصرحت لنا الأستاذة في الطور الثانوي "ق. أمينة" بأن العديد من القرارات يجب أن تتخذ لتسهيل عمل الأستاذ وفي مقدمتها تقليص البرنامج ما دامت الفصول الدراسية، ستكون بمدة أقل والاحتفاظ بالبرنامج الأساسي، فقط زيادة على إلغاء المواد الثانوية، كما صرح لنا الأستاذ ج. عبد القادر بأنه يجب معالجة مشكل الاكتظاظ لأنه من المستحيل تطبيق التدابير الصحية، بالمعطيات الحالية من حيث عدد التلاميذ حتى أن تطبيق هذه الشروط الصحية نفسها ستكون محفز للفوضى بالقسم وهو ما يتخوف منه الأستاذ اليوم، كونه سيكون مطالب بالتدريس والحراسة والحرص على فرض التدابير الصحية وتحضير الدروس وهو ما أكد عليه بن موسى صلاح الدين، الأمين الولائي للكنابست بوهران، وهو أستاذ أيضا مصرحا بأن الأساتذة متخوفون فعلا من الظروف التي ستكون عليها هذه السنة الدراسية والتي لم تتضح معالمها إلى حد الآن والتخوف حسب ممثل الكنابست يشمل نقطتين هي عدم توفير الشروط الصحية والاكتظاظ لاسيما مع التسهيلات التي اعتمدتها الوزارة لتنقل التلاميذ من سنة دراسية لأخرى، وحتمية العمل بنظام الدوامين سيجعل الأستاذ الضحية الأكبر، في هذه الوضعية الصعبة والأكثر من ذلك هو عدم اتضاح الرؤية إلى اليوم حول معطيات هذا الموسم الدراسي رغم أنه يتطلب تحضيرات مكثفة وعديدة .