نفى مدير مستشفى الثنية، موسى زغدودي، الاستقبال السيئ على مستوى المستشفى، وقال في حوار مطول مع "الحوار": "لا أبدا، ما يقال عن استقبال سيئ للنساء الحوامل غير صحيح، فهذه المصلحة بالذات تخضع لمراقبة صارمة، لكن ما لا ننكره أن المصلحة تعرف ضغطا كبيرا باعتبارها تستقبل مرضى من مختلف الولايات المجاورة، على غرار البويرة وتيزي وزو "، مضيفا "أعطينا أهمية كبيرة لاستقبال المرضى، كما فتحنا مكتبا يقدّم لهم التوجيهات والتعليمات، كما وضعنا سجلا في مدخل المستشفى يسمح للمرضى بتدوين شكاويهم، ووظفنا عمالا لاستقبال المرضى وتوجيههم على مدار 24 ساعة، فيما استحدثنا خلية إصغاء لاحتواء كل المشاكل". وحول النقص الذي تعرفه مصلحة الأشعة، أوضح زغيدي: "صحيح مصلحة الأشعة تعاني من نقص كبير في الأطباء الأخصائيين، حيث بها طبيب واحد فقط، على الرغم من توفر الأجهزة"، والشيء نفسه بالنسبة لغياب المختصين في مرض السرطان، الذي كما ذكر "أدى إلى تحديد مواعيد بعيدة المدى، ما أدى إلى إثارة استياء المرضى"، لافتا إلى أنهم " غير ملومين لأن الأمر خارج عن نطاقنا". * مستشفى الثنية من أكبر مستشفيات ولاية بومرداس قياسا بعدد أسرتها الذي يناهز ال280 سريرا، هل لك أن تفصّل لنا أهم الأقسام التي يتوفر عليها المستشفى؟ نعم مستشفى الثنية يعتبر من أكبر مستشفيات الولاية، بالنظر إلى الأقسام التي يتوفر عليها، على غرار مصلحة الجراحة العامة التي تستوعب 48 سريرا، ومصلحة عظام الرضوض التي تستوعب 45 سريرا، ومصلحة أمراض الكلى التي بها 24 سريرا، ومصلحة الاستعجالات التي تضم 20 سريرا، أما مصلحة طب النساء والتوليد فتحتوي على 44 سريرا.
* على ذكر مصلحة طب النساء والتوليد تصلنا شكاوى كثيرة حول سوء الاستقبال، لماذا لا تقدم الخدمات المناسبة للنساء الحوامل، وماهي إجراءاتكم؟ لا أبدا، ما يقال عن استقبال سيئ للنساء الحوامل غير صحيح، فهذه المصلحة بالذات تخضع لمراقبة صارمة، لكن ما لا ننكره أن المصلحة تعرف ضغطا كبيرا باعتبارها تستقبل مرضى من مختلف الولايات المجاورة، على غرار البويرة وتيزي وزو، فمثلا خلال الفاتح من جانفي الفارط وإلى غاية اليوم تم تشخيص 10 آلاف مري، أي ما يعادل 3869 ألف يوما، وأكثر من 146 ألف مريض تكفلت بهم مصلحة الاستعجالات، وعليه هذا العدد الكبير من المرضى المستقبل من قبل مصلحة الاستعجالات -لا محالة – سيخلق بعض التشجنات وسط المرضى. وأشير هنا أيضا إلى أننا من حيث الاستقبال نعطي أهمية بالغة للمرضى، ونقدهم لهم توجيهات وتعليمات الصارمة، كما وضعنا سجلا في مدخل المستشفى يسمح للمرضى بتدوين شكاويهم، ووظفنا عمالا لاستقبال المرضى وتوجيههم على مدار 24 ساعة، فيما استحدثنا خلية إصغاء لاحتواء كل المشاكل.
* إذن مما يشتكي المرضى؟ شكاوى المرضى متعلقة بغياب الممرضات، وأوضح هنا أن مصلحة التوليد تضم ثلاثة طوابق وتستقبل -مثلما ذكرت- عددا هائلا من النساء الحوامل من بومرداس ومن الولايات المجاورة، وعليه قلة عدد الممرضات يصنع نوعا من سوء الخدمة الطبية. وأشير إلى أن عدد النساء الحوامل اللواتي تم استشفاؤهم من الفاتح جانفي الفارط وإلى 30 سبتمبر من السنة الجارية، وصل إلى 5483 ألف امرأة حامل، وطبعا هذا رقم غير هيّن، بل هو من دفعنا إلى إعداد برنامج استثنائي للتكفل بالنساء الحوامل، لاسيما وأن المصلحة لا تضم إلا 44 سريرا.
* تقولون إن المستشفى يعاني ضغطا كبيرا، هل فكرتم في حلول للقضاء على هذا الضغط أو على الأقل للتخفيف من حدّته؟ نعم فكّرنا واتخذنا إجراءات، وذلك بتفعيل العيادات الجوارية وتقريب الصحة الجوارية من المواطن، حيث تم إخراج 26 تخصصا من المؤسسة الاستشفائية وإلحاقه بالعيادات الطبية، حسب تعليمات وزارة الصحة.
* كيف ذلك؟ لتخفيف الضغط على المؤسسة كلّفنا الطبيب المختص بالتنقل شخصيا إلى العيادات، ما جعلنا نتنفس الصعداء وجعل الطاقم الطبي يعمل بأريحية.
* ونحن على مشارف نهاية السنة، هل لك أن تعطي لنا الحصيلة السنوية؟ نعم منذ الفاتح من جانفي وإلى غاية 30 سبتمبر سنة 2016 عالج المستشفى في جميع المصالح 10881 ألف مريض، أي ما يعادل 3869 يوميا، من بينهم 146.356 مريض تكفلت به مصلحة الاستعجالات، وفي مصلحة أمراض القلب سجلنا 1126 فحص طبي لمرضى القلب والأمراض الداخلية، و5449 عملية جراحية في جميع الاختصاصات. أما فيما يخص التحاليل المخبرية فقيّدنا 165296 تحليل مخبري، كما عرف الطب المتخصص نشاطا متزايدا، أين سجل 53493 فحص متخصص، أي 400 بالمئة لما كانت عليه في السابق.
* قلتم وضعتم سجلا لتسجيل شكاوى المواطنين والمرضى، هل تطلعون عليه يوميا أم أسبوعيا؟ نعم يوميا اطلع على سجل شكاوى المرضى لحل المشاكل، لاسيما وأننا وضعنا فرقا بالاستعجالات والمصالح الاستشفائية لحل المشاكل في حينها، كما ألفت النظر إلى الإجراءات التي اتخذناها عقب الشكاوى، على غرار تحويل بعض الممرضات اللواتي اشتكين منهن، ومن سوء استقبال المرضى.
* مشكل آخر يشتكي منه المرضى هو عدم وجود أطباء وأخصائيين خصوصا على مستوى مصلحة جراحة الأطفال، أين يضطر لتوجيه المرضى إلى الجزائر العاصمة، متى ينتهي مشكل غياب المتخصصين في جراحة الأطفال بمستشفى الثنية؟ كان هذا في السابق ولكن المؤسسة الاستشفائية بالثنية تدعمت بمصلحة خاصة لجراحة الأطفال تضم مختصين، وقد انطلقت المداومة والعمليات.
* أيضا مصلحة الأشعة تعاني من نقص كبير في الأطباء الأخصائيين، فهل من حل؟ نعم، بالفعل مصلحة الأشعة تعاني من نقص كبير في الأطباء الأخصائيين، حيث ترتكز على طبيب واحد فقط على الرغم من توفر الأجهزة، وهذا المشكل سنعمل جاهدين لحلّه.
* وبالنسبة للأدوية نحن نعلم أن المستشفى تتوفر على صيدلية، ولكن يبدو أنها تشتكي من الندرة في بعض الأحيان؟ لا أظن هذا، فصيدلية المستشفى تتوفر على كل الأدوية المطلوبة من قبل مرضى، ونحن نطبق التعليمة رقم 07 المؤرخة في 25 نوفمبر 2005 لدى وزارة الصحة، فبموجب هذه التعليمة نسيّر الموارد الصيدلانية والمستهلكات الطبية بصفة عقلانية ودورية، لاسيما ما تعلق بعملية التخزين، فإنها تعتمد على مدونة وتخضع للرقمنة في جهاز الإعلام الآلي.
* على ذكر الرقمنة، هل تخضع إدارة المؤسسة الاستشفائية للرقمنة لتسهيل تسيير العمل الإداري وتفادي ضياع الوثائق، لاسيما ملفات المرضى؟ بالفعل شرعت المؤسسة في رقمنة الإدارة لاسيما ملفات المرضى، بحيث جميع المصالح تم ربطها بشبكة المعلوماتية ونظام الإعلام الآلي أو بما يسمى بالإنترنت. وقريبا سنقضي على البريد الورقي لتسهيل وصول المعلومات في ثوان من دون التنقل من مكان إلى آخر وبين المصالح والمدير.
* ماذا عن مصلحة تشخيص أمراض السرطان؟ تتوفر المؤسسة الاستشفائية بالثنية على مصلحة الفحص والتشخيص الطبي لمرض سرطان الثدي، وصراحة تعرف المصلحة إقبالا كبيرا.
* ولكن هناك شكاوى عن المواعيد الطويلة المدى؟ غياب المختصين في مرض السرطان أدى إلى تحديد مواعيد بعيدة المدى ما يثير استياء المرضى، وطبعا نحن غير ملومين، لأن الأمر خارج عن نطاقنا.
* بعيدا عن المرضى وقريبا من الإدارة وعمالها الذين يطالبون في كل مرة الاستفادة من التحويلات، لماذا في رأيكم، وهل هذا من حقهم القانوني؟ من أهم مشاكل إدارة المستشفى، مشكل التحويلات الذي بات الشغل الشاغل للعمال، حيث يتقدم في كل مرة عامل بطلب تحويل إلى مستشفى أو ولاية أخرى دون الاكثرات بمصلحة المرضى والمستشفى، أو بالأحرى مقدمين مصلحتهم الشخصية على مصلحة المرضى.
* ولكن القانون يسمح بالتحويل؟ صحيح القانون يسمح بالتحويل من مستشفى لمستشفى آخر ومن ولاية لأخرى، ولكن ما سجلناه بالنسبة للعمال الراغبين في كل مرة الاستفادة من التحويل أنهم ليس لديهم أي أعذار أو أسباب تضطرهم إلى ذلك، لذا اعتبر هذا الطلب خدمة للمصلحة الشخصية على حساب مصلحة المستشفى والمرضى.
* وعن التقاعد، ماهو عدد الطلبات التي تقدم بها الأطباء والموظفون؟ نعم استقبلنا هذا العام 140 طلبا متعلقا بالتقاعد النسبي، منها الموجودة قيد الدراسة وأخرى وافقنا عليها على الرغم من أن جلّها لا تستوفي الشروط القانونية وأخرى رفضناها لأن لو قبلنا الطلب سنغلق المستشفى وسنضطر للبحث عن أطباء آخرين. وأشير هنا إلى أن من الموظفين مَن لم تتجاوز خبرتهم المهنية 24 سنة ويطالبون بالتقاعد من أجل فتح عيادات خاصة، وآخرون يريدون التقاعد من أجل الراحة بحجة الضغط الكبير.
* كلمة توجهونها للمرضى وعمال المستشفى؟ أقول للمرضى أبوابنا مفتوحة لكم، ونحن في خدمتكم لأنكم همنا الوحيد داخل مستشفى الثنية، ولأن المريض أمانة بين أيدينا وسنحاسب عنه في الحياة الدنيا وفي الآخرة، لذا فنحن موجودون وفي خدمتكم على مدار كل الساعات وإذا أخطأنا نبهونا.