التحق بعالم الفن منذ سنوات السبعينيات واستطاع أن يحافظ على الفن والتراث الأصيل بوهران من خلال أغاني وموشحات حيث أدى حوالي 70 أغنية طيلة مشواره الفني ولعل أشهر أغنية جعلته يعتلي سلم الشهرة أغنية "سيد الشط بالذات" التي أداها مع الفنانة مليكة مداح وتلحين الفنان بلاوي الهواري والتي عرفت آنذاك "بالصيف" إنه الفنان بارودي بن خذة الذي تشبث بالأغنية الوهرانية وحافظ عليها وراح يدافع عنها مستنكرا الأداء الفني الشبابي الرديء فكان لنا معه هذا الحوار . + كيف يقضي الفنان بارودي بخذة عطلته الصيفية ؟ أقضي وقتي في البيت غالبا ،أحب كثيرا الجلسات العائلية الحميمية ، من هواياتي الخروج مع حفيدي في نزهات أو التفاعل مع شبكات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك عبر الانترنت، لكن من المؤسف أننا في فصل الصيف إلا أنه هناك شح كبير في العمل الفني خاصة فن التراث فماعدا مشاركتي مؤخرا في سهرات الفن بمسرح الهواء الطلق حسني شقرون، لم يعرض عليا أي عمل خاصة في شهر رمضان الذي قضيته كاملا بالبيت ، أتمنى أن يكون تعزيز لمثل هذه البرامج الفنية ونتمنى التواصل لأنني أحب العمل الفني الأصيل بالرغم من سطوع فن الراي الحديث الذي حجب كل ما هو جميل ، ويقود الفن نحو ملا يحمد عقباه من خلال أغاني رديئة واستغرب فعلا من فنانين يعملون ليلا نهارا ومن تم يشتكون نقص العمل فما عسانا أن نقول نحن من تشبثنا بالفن الأصيل دون مقابل ولم نلهث وراء تحقيق الربح السريع على حساب الفن +على ذكر موجة الفن الصارخ كيف تقيم مستوى الأغنية الوهرانية ؟ الأغنية الوهرانية هي في ركود وسبات عميق بعدما كانت رائدة في السابق ، بالمقابل هناك أناس وراء الرداءة ووراء ترويج المخدرات وإفساد عقول الشباب عبر أغاني ساخرة ومنحطة، اعتبرها أغاني هدامة تقود الأمة نحو الهلاك حيث أصبح الطابع التجاري يطغى كثيرا على الهدف الحقيقي للفن الذي اعتبره أصالة وترقية وأخلاق ويجب أن تكون الأغاني منتقاة ورسائل معبرة ترقى بمستوى الشباب لا تقوده إلى الهلاك ، حيث ما أصبح يهم هؤلاء الطينة من الفنانين أصحاب " "الآي آي " والكلمات الساخرة المتدنية هو جمع المال "شراء مسكن فخم وسيارة فاخرة دون أن يبالوا بأن هناك آفات في المجتمع يضاعفونها بأغانيهم الهابطة، وهو مؤسف بعدما كان الفن عريقا وينمي الأخلاق، أصبح يخرب البيوت ويسيء لسمعة الفنانين حتى أصبحت أستحي أن أقول أنني فنان.والمؤسف هناك فنانون يصعدون المنصة أمام كاميرات التلفزيون مرتدين ملابس غير لائقة كالتبان " الشورط " ويصرخون بأصواتهم ويرددون كلمات منحطة أمام الجمهور ،فأين احترام الجمهور وأين احترام الفن ؟؟؟ وأقولها " الراي انتهى منذ عهد بلقاسم بوثلجة وبوطيبة عندما كانت هناك كلمات راقية ،أما الآن فأنا اعتبر أن هناك بقايا من فن الراي ذهبت إلى العالمية. + ما هو في رأيهم الحل في استرجاع مكانة الفن؟ يجب الردع ثم الردع ويجب الحوار والنقاش مطولا لإيجاد حلول تنقد الأغنية الوهرانية وترفع مستواها ، وحسب رأيي يجب أن تكون هناك متابعة وتسليط الرقابة وتدخل المسؤولين الذين عليهم التحرك ووقف نزيف الاستهزاء بالفن والأغنية الوهرانية قبل فوات الأوان. ومن هذا المنبر أشدد على تمسكي الشديد بهذا النوع من الغناء الذي تعلقت به على مدار سنوات طوال ولم أغير وجهتي الى نوع أخر كوني أقدم عمل فني محض ولست بصدد تسويق تجاري أو اللهث وراء الربح السريع على حساب تكسير الأغنية لأنني ابن أغاني التراث، لأن من يعمل للفن لا يهمه المال بقدر ما يهمه ما يقدمه لجمهوره ، كما أناشد الجهات المسؤولة ضرورة الوقوف بجانب الفنانين الكبار. على ضوء عثمان عريوات الذي يعد عملاق الفن أداء وشخصية ،غير أنه لا يزال مهمشا فمثلا المهرجان الدولي للفيلم العربي تناسى المسؤولون به تكريم هذا الوجه البارز وهو شيء مؤسف مثل باقي الفنانين الذين يستحقون التقدير والتكريم كالفنان الزبير الذي له أكثر من 50 سنة في النشاط الفني وكذلك "موح السعيد" و أسماء كبيرة تستحق التكريم، وما يحز في نفسي الفنان نور الدين بن عمر الذي بثرت قدمه وهو في إطار العمل أي تعرض لحادث مهني ولا مسؤول قام بزيارته للآسف الشديد في الحقيقة الكلام عن مشاكل الفن حاليا طويلة وعريضة لن تكفينا صفحة بل صفحات من الجريدة لسردها. + ماذا عن مشاريعك المستقبلية وأعمالك الجديدة؟ في الحقيقة هناك أعمال في الأفق أنا حاليا بصدد إطلاق أغنية بعنوان " الفرس" بألبوم من تأليف الفنان القدير بلاوي الهواري وإشراف الأستاذ الزاوي وبالتنسيق مع توفيق بوملاح وبلحضري وهي عبارة عن البوم غنائي متنوع "كوكتال "من أدائي وأداء الفنان معطي الحاج وأسماء أخرى سيرى النور خلال الشهر الجاري، كما أنني احضر حاليا مشروع ثنائي" ديو " مع الفنان عبد القادر الخالدي والذي سيكون من التراث بعنوان "الوشام" من تأليف الأستاذ بلاوي حيث سنقوم بتسجيل الأغنية ومن تم تصويرها عبر "فيديو كليب " حيث ستكون مزيج ما بين البدوي مع الوهراني ليكون تنسيق يلبي رغبة الجمهور الذواق لفن التراث، أما عن أحلامي فقد كانت لي تجربة لأداء أغاني صوفية من خلال إعداد 4 أغاني للشيخ العلوي وجدت فيها قبول ويتم إذاعتها بمحطة وهران الإذاعية، وفي الحقيقة أحبذ التواصل من خلال هذا النوع من الأغاني في حين أن أحلامي تبقى موافقة لسني فأنا أتقدم في السن ويجب أن نحافظ على الهوية الفنية لتضل شامخة في سجل الفن الوهراني.
