إن إتقان العمل و الوقوف على كل صغيرة و كبيرة في أداء مختلف المهام هو عنوان و أساس التسيير الجيد و بناء على مدى تمسك من بيدهم الحل والربط في تسيير المدن ومتابعة الخدمات التي تقدم للمواطن بتفاصيل مهمة يتصدرها العمل والتنظيم المتقن لكن ما يحدث في مدننا وقرانا يشذ كثيرا و قليلا عن القاعدة خاصة ما يتعلق بجانب النظافة والتطهير حيث تعاني أحياؤنا من تكدس وتراكم الفضلات والقمامة في مفرغات عشوائية و في كل مكان و زاوية ،كما تتراكم مياه البالوعات هنا وهناك في شكل برك متعفنة هي مصدر حقيقي للمرض و تتعدد الحفر سواء على الأرصفة أو في طريق عبور السيارات والحافلات و يفاجأ المواطن دائما بوسائل نقل حضري لا يراعي أصحابها أدنى شروط النظافة ناهيك عن الوضعية المزرية و الكارثية لتلك الحافلات ذات المقاعد الممزقة والمكسرة و أرضياتها التي يلجأ أصحابها إلى وضع ألواح من الخشب يضطر الناس إليها للمرور . كل هذه السلبيات وغيرها التي نشاهدها يوميا و لا نملك القدرة على تغييرها في أكبر مدن جزائر 2021 ،بينما يحز في أنفسنا ألما مشاهدة مدن بلدان أخرى شعارها النظافة والنظام و التسيير الجيد والخدمة الحسنة للسكان مقابل ما تفعله قطرات مطر لطالما انتظرناه و أقمنا من أجل نزوله صلاة الاستسقاء التي جاءت والحمد لله في موعدها لكن مياهها غمرت كل مكان لأن بالوعات صرف المياه المستعملة كانت مسدودة ،و زارت مياه المطر تلك حتى المدارس و الأحياء الجديدة والتوسعات العمرانية الجديدة و كذا أحياء فوضوية و عدة مناطق من مدينتنا ليكشف هذا عن تقصير كبير و تقاعس من لدن المصالح المكلفة بتنظيف البالوعات من البقايا الصلبة التي تتسبب في انسدادها ،فيما يرجع سبب فيضان مياه المطر في المناطق السكنية الجديدة إلى خلل في نوعية الإنجاز والبناء و كلنا نتذكر كم عانى سكان مدينة وهران الشرقية من مياه المطر التي كانت تغمر الطرق والعمارات لنعود و نؤكد مجددا على أن البناء له مقاييس السلامة التي يجب على كل من يتولى البناء تحت مسمى مقاول أن يأخذها بعين الاعتبار إذ لا يعقل أن تسلم مساكن لأصحابها على أنها جديدة و جيدة لتغمرها مياه الأمطار ،و كم تمنينا لو أن مثل هذه المشاكل اختفت من حياتنا بقليل من الوعي و الإخلاص في العمل وإتقان البناء في كل مراحله .