أحدث إعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر من قبل السلطات السعودية،أزمة علاقات دبلوماسية تجاوزت طهران والرياض لتمس معظم دول المنطقة ،أين قامت السودان والبحرين بقطع علاقتهما مع إيران بعد إقدام الملكة العربية السعودية على نفس الخطوة ،كما استدعت الإمارات السفير الإيراني ،وأمام هذه التطورات التي قد تعصف بالشرق الأوسط المنهك سلفا بالحروب والاستقطاب الطائفي ،برز صوت الجزائر التي دعت الجميع إلى التعقل وتجنب إدخال المنطقة في أزمة شاملة. عبرت الجزائر على لسان وزارة خارجيتها عن "بالغ" أسفها لتدهور العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية ،أزمة دخلت فيها معظم دول المنطقة. وقد جاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية بأن"الجزائر تتابع بانشغال كبير تصاعد حدة التوترات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية وتعرب عن بالغ أسفها لتدهور العلاقات المعقدة بين البلدين الشقيقين لتتحول إلى أزمة مفتوحة".وأضاف ذات البيان بأن "الجزائر تدعو بإلحاح القيادات السياسية للبلدين إلى التعقل وضبط النفس لتفادي تدهور الوضع الذي قد تكون عواقبه وخيمة وخطيرة على الصعيدين الثنائي والإقليمي في سياق جيوسياسي وأمني حساس للغاية". كما نادت وزارة رمطان لعمامرة البلدين إلى "وضع التزامهما في خدمة القيم الدائمة والتعاليم الموحدة لديننا الإسلامي الحنيف لاسيما قدسية النفس البشرية ونبذ الاقتتال بين الإخوة والأشقاء بعيدا عن الانشقاقات والظروف مهما كانت طبيعتها". كما علقت الجزائر على الأحداث التي عجلت في إشعال فتيل الخلاف بين قوتي المنطقة منادية "بضرورة الاحترام الصارم للمبادئ المسيرة للعلاقات بين الدول لاسيما مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لباقي الدول وحماية التمثيليات الدبلوماسية والقنصلية في كل مكان وتحت أي ظرف". وفي ختام البيان الصادر عن الدبلوماسية الجزائرية "أعربت الجزائر عن أملها الصادق في أن يتم احتواء الأزمة الراهنة بشكل عاجل وأن يتمكن البلدان الشقيقان عن طريق الحوار والتفاوض من القضاء على كل عوامل التوتر في علاقتهما الثنائية بما يخدم مصلحة شعبيهما وكذا السلم والأمن الاقليميين". وتجدر الإشارة إلى أن درجة الاحتقان بين السعودية السنية وإيران الشيعية لم يبلغ هذا المستوى الحاد منذ مدة طويلة أين يتواجه الطرفين في ميادين عراك مسلحة بطريقة مباشرة خاصة في سورية أين تقف إيران مع بشار الأسد في حين تساند السعودية المعارضة السورية التي تطالب برأس الأسد ،كما تمثل اليمن مسرحا أخر لقتال شرس بين البلدين أين تقف طهران مع الحوثيين،الشيء الذي دفع السعودية إلى إطلاق ما يعرف "بعاصفة الحزم" بمشاركة دول أخرى تسير في خطها،و بالعودة إلى إعدام النمر نددت بعض الدول الغربية بعملية الإعدام التي أثارت زوبعة حقيقية في منطقة مقسمة ومنهكة بشحن طائفي قد يأتي على الأخضر واليابس. جعفر خ