في سبيل محاربة سرطان الثدي وزرع المزيد من الوعي تجاهه بين النساء، يكثف المختصون في المجال الصحي والجمعيات المهتمة بالسرطان حول العالم خلال شهر أكتوبر من حملات التحسيس والكشف المبكر، لما لذلك من أهمية ودور في رفع احتمالات الشفاء منه، فضلا على تجنيب المصابات العلاجات الثقيلة. أوضحت رئيسة جمعية نور الضحى لمساعدة مرضى السرطان، سامية قاسمي في تصريح ل "الحوار" أن حالة التكفل بالمصابين بالسرطان في الجزائر ولا سيما سرطان الثدي تعرف تحسنا واضحا فيما يخص توفير العلاج الكيميائي والإشعاعي، ولم تعد المواعيد بعيدة كالسابق، وفيما يخص نشاطات الجمعية، فقد أكدت ذات المتحدثة أنها تعمل طوال السنة على التحسيس والكشف المبكر تجاه سرطانات المرأة على غرار سرطان الثدي وعنق الرحم، وخصوصا بالمناطق النائية ومناطق الجنوب الجزائري، وذلك لنشر الوعي تجاه هذه الأمراض، خصوصا وأن الخوف من اكتشاف الإصابة بالسرطان كثيرا ما يتسبب في تأخير العلاج، حيث تخفي النساء الأعراض التي تعاني منها ولا تقمن بزيارة الطبيب حتى حالة متقدمة من المرض يصبح الشفاء منه صعب المنال.
* حملات واسعة للتواصل مع النساء بالمناطق النائية وأضافت سامية قاسمي بأن جمعية نور الضحى لا تنتظر شهر أكتوبر للعمل على محاربة سرطان الثدي والتحسيس ضده إنما تتجند طوال السنة في سبيل رفع منسوب الوعي لدى المرأة الجزائرية لا سيما المقيمة بالمناطق النائية والجنوبية، موضحة أن الكثير من المصابات بالسرطان يمتنعن عن الخضوع للعلاج مبكرا ولا يزورون الأطباء والمستشفيات حتى تتقدم إصابتهن ويقل لديهن احتمال الشفاء، كما أن الكثيرات منهن تلجأن إلى التداوي بالأعشاب، الأمر الذي لا يحقق أي نتيجة بخصوص محاربة السرطان ويزيد من تفاقم المرض وتعقيد الحالة، وبخصوص التحسيس والكشف المبكر أوضحت سامية قاسمي أن جمعية نور الضحى قامت خلال شهري مارس وماي الماضيين بحملة واسعة بولاية غرداية وخلال شهر جوان قامت بحملة أخرى بأعالي جبال ولاية البويرة، كما زارت الجمعية كل من ولاية تمنراست، برج الحواس بجانت، برج ادريس بايليزي، وذلك لأجل التواصل مع النساء المقيمات بالمناطق النائية وتوعيتهم تجاه هذا المرض الذي انتشر بشكل واضح، مشيدة بالدعم الذي تقدمه وزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة، مونيا مسلم لجمعية نور الضحى بخصوص التنقل إلى ولايات مختلف ولايات الجنوب.
* دار "نور الضحى" مفتوحة للمصابين المقيمين بالولايات البعيدة وبعيدا عن الحملات التحسيسية، تحرص جمعية "نور الضحى" على حضور المؤتمرات المقامة بالدول الأوروبية ولا سيما بفرنسا والمتعلقة بداء السرطان، وذلك بمشاركة مجموعة من الأطباء الجزائريين الذين يستفيدون حتما من النقاشات المطروحة حول هذا المرض ومن الخبرات الأجنبية، كما تقيم الجمعية محاضرات لصالح الطلبة حول سرطان الثدي، حيث أقامت بدرارية محاضرتين خلال شهري ماي وجوان، ويظل الدور الهام الذي تلعبه جمعية نور الضحى تجاه مرضى السرطان يتمثل في دار نور الضحى المفتوحة للمرضى المقيمين بالولايات البعيدة، والتي توفر لهم المبيت والعناية وتخلصهم من عناء السفر في كل مرة لتلقي العلاج، وقد شددت سامية قاسمي على أهمية إجراء المرأة التي تبلغ من العمر 40 سنة فما فوق لكشف "الماموغرافي"، على الأقل مرة كل سنتين، لأجل الكشف المبكر على داء السرطان الذي يضاعف احتمالات الشفاء لدى المصابات ويجنبهن العلاجات الثقيلة، وبخصوص النساء اللواتي سبق أن أصيبت إحدى قريباتهن بسرطان الثدي كالأم أو الخالة، فقد أكدت رئيسة جمعية نور الضحى أن عليهن الكشف قبل سن الأربعين لأن العامل الوراثي قد يكون من أسباب الإصابة بسرطان الثدي، وعليه يتعين على النساء اللواتي سبق أن أصيبت قريباتهن الكشف المبكر ابتداء من عمر الثلاثين. آمنة/ ب