أم البواقي: توزيع 23 ألف نسخة من كتاب الإنجليزية على الابتدائيات    المدير العام للوكالة يعاين الورشات: نحو توزيع 1000 سكن «عدل» في الفاتح نوفمبر بسطيف    تحسبا لموسم الأمطار: حملة لإزالة الردوم وتطهير الأودية ببسكرة    القطب الحضري تينار: فتح مدرستين جديدتين الأسبوع القادم    الرئيس تبون يحيي مجد الدبلوماسية الجزائرية في الذاكرة الأممية    الجزائر/موريتانيا: تشكيل لجنة مشتركة لتسهيل ورفع حجم المبادلات التجارية    لتؤكد دورها الريادي في استقرار أسواق النفط والغاز بالعالم: سوناطراك تشارك في مؤتمر البترول العالمي بكندا    افتتاح معرض دائم وبنك جزائري بنواكشوط إنجاز تاريخي    حركة البناء الوطني: خطاب رئيس الجمهورية عكس تطلعات الشعوب    بمشاركة 280 رياضيا من 23 دولة: افتتاح البطولة العالمية للشباب للكرات الحديدية    يعود نهاية الشهر الجاري    رئيس الكاف يهنّئ اتحاد الجزائر    سيكون ثالث رئيس في العهدة الأولمبية الجارية: تزكية مكتب صادي اليوم تخلص الفاف من الفراغ القانوني    رئيس الجمهورية يحادث بنيويورك مع عدد من نظرائه و مسؤولين سامين على هامش أشغال الدورة ال78 للجمعية العامة للأمم المتحدة    الجامعة لتأسيس نخبة رياضية    المسيلة: يحاول ترويج 1078 كبسولة مهلوسات    السبت أول أيام الخريف    فلاحون يناشدون الوالي التدخل لإنقاذ سمعة بومرداس    هياكل جديدة وربع سكان الولاية متمدرسون    الإطلاع عن كثب على تطورات القضية الصحراوية    التصعيد الصهيوني ردّ رسمي على دعوات إحياء عملية السلام    ضرورة تحقيق التمثيل العادل للدول في مجلس الأمن    تمديد سكة الحديد ببطيوة وتوسعة ميناء أرزيو.. مشروعان استرتيجيان    الإيطاليون يرشحون توبة للتألق مع نادي ليتشي    الشلفاوة من أجل التأكيد أمام نجم بن عكنون    إحباط إدخال أزيد من 9 قناطير «كيف» عبر الحدود مع المغرب    أمريكا ترفض منْح حقوقَ الطبع والنشر    اتفاقية شراكة بين الشركة الجزائرية للتأمينات والتجمع الجزائري للناشطين في الرقميات    مخطط أمني لمرافقة الدخول المدرسي    الحرائق تتلف 900 متر من شبكة الكهرباء    المرافقة والمتابعة والعلاج جهود تساهم في بناء شخصية التلميذ ونجاحه    إطلاق جائزة اللغة العربية 2024    تشاكيل ومنحوتات خارج الأنماط الكلاسيكية    الخطاب الجمالي وعلاقته بالفنون في الجزائر    موتسيبي يهنئ نادي سوسطارة    المخرج لطرش يمثل الجزائر في منافسة مهرجان الجونة    ينبغي بناء نموذج طاقوي قابل للتطبيق    الخارجية الفلسطينية: ازدواجية المعايير الدولية تهدّد بتفجير ساحة الصراع    تبسة.. مدينة بألف إيقاع    ارتفاع عدد الأسيرات في سجون الاحتلال إلى 37 أسيرةجثامينهم    ميلاد المجدلية    تكريم مجموعة من الاساتذة والباحثين من مختلف الجامعات الوطنية:انطلاق الموسم الثقافي الإجتهادي 2023-2024 للمجلس الإسلامي الأعلى    خلال الفترة من 30 سبتمبر الجاري إلى 2 أكتوبر المقبل: الفيلم المصري قهوة فريال يشارك في الدورة الرابعة لمهرجان كردادة الإفريقي بالجزائر    تصفيات كاس إفريقيا 2024 للسيدات: الجزائر تفوز في أوغندا 2-1 وتقترب من التأهل    فيِ مواجهة الذاكرة الرسمية سينمائياً    رئيس جنوب افريقيا يجدد دعم بلاده للقضيتين الصحراوية والفلسطينية    مجلس الأمة ينوه عاليا بخطاب رئيس الجمهورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة    ولادة الرسول.. ولادة أمة وحضارة    ربيع الأول شهر المولد والهجرة والوفاة    المولد النبوي الشريف: حملة تحسيسية حول أخطار استعمال الألعاب النارية والمفرقعات ابتداء من يوم الجمعة المقبل    وفد عن مفوضية السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي في زيارة عمل إلى مؤسسات الجمهورية الصحراوية    باتنة…استرجاع أزيد من 10 آلاف متر مكعب من المياه المتسربة منذ بداية السنة الجارية    لا ندرة في الدواء.. وقائمة 132 صنف غير مسوّقة بالجزائر    إحياء المولد النبوي الشريف سيكون يوم الخميس 28 سبتمبر    تنظيم معرض جزائري هذا الشهر في أوغندا: دعم ولوج المنتجات الجزائرية للأسواق الإفريقية    تنظيم معرض للمنتجات الجزائرية في أوغندا من 30 سبتمبر إلى 2 أكتوبر المقبل    ثقافة تعرف انتشارا منذ الجائحة: التبرع بالأدوية تقليص للنفقات و ترشيد للاستهلاك    ولاية الجزائر: تسخير 96 وحدة طبية لضمان تغطية صحية للمتمدرسين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واقع الأمن العربي في ظل التحديات الراهنة
نشر في الحياة العربية يوم 10 - 11 - 2021

سعد عبد الله الحامد * مستشار تحكيم في المنازعات الدولية بجامعة الدول العربية
ظهر مفهوم الأمن القومي متوافقاً مع ظروف عالمية سياسية وعسكرية جديدة أعقبت الحرب العالمية الثانية، وتشكلت محاور جديدة نتجت عن الحرب بين القوى الدولية، إضافة إلى الانتشار الكثيف للأسلحة والتطور النوعي الذي شهدته تلك الحرب، والذي أدى إلى تعديلات في النظام الدفاعي العالمي وثوابته التقليدية وإيجاد رؤية جديدة، وتحدٍ جديد للمجال الأمني للدول.
ولعل هذا المصطلح عند ولادته بنظرة أميركية غربية تشكل بأهداف سياسية، وساعد في السياسة الخارجية للدول العظمى عقب الحرب الباردة، وكذلك سهل لها عملية الاستقطاب في تلك الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، رغم أن بداية هذا المفهوم جاءت بعد معاهدة وستفاليا عام 1648، لتبدأ حقبة الدولة القومية أو الدولة – الأمة Nation – State، وبالتالي فإن مرحلة الحرب الباردة كانت مرحلة صياغة مقاربات نظرية للوصول الى مفهوم استراتيجية الأمن القومي، وقد ارتبط هذا المصطلح تنظيمياً بالكونغرس الأميركي عام 1947، حين صدر قانون الأمن القومي، ولعل حدة الصراعات المباشرة بين الدول وزيادة معدلات العنف وتصاعدها وتطورها إلى حروب، جعلت هناك أهمية للأمن القومي في موجات ارتبطت بتزايد الصراعات على المستويين الإقليمي والدولي، إضافة إلى ازدياد الشعور لدى دول بنوعين من التهديدات المتصلة بأمنها القومي.
فمن ناحية، تُعد الديون الخارجية المستحقة عليها مثلاً تهديداً لأمنها السياسي والاقتصادي، وتحد بالضرورة من حرية اتخاذ القرارات الاستراتيجية، وهذا يجعلنا ننطلق لمصطلح الأمن القومي العربي أو الأمن الوطني والجماعي، وجدوي اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة في إطار جامعة الدول العربية عام 1950، وهل فعلاً استطاعت هذه الاتفاقية أن تحقق ما هو مأمول منها، من إيجاد سياسات وإجراءات تستطيع حفظ الأمن العربي، أو المساهمة بشكل أو بآخر، حيث إنه منذ وضع هذه الاتفاقية أثبتت عدم قدرتها على رأب الصدع العربي، ومواجهة الأخطار والتحديات المتجددة، وعجز الدول عن تسوية النزاعات العربية فيما بينها، ولعل الآليات المتبعة غير كافية لذلك، إضافة إلى غياب استراتيجية موحدة حيال واقع الأمن العربي المشترك، وفي ظل تغيير وتبدل موازين القوي الدولية، وانحسار نفوذ بعض القوى الدولية على حساب أخرى، إضافة إلى بوادر عودة للحرب الباردة بين تلك القوى، وهو ما نشهده مثلا بين الصين والولايات المتحدة اقتصادياً وسياسياً، إضافة إلى الصراع الذي يتم إدارته بين تكتلات دولية وبين دولنا العربية، ومن صوره الحروب الفوضوية (الثورات البرتقالية) كما رأينا في الثورات العربية والحروب السيبرانية والمعلوماتية، وهي ما يطلق عليها القوى الناعمة والذكية.
كل تلك مخاطر تحيط بمعسكرنا العربي في مقابل تكتلات وقوى كبرى وأزمات الصحية وعلى رأسها أزمة جائحة كوفيد – 19، وآثارها العالمية اقتصاديا وسياسيا لينضاف تحدٍ آخر أمام الدول العربية في ظل أزماتها العديدة، ولا ننسى أن القضية الفلسطينية ولدت العديد من الاصطفافات لدول عربية خلف القضية الفلسطينية، مما أوجد أهمية لوجود صوت عربي واحد، وهو أحد أسباب إنشاء جامعة الدول العربية، ولكن غياب المشروع العربي لمواجهة أزمات الدول العربية والممارسات التى يقوم بها الاحتلال ضد الفلسطينيين، إضافة إلى تغول المشروع الإيراني في منطقة الخليج العربي، والتي تصدت له المملكة العربية السعودية منذا تسلم هذا النظام زمام الأمور في طهران في سنوات سابقة، وتزايد حجم هذه التدخلات التي أصبحت تقوض أمن واستقرار دول الخليج وتدخلاتها في الدول العربية، بدءاً من العراق إلى سوريا إلى لبنان، وأخيرا اليمن وحجم التهديدات التي وصلت إلى تهديد أمن وسلامة المياه الدولية والممرات المائية، والتي لها انعكاسات أيضا على أمن وسلامة إمدادات الطاقة عالمياً، واستهداف سيادة واستقرار دول الخليج من خلال الحروب بالوكالة من قبل إيران، واستهداف البنى التحتية والأهداف المدنية وتهديد الأمن القومي العربي والخليجي، وهو ما يحدث نفسه في ليبيا مثلاً، وما يحدث من تهديدات للأمن المائي في مصر والسودان بسبب إثيوبيا، وكذلك المحاولات الإيرانية لعقد صفقات لطائرات الدرونز مع إثيوبيا، وما يحصل أيضاً في العراق من تصاعد نفوذ الميليشيات المسلحة ضد الدولة وكذلك سوريا، إضافة إلى تهديد أمن العراق المائي بما يخلق حالة من انعدام مفهوم الأمن الجماعي، وإيجاد حاله من انعدام السلم، وبالتالي فإن ضعف مرتكزات جامعة الدول العربية في مجابهة ذلك التغول الإيراني، وانحسار دور المجتمع الدولي بهيئاته الدولية أمام ما يحصل في الدول العربية مهددا أمنها واستقرارها ومصالحها المشتركة والتكامل فيما بينها، يدعو إلى ضرورة إيجاد آليات عمل فاعلة تنطلق من رغبة صادقة، ودعم مشروع عربي يبلور إطارا ورؤية عمل مشترك على جميع النواحي سواء العسكرية أو الأمنية أو الاستراتيجية، وكذلك السياسية والاقتصادية.
ومن المهم جدا أن نضع في اعتبارنا أن الواقع الدولي القادم ستنجح فيه منظومة التحالفات بين أكثر من دولة، على حساب الدولة الواحدة وقرارها، وبالتالي فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: ألم يحن الوقت لتعديل ميثاق الجامعة العربية ليواكب كل ما تمر به دولنا العربية من مشكلات؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.