عثمان بن عفان رضي الله عنه، الصحابي الجليل والخليفة الثالث، يعدّ من الشخصيات الإسلامية البارزة التي تركت أثرًا عميقًا في تاريخ الإسلام وحضارته. عُرف عثمان بن عفان برجاحة عقله وطيب خلقه وورعه وحياءه، وقد نال محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وزواجه من اثنتين من بناته، ما أكسبه لقب "ذو النورين". كانت سيرته حافلةً بالعطاء والإنفاق في سبيل الله، وسعيه الدؤوب لنشر الإسلام وتثبيت دعائمه، مما جعله قدوةً للأجيال المتعاقبة. في هذا المقال، نستعرض أهم ملامح حياة عثمان بن عفان رضي الله عنه وإسهاماته، مع التركيز على مراحل حياته ودوره في حفظ الحديث النبوي، فضلاً عن مواقفه الإنسانية التي خلدت في تاريخ الإسلام. عثمان بن عفان رضي الله عنه هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، من السابقين إلى الإسلام، وثالث الخلفاء الراشدين، في عهده تم جمع القرآن الكريم في مصحف واحد. لُقب "ذو النورين" لأنه تزوج اثنتين من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم (رقية وأم كلثوم). كان أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام، ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينةالمنورة. وكان الرسول يحبه، فبشره بالجنة وأخبره بأنه سيموت شهيدا. هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن لؤي بن غالب بن فهر العدوي القرشي. ولد في مكة بعد عام الفيل بست سنين على الصحيح. لُقب رضي الله عنه بذي النورين، والمراد بالنورين ابنتا النبي صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما، حيث زوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقية، وحين توفيت زوجه ابنته الثانية أم كلثوم. وفي ذلك يقول عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي: قال لي خالي حسين الجعفي: يا بني، أتدري لما سمي عثمان ذا النورين؟ قلت: لا أدري. قال: لم يجمع بين ابنتي نبي منذ خُلِق آدم إلى أن تقوم الساعة غير عثمان بن عفان، فلذلك سمي ذا النورين.