إن الحديث عن مناطق الظل يتشعب و يتفرع نظرا لحجم النقائص التي تميز تلك المناطق حيث أن تنميتها وإخراجها من دائرة المعاناة يتطلب توفير عدد من الخدمات من توصيلهم بشبكات مياه شرب و الكهرباء والغاز و الطرق و كذا الإنارة العمومية و مرافق خدمات أساسية من أسواق و مدارس و نقل ومكاتب بريد ومراكز أمن و مؤسسات الصحة و العلاج و غيرها من الضروريات البسيطة لحياة يومية هادئة للمواطن بعيدا عن المشاكل والأزمات التي تؤرقه ،و يبقى حل مشكل البطالة و أزمة السكن من الأولويات التي تفرض نفسها في سعينا إلى القضاء على مناطق بكل سلبياتها و ما نلاحظه يوميا من مظاهر الفقر و الحرمان في مدننا إلا دليل على أن المطلوب في مبادرة النهوض بمناطق الظل يمر حتما عبر جهود جبارة و سرعة في استدراك التأخر الذي طال مشاريع التنمية المؤجلة إلى أجل غير مسمى في تلك المناطق حيث أن تنمية مناطق الظل والتكفل الحقيقي باحتياجات ومطالب ساكنيها ليس مجرد شعار نحمله ،بل هو مجهود يتطلب متابعة مستمرة مادامت العملية تحتاج إلى الكثير من الوقت كما أنه لا يعقل أن يتجسد على أرض الواقع مشاريع تنمية تلك المناطق بين ليلة وضحاها و من هذا المنطلق و مع الوتيرة السريعة لمشاريع الانجاز يجب أن يتواصل مجهود التنمية و لا يتوقف ،و ذلك باتجاه توفير شروط حياة كريمة للمواطنين من قاطني المناطق المحرومة و المعزولة المصنفة في خانة مناطق الظل من أجل القضاء النهائي على مظاهر التخلف والفقر التي حولت مدننا إلى أرياف تعج بصور لمواطنين يطاردون و يلاحقون لقمة العيش بممارسة نشاطات من جمع الخبز اليابس و بقايا البلاستيك والحديد و الأثاث القديم و البحث في المفرغات عن أي شيء يمكن إعادة استغلاله وبيعه و هم مواطنون تجد من بينهم أطفال ومراهقين يركبون عربات –الكارو-التي تجرها الحمير أعزكم الله و يجوبون بها الأحياء في جزائر العام 2021 في حين أن مكان أولئك الأطفال والمراهقين هو مقعد في المدرسة لكن ماذا يمكننا أن نقول إلا أنه قدر و واقع مر يعيشه سكان الأحياء الفوضوية ومناطق الظل ،و حرمان يطبع حياتهم و يحز في النفس ألما إنه مشهد يدل على مدى اتساع الهوة و الفوارق الاجتماعية في مجتمعنا الذي يحتاج فضلا عن جهود تنمية جبارة لمناطق الظل تكفلا اجتماعيا كبيرا و حقيقيا بسكانها يهدف إلى رفع مستواهم و إخراجهم من دائرة الحرمان نقول هذا و نحن في مسار الخروج من ضائقة وجائحة كورونا و كذا على بعد أسابيع من قدوم شهر رمضان المبارك إذ انه لا يخفى على أحد ما خلفته جائحة كورونا من تأثيرات سلبية على المواطنين و خزينة الدولة فعاشت الجزائر أزمة حقيقية استطاعت التعايش معها ووصلت إلى مرحلة اقتناء لقاح كورونا ،كما تحركت عجلة التنمية في إعادة تأهيل مناطق الظل و هو المشروع المهم جدا الذي لا يزال بحاجة غلى المزيد من الدعم المالي والاستمرارية و النفس الطويل للقضاء نهائيا على بؤر الفقر و تحقيق الكرامة للمواطن الجزائري .