أعلن عميد جامع الجزائر ،الشّيخ محمّد المأمون القاسميّ الحسنيّ، إطلاق اسم الفقيد عبد الهادي لعقاب على مدرّج المحاضرات بالمدرسة الوطنيّة العليا للعلوم الإسلاميّة "دار القرآن"؛ وفاءً بعهده، وعرفانًا بمجهوداته، وتخليدًا لذكراه. جاء ذلك خلال تأبينيّة أقيمت تكريمًا للراحل، مساء الثّلاثاء ، بحضور عدد من الأساتذة والطلبة، وممثّلين عن عائلة الفقيد و في كلمة له بالمناسبة، سلّط العميد الضّوء على إسهامات الفقيد، مشيرًا إلى أنّه كان من الرّعيل المؤسّس للمدرسة، وشاهدًا على أهمّ مراحل بنائها؛ حيث أسهم في إرساخ مكانتها لتكون "دارًا للقرآن" قولًا وفعلًا. وأوضح أنّ بصمته التربويّة لا تزال حيّة، وأنّ أثره العلميّ متواصل، من خلال طلبته الّذين حملوا عنه رسالة العلم؛ وكان يحاول أن يورّثهم سكينة الحرف، الموصل إلى نور القلب؛ فكان مرجعًا لزملائه، وأبًا وأخًا لطلّابه، شهد له بالخيريّة جيرانه، قبل زملائه ونوّه بخصال الفقيد كشخصيّة جامعة، قائلا: "كان يجسّد شعار القرآن، يوحّد ويحبّب، ويؤلّف ولا يفرّق"، مضيفا " كان رجل جسر واصل، مذلّلا لعقبات التواصل. وتواصله مع التيّارات الفكريّة لم يغيّر وجهته، أو يذهب عنه هويّته؛ بل زادها توازنا، وزادها تأصيلا وإرساخا". تضمّن برنامج التأبينيّة سلسلة من المداخلات والفقرات التي استعرضت المسار العلميّ للراحل؛ حيث ألقى كلٌّ من أ.د. موسى إسماعيل، رئيس المجلس العلميّ بجامع الجزائر، وأ.د. عبد القادر بن عزّوز، مدير المدرسة، كلمتين سلّطا فيهما الضّوء على المحطّات العلميّة للفقيد كما تحدّث أ.د. عماد بن عامر باسم أساتذة المدرسة، والشّيخ حسين وعليلي، باسم مشايخ الإقراء، فيما ألقى الطالب عبد الحميد الأزغم قصيدة في رثاء أستاذه. وشهدت الفعالية عرض فيلم وثائقيّ بعنوان "عبد الهادي لعقاب.. رجل القرآن"، تناول أبرز محطّات حياته وإنجازاته العلميّة؛ وتمّ إعلان مشروع لإصدار كتاب توثيقيّ يجمع تراث الفقيد العلميّ والفكريّ، قدّمه الدكتور فتحي لعطاوي، رئيس قسم الدكتوراه بالمدرسة. واختُتمت التأبينيّة بتكريم عائلة الراحل بدرع تذكاريّ يحمل نبذة عن مسيرته، تقديرًا لعطائه في خدمة العلم والقرآن، إلى جانب غرس شجرتي زيتون بساحة " دار القرآن " تخليدًا لذكرى الفقيد.