ح/سامية إلى وقت قريب، كانت الجراحات التجميلية تقنية بعيدة المنال عن الجزائريات، يشاهدنها عبر القنوات العربية والأجنبية ويكتفين بمشاهدة حصة "مع جويل"على قناة "أم بي سي" كل أسبوع، والتحسر على التغيير الرهيب الذي أحرزه فن التجميل عبر العالم، أما اليوم وقد دخلت مختلف التقنيات والجراحات إلى الجزائر، فقد باتت مجاراة اكتشافات هذا المجال هما جديدا يسيطر على أحلام النساء في بلادنا. تعتبر الجزائر بلدا متأخرا من حيث تقنيات الجراحات التجميلية التي غزت العالم، رغم أن هذه الأخيرة وصلت إلى دول المشرق والمغرب وبخاصة تونس، إلا أنها لم تلق أي رواج في الجزائر بسبب قلة الأخصائيين والاهتمام أيضا، وكانت النساء اللواتي يبحثن عن إزالة تجاعيد الوجه أوصنفرته أوحتى زراعة الشعر وشفط الدهون يقصدن فرنساأوتونس المعروفة بازدهار الجراحة التجميلية الأقل تكلفة مقارنة بفرنسا ودول أوروبا. ولم تظهر معالم الجراحات التجميلية في الجزائر إلا في بداية الألفية الثانية، حيث كانت تنشط باحتشام شديد، لأن زبائنها من فئة معينة من المواطنين، أما العامة فلا يسمعون عنها حتى. وكانت البداية مع البروفيسور أحمد أوغانم، أخصائي التجميل، الذي أنشأ الجمعية الجزائرية لطب التجميل واستهوت الكثير من الجزائريات المهتمات بهذا المجال الذي سيطر على أحلام النساء عبر العالم وغزا الفضائيات، خاصة بعد ظهور حصة "جويل" على قناة"الأم بي سي" والتي تركت الكثير من النساء مشدودات لهذا الفن الذي يغير الملامح بصفة جذرية تفوق في بعض الأحيان ال50 بالمائة. وإن كانت لبنان قد تفوقت في هذا المجال، فإن الجزائر مازالت بدائية في هذا المجال، إذ تتمحور أغلب التدخلات التجميلية عندنا في تقنية "الليزر" أو عمليات ربط المعدة وشفط الدهون، أما تقنية"البوتوكس" و"الفيللر" التي انتشرت عبر العالم، فالإقبال عليها يكاد يكون منعدما، إذ مازالت تحيط به المخاوف من النتائج ومن التشوهات.
* إزالة الندوب..أكثر العمليات انتشارا ومن أجل استطلاع الأمر عن قرب، قصدنا مركز القدس بالشراقة، مكان الذي يعج بالمرضى إن صح التعبير من الجنسين ومن كل الأعمار، وإن كان أغلبهم شباب تتراوح أعمارهم بين 19 و45 سنة. ينتظرون أدوارهم كل لما جاء إليه، بعض الفتيات تظهر عليهن علامات كالندوب والحروق أدركنا أنهن في بداية العلاج وأخريات يتمتعن ببشرة نظرة تشع بالصحة من فرط العناية الفائقة. أكدت لنا إحداهن بأنها جاءت للتخلص من ندوب حب الشباب الذي أصاب بشرتها بالتلف منذ سنوات كثيرة، مضيفة أن الأخصائي سألها عن سبب تحملها هذه التشوهات كل هذا الوقت، خاصة وأنها جاوزت الثلاثين من العمر، فأجابت بأن ظروفها المادية لم تكن تسمح بذلك، مشيرة إلى أن علاجها يتطلب على الأقل خمس جلسات من الليزر كل جلسة تتكلف 5000 دج، وهو المبلغ الذي لم يكن بإمكانها تأمينه من قبل، أما حالة أخرى تبدو في مقتبل العمر فبدت عليها علامات الحروق على بشرتها، فقالت أنها آثار بهاق ومن فرط تعرضها للشمس أصبحت داكنة لا أمل من اختفائها، لكن وبفضل جلسات الليزر بدأت تتلاشى شيئا فشيئا مما أعاد إليها الأمل في الحياة، إذ وكما تروي الفتاة أن المشكل تسبب لها في معاناة نفسية شديدة جعلها تنسحب من الحياة الاجتماعية وتصاب بالإحباط والقنوط، ومثل هذه الحالات بالفعل تعتبر الجراحة التجميلية حلا أمثل لا مفر منه لأنها ترمم النفسيات المتأذية للشباب والشابات قبل أن ترمم العيوب والمشاكل الجلدية.
* الليزر..استخدامات تجميلية متعددة في نفس المركز التقينا بسيدة متزوجة حديثا أسرت لنا بأنها تسعى لشفط دهون بطنها التي تسبب لها إحراجا كبيرا، فرغم لجوئها إلى الحميات الغذائية وحتى إلى الرياضة، تبقى دهون جسمها متمركزة في البطن تشوه منظرها كعروس، وأكدت لنا العروس أنها كانت متخوفة قليلا، إلا أن الأخصائي طمأنها بأن الأمر سهل ولا يتطلب كل هذه المخاوف. كما صادفنا سيدة أخرى جاءت لحقن شفتيها بالميزوثيرابي للحصول على شفاه كالنجمات وغيرها من الإجراءات التجميلية البسيطة التي صارت تجرى خلال دقائق معدودة تمكث فيها النساء أقل بكثير من مكوثهن عند الحلاقات. وفي هذا الشأن، أكد لنا الدكتور عابد، أخصائي أمراض وجراحة جلدية بمركز القدس، أن كل الإجراءات التي يقوم بها من جلسات نزع الشعر بتقنية الليزر، تقشير الوجه، علاج الندوب وآثار الحروق، علاج الشعيرات الدموية والدوالي، استئصال الزوائد والشامات والكثير من الإجراءات الأخرى صارت تجرى في وقت قياسي جدا يذهب المريض بعدها سائرا على قدميه وبإمكانه مزاولة عمله كأن شيئا لم يكن، مضيفا أن الكثير من المرضى مازالت لديهم أفكارا بدائية عن الموضوع الذي صار متطورا جدا ولا يخشى منه شيئا. وفي نفس السياق، أضاف أن أكثر المقبلين على عيادته من أجل إجراء تقشير البشرة، وإزالة الخلايا الميتة مما يساعد على تجديدها وتكوين الكولاجين بشكل أسرع للحفاظ على إشراق البشرة وانقباض مسامها، وتستخدم في هذا العلاج عدة أحماض كالغليكوليك، وذلك لمعالجة البقع الصعبة التي يتسبب فيها التعرض المتكررة للشمس. فيما صرح لنا ياسين هوفاني، أخصائي الجراحية البلاستيكية والترميم بعيادة القدس، بأن الجراحة التجميلية صارت منتشرة بين الجزائريين والجزائريات اليوم، مشيرا إلى أن حقن الوجه بالليزر يكلف 30 ألف دج، لكن الليزر لا يكفي بعد سن معينة إذا أصبحت تجاعيد الوجد عميقة ساعتها ينصح بحقن الفيلر أو حقن الدهون الذاتية التي تستخرج من ذات الشخص من مناطق كالأرداف والبطن لنحقن في الوجه، وهذه العملية تكلف 200 ألف دج لأنها معقدة نوعا ما وفاعليتها تدوم إلى أكثر من 10 سنوات.