تأجل حسم تأهل المنتخب الوطني إلى كأس العالم 2026 بعد تعثره في مباراة غينيا، أمس، عندما اكتفى بتعادل سلبي مخيب لحساب الجولة الثامنة من التصفيات، في وقت فازت فيه أوغندا على الصومال، ليتأجل الاحتفال بالتأهل الرسمي لكأس العالم إلى الجولة المقبلة في مباراة الصومال قبل استقبال أوغندا في الجولة الأخيرة، وظهر المنتخب الوطني بمستوى هزيل وأداء تعيس وسط خيارات فنية وتكتيكية محيرة للمدرب فلاديمير بيتكوفيتش الذي بدأ يفقد شعبيته لدى أنصار المنتخب الوطني. جاء الشوط الأول من المباراة على منوال ما عوّده علينا المنتخب الوطني مع فلاديمير بيتكوفيتش، حيث كان اختيار التشكيلة الأساسية مثيرا للجدل مرة أخرى بتواجد الثلاثي غير المرحب به لدى أنصار "الخضر" رامز زروقي وسعيد بن رحمة ورياض محرز، في حين كان الأداء باهتا وبطيئا وتعيسا جدا، وبرز المنتخب الوطني في هذا الشوط بلمحتي سرعة خاطفتين من محمد عمورة، الذي ضيع هدفا محققا في الدقيقة ال12 من المباراة عندما انفرد بالحارس الغيني، حيث فضل التسديد بدل التمرير في تلك اللقطة لبن رحمة التي تصدى لها الحارس، قبل أن يضيع فرصة بذات السيناريو في الدقيقة 32 ولو أن الحكم صفر لمسة يد، وسيطر المنتخب الغيني على الكرة خلال المرحلة الأولى وكان قريبا من التسجيل في الدقيقة 26 لولا براعة الحارس ألكسيس قندوز، الذي أنقذ "الخضر" من هدف محقق، ورغم المحاولات المتكررة للغينيين إلا أنهم لم يصلوا مرمى قندوز لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي مخيب ل«محاربي الصحراء". مع بداية الشوط الثاني دخل المنتخب الوطني بحيوية كبيرة جدا وأضاع عمورة مرة أخرى هدفا محققا في الدقيقة 49 فبعد تسديدة محرز التي ردها الحارس وجد نجم الوفاق السابق نفسه وجها لوجه مع الحارس لكن كرته أخطأت الهدف، ولم يتأخر المنتخب الغيني بالرد ففي الدقيقة 55 حرم عطال الغينيين من هدف التقدم بعد إخراجه للكرة من خط المرمى بطريقة رائعة، وتواصل ضغط الغينيين في باقي هذه المرحلة رغم دخول الثنائي أمين غويري وأنيس حاج موسى في الدقيقة 65 بدلا من رياض محرز وسعيد بن رحمة على التوالي، بدليل التسديدة القوية في الدقيقة 77 للمهاجم غيراسي والتي صدها قندوز بصعوبة كبيرة. وبرز بيتكوفيتش مرة أخرى بخيار فني وتكتيكي غير مفهوم عندما أخرج اللاعب بوداوي وعوضه ببن طالب رغم أنه كان الأحسن في وسط الميدان مقارنة بزروقي، بدليل أن ذلك لم يغير أي شيء وتواصلت سيطرة الغينيين الذين جانبوا الفوز في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي، في وقت أثار فيه أداء "الخضر" استياء الجماهير الجزائرية التي انتقدت بقوة هذه المرة فلاديمير بيتكوفيتش الذي يرفض لحد الآن التجديد والتغيير والاستقرار على أسلوب لعب واضح قبل ثلاثة أشهر من "كان 2025". يجدر الذكر أن المنتخب الوطني يتصدر المجموعة السابعة برصيد 19 نقطة وبفارق أربع نقاط عن منتخب أوغندا الذي فاز بدوره أمس على الصومال بهدفين دون رد، ويحتاج "الخضر" للفوز على الصومال الشهر المقبل لترسيم التأهل إلى المونديال وسط قلق متزايد على مستقبل "محاربي الصحراء" بتمسك بيتكوفيتش بخياراته وفلسفته الحالية.