كانت رسالة الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش للاعبيه الذين لا يلعبون بانتظام مع فرقهم واضحة عقب تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم 2014... حيث طالبهم بضرورة إيجاد حلّ لوضعيتهم قبل فوات الأوان، لأنه سيختار الأحسن لياقة من بينهم. رسالة جعلت لاعبي منتخبنا يهرولون في إنقاذ أنفسهم، فنجح من نجح في مهمته وغادر فريقه نحو فريق آخر خلال فترة التحويلات الشتوية التي ستنقضي سهرة اليوم وفشل من فشل وأبقى على مستقبله مع المنتخب مرهونا بتحسن وضعيته مع فريقه. مجاني، كادامورو، مصباح ويبدة "فرّوا" مجاني أوّل اللاعبين الذين طبّقوا تعليمة حليلوزيتش وسارع لتغيير الفريق إذ وقع اختياره على "فالنسيان" على شكل إعارة قادما من "أولمبياكوس" اليوناني الذي عانى معه الأمرين في مرحلة الذهاب، وها هو اليوم يستعيد نشوة المنافسة الرسمية في تجربة جديدة بدليل خوضه ثلاث مباريات متتالية منذ التحاقه بهذا الفريق، ليحذو حذوه لاعبون آخرون مثل كادامورو الذي غادر ريال سوسييداد مضحيا بالمستوى العالي في إسبانيا، وملتحقا بنادي مايوركا الذي منحه فرصة اللعب أساسيا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى بلفوضيل الذي غادر "الإنتير" والتحق أمس بكوينز بارك رانجيرز الإنجليزي (في انتظار التوقيع رسميا) بحثا عن فرص أكبر للعب، والأمر نفسه بالنسبة إلى مصباح ويبدة اللذين غادرا بارما وغرناطة نحو ليفورنو وأودينيزي. غلام يخوض تحدّ جديد وهو مطالب بالبقاء أساسيا سوق الانتقالات في أوروبا عرفت نشاطا وانتعاشا بالنسبة إلى اللاعبين الجزائريين حتى في لحظاتها الأخيرة، بدليل أن حتى أحد من كانوا يلعبون بانتظام مع فرقهم قرر تغيير الأجواء، ويتعلق الأمر بالظهير الأيسر لنادي سانت إتيان فوزي غلام الذي ورغم أنه لا يعاني من نفس المشاكل التي واجهتها العناصر التي ذكرناها، إلا أنه قرر خوض تحدّ جديد في "الكالتشو" الإيطالي والأمر يتعلق بناد عريق من طينة نابولي الذي سبق أن لعب له الجزائري حسان يبدة، وبالنسبة إلى غلام فإن تغييره للأجواء لم يكن الهدف منه البحث عن فرص اللعب لأنه كان يحصل عليها أسبوعيا في سانت إتيان، بل أنه قرر خوض تجربة جديدة في مستوى أعلى مثل مستوى البطولة الإيطالية القوية جدّا، وهو رهان جديد للاعب عليه أن يثابر كي يحجز لنفسه مكانة أساسية في صفوف نادي الجنوب الإيطالي. لحسن في ورطة رغم عودته في بعض اللقاءات وإن كان ما لا يقل عن ستة دوليين قد نجحوا في تغيير الأجواء خلال "الميركاتو" الشتوي، فهناك بعض اللاعبين فشلوا في إيجاد حلّ لأنفسهم، مثل مهدي لحسن الذي وبالرغم من تحسن وضعيته منذ مباراة بوركينافاسو، بدليل أنه لعب عددا كبيرا من المباريات مع ناديه الإسباني خيتافي، إلا أن وضعيته الحالية لا تبعث على الإرتياح، لأنه بات يشارك تارة ويغيب تارة أخرى بسبب خيارات مدربه من لقاء لآخر، وهو أيضا بحث عن مخرج لوضعيته إلا أنه لم يتلق عروضا جادة تسمح له بمغادرة خيتافي، وبالتالي فهو باق مع النادي إلى نهاية الموسم. غيلاس حظوظه ضئيلة في التواجد بالبرازيل نبيل غيلاس لاعب آخر من اللاعبين الذين لم ينجحوا في إنقاذ أنفسهم، بدليل أنه لم يلتحق بأي فريق ولو على شكل إعارة، في وقت كان على اللاعب أن يبحث عن مخرج لوضعيته بسبب دقائقه القليلة مع النادي البرتغالي العريق "بورتو"، والظاهر أن الوضعية التي عاشها اللاعب قد أعجبته رغم أن عداد أهداف ظل يراوح الرقم صفر منذ انطلاق الموسم، والأمر نفسه بالنسبة لدقائقه التي كانت قليلة جدا، فاللاعب يكون قد فضل "البريستيج" وقيمة الفريق العريق الذي يحمل ألوانه ولو على حساب مصلحته التي تكمن في لعب المباريات وتسجيل الأهداف حتى ولو كان يلعب في ناد برتغالي آخر مغمور. مشكلة مبولحي في قلة دقائق لعبه وانتهاء الموسم مبكرا في بلغاريا الحارس مبولحي الذي فقد مكانته الأساسية في آخر لقاء مع المنتخب أمام بوركينافاسو، مرشح كي يبقى بديلا في المنتخب مستقبلا في ظل الوضعية التي يعيشها. فهذا الحارس ورغم أنه شارك في حوالي خمس مباريات مع فريقه البلغاري "سيسكا صوفيا" إلا أن إنتهاء الموسم مبكرا في بلغاريا، يجعله يعاني أكثر من نقص المنافسة، وهو عامل لن يخدم مصالح الحارس "الرحالة" قبيل نهائيات كأس العالم، وسيفتح الباب أمام حراس آخرين للتنافس على مركز الحارس رقم واحد للمنتخب الوطني. سليماني يبقى استثناء لأنه حاسم ويبقى صاحب الذهب إسلام سليماني الإستثناء من كل العناصر التي تحدثنا عن معاناتها في كرسي احتياط فرقها على مدار مرحلة الذهاب، لأن قيمته في فريقه "سبورتينغ لشبونة ك"جوكير" حقيقي، جعلت إدارة هذا الفريق ترفض كل العروض التي وصلتها بشأنه رغم أهميتها، وآخرها كان عرض نادي "ويست هام" الإنجليزي، ويبقى سليماني واحدا من اللاعبين الذين يراهن عليهم البوسني رغم دقائقه القليلة، ورغم أنه لم يغيّر فريقه لا لسبب سوى لأنه مهاجم حاسم يسجل أهدافا رغم نقص المنافسة بدليل أنه أحد هدافي فريقه البرتغالي وهداف المنتخب رقم واحد.