جائحة كورونا كوفيد 19 تختلف عن الامراض والاوبئة السابقة شكلا ومضمونا كما يقول اهل القانون من حيث الفيروس المتغير الذي يظهر لنا في كل مرة في نسخة جديدة اسرع انتشارا واشد فتكا وأذى، مما يصعب من مهمة ترصده ومكافحته فقد جاء على حين غفلة من الزمن ليفاجأ البشرية التي كانت في غفلة لاهية، ورغم الجهود المكثفة والاموال المنفقة والجيوش البيضاء التي تقاومه ليل نهار والتوصل الى اكتشاف مجموعة من اللقاحات والشروع في عمليات التلقيح والتفكير في اجباريته فعدد الضحايا في ازدياد وكل يوم يتم الكشف عن قائمة جديدة من المصابين والقتلى ولا احد يعرف متى تنتهي هذه المأساة البشرية لهذا بدأت مختلف الدول تعمل من اجل التعايش مع هذا الوباء في المرحلة الحالية والقادمة وذلك عبر التكيف مع الظروف التي فرضها بتطبيق الاجراءات الوقائية اللازمة بصرامة ودقة متناهية فلا مجال للتهاون وارتكاب الاخطاء وقد بدأ المواطنون الجزائريون يتفهمون الوضع الطارئ نتيجة ادراكهم للمخاطر الكبيرة الناجمة عن وباء كورونا كوفيد 19، فهناك اقبال كبير على التلقيح وتطبيق الاجراءات الوقائية مما سيكون له آثار إيجابية في المستقبل القريب ولم يكتف المواطنون بالحذر والانتباه لتجنب الاصابة بهذا الطاعون القاتل فقد تجندوا وتوحدوا في صف واحد لمكافحته والحد من انتشاره بتقديم وسائل الدعم والمساندة للطواقم الصحية والمؤسسات الاستشفائية واسعاف المرضى والمصابين فكثرت المبادرات الخيرية من اجل تزويد المرضى بمادة الاوكسجين للتخفيف عنهم من عبء المرض وانقاذهم من الموت اختناقا فتسابق الخيرون لجلب الاوكسجين الى الممستشفيات وكذلك اجهزة تكثيفه كما نظمت حملات للتبرع بالمال عبر مختلف المدن والقرى والبلديات وفي المهجر ولقت اقبالا كبيرا ونجاحا معتبرا فتم جمع مبالغ مالية كبيرة لشراء اجهزة توليد وتكثيف الاوكسجين مما يؤكد مرة اخرى ان المجتمع الجزائري بخير ومازال قادرا على العطاء وتقديم يد المساعدة للمحتاجين وحبذا لو تتوسع الحملة الخيرية والهبة الشعبية لمساعدة الاسر الفقيرة والعوزة والتي اصابتها جائحة كورونا كوفيد بتقديم المساعدات المادية لها لتجاوز هذه الازمة وكذلك والاسراع باخراج الزكاة والصدقات وتشجيع الجمعيات والمنظمات على التحرك والنشاط لتقديم العون والمساعدة و قد جاء في الحديث النبوي الشريف من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة وسبل الخير كثيرة ومتشعبة فلا تبخلوا ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه كما جاء في القرآن الكريم.