أكد لنا محمد الخالدي رئيس مولودية سعيدية أنه تكلّم كثيرا ووضع النقاط على الحروف في اللقاء الذي جمعه مع والي ولاية سعيدة، فيما يتعلق بفريقه الناشط في القسم الأول من البطولة الوطنية، والمتواجد على حافة الانفجار، كما شرح له الوضعية الصعبة التي يعيشها النادي الذي يعاني من عدة أزمات تعرقل السير الحسن للفريق، خاصة منها المشاكل المالية الخانقة التي لم يجد لها حلا لحد الآن، كما أكد أنه لا يمكنه البقاء على رأس الفريق وسيتركه بنسبة كبيرة مطلع الشهر الأول من السنة القادمة في حالة عدم تحسّن وضعية النادي. “الوالي كان صريحا وصادقا معي“ كما أكد لنا الخالدي في الحوار الذي جمعنا به أن والي ولاية سعيدة أحسن استقباله وتكلّم معه عن أشياء كثيرة في الاجتماع الذي جمعهم مؤخرًا، وأضاف قائلا: “أولا أود شكر الوالي على حسن استقباله لي، وقد تكلّمت معه حول العديد من الأمور التي تخص الفريق، وشرحت له الوضعية الصعبة التي يعيشها والأزمات الخانقة التي تعيق حسن سيره في البطولة الوطنية، وكان متفهّما إلى حد بعيد وأكد لي أنه سيكون دوما جنب الفريق ومستعدا لمد يد المساعدة، لكنه كان صريحا وتأسف لعدم استطاعته إعانة الفريق بأملاك الولاية، لأنها ملك الدولة ومن غير صلاحياته التصرف فيها لأغراض خاصة، فالقوانين تمنع ذلك، فتفهّمته وأقنعني كلامه وشخصيا أعجبت كثيرا بصراحة وصدق الوالي“. “لم نتلقّ أي مساعدة مالية لغاية الساعة“ وفيما يتعلق بميزانية الفريق وحول ما إذا تلقى مساعدات مالية لحد الساعة قال محدثنا: “لم أتوقف عن طلب المساندة قبل انطلاق الموسم، لكن لحد الساعة لم نتلق أي مساعدة مالية من أي جهة كانت للخروج بالنادي من هذه الوضعية الصعبة التي يعيشها، كما لا يخفى عليكم أن لهذه المشاكل عواقب وخيمة وانعكاسات سلبية، كما أظن أننا نحقق معجزات حقيقية نظرا للنتائج الإيجابية التي حققناها في البطولة، فرغم معاناتنا من العديد من المشاكل فهناك أندية تملك الملايير لكنها لم تتمكن من تحقيق نتائج جيدة مثلنا وتعاني في مؤخرة الترتيب، ويتطلّب مني هذا أن أحيي كل الفريق من طاقم فني ولاعبين على المجهودات التي يبذلونها، لكن أكيد أننا لن نتمكن من المواصلة على نفس الدرب ولابد لنا من إيجاد حل نهائي لمشاكلنا المالية لتحقيق نتائج إيجابية أخرى في البطولة الوطنية“. “صرفنا أكثر من 12 مليار من أموالنا في سنتين“ المشاكل المالية التي تعاني منها مولودية سعيدة ليست وليدة اليوم وإنما تمتد إلى السنوات الماضية، كما أكد على ذلك الرجل الأول في الفريق، حيث قال: “أنا أترأس النادي للسنة الثانية على التوالي، وقد صرفت من أموالي الخاصة بالإضافة إلى أعضاء آخرين ما يقارب قيمة 12 مليار سنتيم طيلة هذه الفترة، ولا أظن أن هناك رئيس نادٍ آخر في القسم الوطني الأول أو الثاني يمكنه فعل ما قمنا نحن بفعله، لكننا لا يمكن أن نواصل على نفس المنوال، ونحن بحاجة ماسة إلى مساعدة من أطراف أخرى. لقد قمت بالعديد من التضحيات لهذا الفريق ولم أتحصل على أي سنتيم بالمقابل“. “نحن الفريق الوحيد الذي لم يتحصّل على أي مساعدة“ وما زاد من شدة توتر وقلق رئيس نادي مولودية سعيدة أن فريقه يعتبر الوحيد الذي لم يتحصل على المساعدة، عكس الأندية الأخرى التي تنشط مثله في القسم الوطني الأول. كما أبدى امتعاضه من ذلك وأضاف: “العجيب في الأمر أن فريقي يعتبر الوحيد الذي لم يتحصل على المساعدة عكس الفرق الأخرى الناشطة في القسم الأول أو الثاني، وكأننا لا ننتمي إلى البطولة الجزائرية، أظن أن هناك مؤامرة على فريقنا أوعلينا نحن المسيّرين وكأنّ جهة ما تريد إزاحتنا من الطريق وتعيق مسارنا، فغير ممكن أننا النادي الوحيد الذي لم يدخل ميزانيته أي سنتيم لحد الآن”. “الجهات المحلية لا تساعد النادي“ كما أعرب لنا الرئيس الخالدي عن خيبة أمله الكبيرة جراء عدم تلقي فريقه لأي مساعدة لحد الآن، خاصة من الجهات المحلية في الولاية، وأضاف قائلا: “صدقوني أنني محتار كثيرًا ولا أفهم ما يحدث للفريق، نحن في وضعية صعبة ونتخبط في مشاكل كثيرة والبعض يكتفي بالمشاهدة ولا يقدم يد المساعدة، وخيبة أملي كانت كبيرة من جهة السلطات المحلية للولاية التي كنا ننتظر منها الكثير، لقد طرقت كل الأبواب طلبا للمساعدة لكن لا حياة لمن تنادي، والكل أدار ظهره للنادي رغم أنه يعتبر ممثل ولاية سعيدة وملكا للجميع“. “لحد الآن ليس هناك أي مموّل“ وحول نقطة التمويل ظهر الخالدي بوجه متشائم، وقال لنا : “نعتبر النادي الوحيد في القسم الأول غير المدعم من المموّلين، كما أنني بدأت الخطوات الأولى قبل انطلاق الموسم لكنني لم أتلق استجابة من أي جهة كانت، اللوم لا يمكن أن نلقيه على الشركات والمؤسسات الناشطة خارج الولاية، لكنه يقع على تلك التي تتواجد في ولاية سعيدة ولا تقوم بأي مبادرة لتدعيم الفريق، فإذا لقينا الرفض من مؤسسات الولاية لا أظن أن هناك شركات أخرى ستقبل بتمويلنا من خارج الولاية“. “لم نغلق الأبواب أبدًا في وجه المموّلين“ وفي السؤال المتعلق بسبب رفض المؤسسات والشركات الناشطة في ولاية سعيدة تمويل الفريق المحلي ومساعدته لتحقيق نتائج إيجابية في البطولة وتشريف الولاية قال محدثنا: “حتى قبل إنشاء الشركة ذات الأسهم للفريق قمنا بتقديم 60 دعوة لمختلف الشركات ولقينا الرفض من معظمها، كما أن فئة قليلة اقترحت علينا تقديم بعض المساعدات، لكن في المقابل تكون أطراف فاعلة في مكتب الفريق، هذه لا تعتبر مساعدة حسب رأيي وإنما ابتزازًا وأنا لا أقبل بذلك، ولم أغلق أبدًا الأبواب في وجه الشركات المموّلة، وإنما هي مفتوحة لجميع من يريد مساندة الفريق لأن شركة الفريق ملك للجميع وليست ملكية الخاصة“. “لن نتمكّن من القيام بالاستقدامات في الميركاتو“ كما تطرقنا في حديثنا مع رئيس مولودية سعيدة إلى نقطة تدعيم الفريق بلاعبين جدد في مرحلة الاستقدامات الشتوية المقبلة، وأكد لنا أن الأمر مستحيل وأضاف: “قمت بالعديد من الاجتماعات في الأسابيع الماضية مع مدرب الفريق وكل أعضاء الطاقم الفني وتحدثنا مطولا عن الاستقدامات وعن المناصب التي يتوجب علينا تدعيمها، كما قمنا بوضع قائمة تضم أسماء العديد من اللاعبين من بينهم لاعب بوركينابي، لكن في الأخير أوقفنا كل شيء لأننا بكل بساطة لن نتمكن من تدعيم الفريق بلاعبين في الميركاتو لأننا لا نملك الأموال للقيام بذلك“. “سأترك الفريق يوم 18 جانفي القادم“ وفي نقطة مستقبله مع الفريق صرّح لنا الرئيس الخالدي قائلا : “سأبقى على رأس الفريق لغاية 18 جانفي القادم، وسيكون هذا التاريخ آخر مباراة سيخوضها النادي لحساب مرحلة الذهاب من البطولة، وسيكون آخر يوم لي على رأس النادي، لقد تعبت كثيرًا ولا يمكنني المواصلة، وكذلك بالنسبة للأعضاء الآخرين فلا أحد يطيق هذه الأزمات المالية الخانقة التي تعيق مسار الفريق، سأترك مكاني لمن أراد خلافتي والقادر على إيجاد حل لكل هذه الأزمات، المهم أنني سأترك الفريق في القسم الوطني الأول“. “مرحبًا بكل من يملك الإمكانات لرئاسة الفريق“ رغم أنه قرر ترك الفريق نظرًا لتخبطه في العديد من المشاكل التي لم يجد لها محمد الخالدي حلا، إلا أنه يتمنى دوما الخير للفريق ويريده دائما ضمن الكبار في القسم الوطني الأول، وصرّح لنا: “رغم أنني قررت الرحيل لكنني أتمنى كل الخير للفريق، وإن كان هناك من شخص خارج الولاية يريد ترأس الفريق سأكون سعيدًا بتقديمه يد المساعدة، المهم أن يتلقى الفريق المساعدات المالية اللازمة التي تساعده لمواصلة المسار في البطولة الوطنية، أنا لا أبالي بكل الأموال التي صرفتها على النادي وإن كنت سأسترجعها أم لا، المهم أن يبقى النادي ضمن حظيرة الكبار في القسم الوطني الأول“.