تمكنت ملبنة نوميديا من تخطي حالة الإفلاس التي مرت بها قبل سنة 2012 بوضع برنامج استثماري استعجالي قوامه 45 مليار سنتيم لتجديد الآلات ودعم صناعة الحليب مع التخطيط لاسترجاع سوق الياوورت والجبن السويسري ومنافسة المجمعات الكبرى، وهو ما مكن من تحقيق الاستقرار ل200 عامل كان مصيرهم على المحك. السيد حليمي رشيد رئيس مدير عام الملبنة و في حديث جمعنا به هاتفيا أكد أنه يعمل تقريبا على مدار الساعة لأجل توفير الخدمة للمواطن منوها في السياق ذاته أنه يولي أهمية قصوى لأن يكون المواطن مستهلكا للحليب دون انقطاع و أي مشكل تمر به المؤسسة لا يضر المواطنين في شيء، و قال أن هناك مشاريع طموحة في ما يتعلق بتجديد آلات الإنتاج و تنويع منتوجات مشتقات الحليب، و ذلك من أجل الرفع من الإنتاج و كذا إنتاج مواد جديدة لطرحها في السوق قريبا، حيث كشف المسؤول الأول عن الملبنة أن إعادة تصنيع «الجبن السويسري» ينطلق مباشرة بعد جلب الماكنة الخاصة بهذا المنتوج من فرنسا، والتي كلفت الشركة حسبه مبلغ 03 ملايير سنتيم، و قال أن الجهاز متعدد القوالب و بإمكانه تصنيع القشدة و الزبدة بأوزان مختلفة، مضيفا أن الشركة في انتظار وصول الطلبية المتعلقة باقتناء 04 ماكنات من نوع «تيموني» ذات النوعية الجيدة و الخاصة بتعليب مادة الحليب. و وصف محدثنا حجم الاستثمارات بالضخم بسبب المبلغ المالي الذي خصصه المجمع و المقدر ب45 مليار سنتيم، حيث أكد المسؤول أن هذا الدعم من شأنه السماح لإدارة الشركة بزيادة عدد الآلات و الأجهزة الموجودة حاليا من أجل رفع الإنتاج، حيث قال أن هناك مشروع لاقتناء جهازيين لتسخين و تبريد الحليب من نوع «بريباستو»، واحد لحليب الأبقار و آخر للحليب العادي، فيما تم تزويد الملبنة مؤخرا ب03 مبردات 02 منها للحليب بنوعيه و الثالث من المنتظر استعماله مستقبلا في ورشة تبريد منتوج الياغورت بعد الانطلاق في عملية التصنيع خلال سنة 2016، بعد 25 سنة من توقفه. حيث أوضح السيد حليمي أنه تم تخصيص ورشة لإنتاج المادة في انتظار وصول ماكنة الياغورت بنوعيه الجامد و السائل، مضيفا أنه تم تزويد الشركة بجهاز «المجنس» المستعمل في تجنيس مادة الحليب بعد إضافة المادة الدسمة، و جهازين آخرين للبسترة يتواجدان على مستوى ميناء سكيكدة واحد بسعة 30 ألف لتر حليب في الساعة، و الثاني بسعة 20 ألف لتر في الساعة مخصص لمنتجات اللبن و «الرايب» الذي انطلقت الشركة في تصنيعه مؤخرا، مع جهاز آخر يستعمل لتسخين الماء. أما في ما يتعلق بتغطية العجز بخصوص عملية التوزيع التي تعرف تذبذبا في بعض الأحيان من طرف الموزعين الخواص بسبب أعطاب في مركبات التوزيع، قال المكلف بالإنتاج أن الشركة قامت مؤخرا باقتناء 09 شاحنات من الحجم الكبير خاصة بها، و ذلك من أجل استعمالها في عملية التوزيع في حالة تسجيل اختلالات في العملية، خاصة و أن الحليب مادة واسعة الاستهلاك الحوار تجولت رفقة البعض من الطاقم الإداري للملبنة بجميع أرجاء الملبنة، و اطلعت عن قرب على عمليات و مراحل التخزين و الإنتاج و التعليب و غيرها، كما سجلنا حركة دؤوبة داخل وحدات الإنتاج خاصة في ما يتعلق بتهيئة غرف لوضع الآلات و الماكنات الجديدة المنتظر استلامها في أقرب الآجال، حيث تم تخصيص أماكن لتدعيم الأجهزة القديمة بأخرى جديدة و تقريب غرف تخزين بعض المنتوجات إلى أرصفة الشحن من أجهل تسهيل عملية التسويق، إضافة إلى تنظيف مختلف الأقسام و غرف تحضير المنتوجات و كذا التخزين، و ذلك كشرط أساسي لسلامة المواد المنتجة من التلف خاصة و أنها مصنوعة من مادة الحليب التي تتطلب درجة حرارة عالية و شروط تخزين معينة لحفظها. و أكد السيد رشيد حليمي أن الملبنة سطرت برنامجا للاستثمار في المواد الأولية، و خاصة بالنسبة لمادة الحليب و الماء المستعملة بكثرة في إنتاج مختلف المواد، و أوضحت الطبيبة البيطرية أن إدارة الملبنة فكرت في توزيع الأبقار على المربين المتعاملين مع الشركة، و ذلك في شكل قروض على أساس تسديدها عن طريق تدعيم الشركة بالحليب كمادة أساسية، حيث أضافت المتحدثة أنه و في إطار قرض التحدي تم تخصيص مبلغ 20 مليار سنتيم للاستثمار في هذا الجانب، منحت منها حوالي 60 بالمائة ل16 فلاحا استفادوا إجمالا من 350 بقرة حلوب عن طريق إبرام اتفاقيات مع الشركة، مضيفة أن الدعم لن يتوقف عند هذا الحد، حيث من المنتظر منح قروض أخرى للمربين المعنيين من أجل شراء الأعلاف و حتى من أجل إنجاز المستودعات الخاصة بتربية المواشي، و كذا لشراء أجهزة تبريد مادة الحليب لضمان وصولها إلى الملبنة في أحسن الظروف من حيث صلاحية استعمالها. أما في ما يتعلق بمشاريع تغيير شكل و نوعية التعليب القديمة تماشيا مع متطلبات السوق، فقد أكد السيد حليمي أن العملية مستبعدة حاليا لأنها تتطلب تغييرا شاملا لجميع الأجهزة و الماكنات الموجودة على مستوى الشركة، و قال أن منتوجات الشركة في طريق التنوع على خلاف الفترة ما قبل 2012 ، أين كانت الملبنة تنتج سوى مادة الحليب، حيث عرفت الشركة حسبه أزمة اقتصادية كانت مدانة خلالها بمبلغ 08 ملايير سنتيم و شارفت على الإفلاس، فيما تم تجاوز هذه المرحلة من خلال برامج الاستثمار ، و هو ما عاد بالفائدة على العمال من خلال الاستفادة من الأرباح و تحسين أوضاع العمل. حوار: عمر المهدي بخوش