– بن بريكة: الاحتفال بالسنة الميلادية لا يعني شيئا يثير الاحتفال بالرأس السنة الميلادية الجدل كل عام في المجتمعات الإسلامية مع اختلاف الآراء بين مؤيد ومجيز ومحرم، ويرتفع للعلن صوت المحتفلين مع الممتنعين ليشكل تصادما يتضاعف بصورة تدريجية مع اقتراب الحدث، وفي خضم الجدل يبرز رجال الدين وأهل الاختصاص ليؤكدوا ان الاحتفال باستعمال المنكرات محرم شرع، فيما أشار آخرون إلى جواز الاحتفال بالمناسبة كعادة حسنة. وفي السياق، قال رئيس جمعية العلماء المسلمين، عبد الرزاق قسوم قسوم، إن المسلمين أحق بالمسيح من المسحيين أنفسهم، وبالتالي الوفاء للمسيح مثل الوفاء لباقية الأنبياء، ومن هذا المنطلق يجوز الاحتفال بالسنة الميلادية، لكن بالكلام الطيب والحديث عن المسيح وعلاقته بالدين والتطرق إلى الحديث عن حورات الدينيات، وليس الاحتفال به بما هو عليه اليوم أي من خلال الفسق البعيدة عن الأخلاق الدين الإسلامي المبني على القيم الإنسانية، داعيا في حديثه مع "الحوار" إلى عدم استغلال ميلاد الأنبياء كحدث. أما بالنسبة رئيس النقابة الوطنية للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية جلول حجيمي، فقد أكد على أن الاحتفال بالسنة الميلادية لاعلاقة له بالأمور الشرعية للمسلمين في حال أن ما تم إدراجها في موقع العبادة، مشيرا في السياق في حال الاحتفال بهذه المناسبة على أساس أنها عبادة فهذا خطير وغير جائز، داعيا بالمقابل المسلمين عموما والجزائريين على وجه الخصوص الابتعاد من إحياء هذه المناسبة قدر الإمكان، مضيفا في تصريحه ل "الحوار" الاجدار على المسلمين الاهتمام بالقضايا التي تشغل مجتمعاتهم بدل من اعتناق مسائل الإفراط والتبذير المنجرة من إحياء مثل هذه المناسبات التي لا تمد بأي صلة للدين الإسلامي. –الاحتفال بالمناسبة يكون على سبيل العادة وليس على سبيل العبادة وفي السياق ذاته، قال الباحث في الإسلاميات عدة فلاحي "يمكن القول بأن الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة ليس بالجديد، وإنما هي مدرجة رسميا من الأعياد الرسمية في الدولة الجزائرية، وهذا حتى تظهر الدولة الجزائرية للإنسانية بأنها متسامحة من الآخر ومع الأديان والشعوب عموما، ما دامت مسالمة ومتسامحة معها"، مضيفا في هذا الصدد أن الجزائريين لم يكونوا يجدون غضاضة في السابق الاحتفال بعيد ميلاد السنة الجديدة لأنه هو عيد ميلاد المسيح الذي هو احد الأنبياء والرسل، وبالتالي رغم ارتباط هذه الديانة بالمستعمر الفرنسي إلا إن الجزائر من الناحية الرسمية والشعبية تبقى تحتفل بهذا العيد إلا أنها في العقد الأخير ومع تنامي المد السلفي الوهابي خرجت فتاوى تكفر وتبدع كل من يحتفل بهذا العيد، ولكن يبقى الأمر مباحا في حدود المعقول ودون إسراف في المأكولات الباهظة الثمن ودون الوقوع في ارتكاب المحرمات والفواحش كما يفعل البعض -يضيف المتحدث- في حديثه ل "الحوار " وهذه الأفعال بالتأكيد منكرة وتعطي الفرصة لشيوخ الفتاوى من المتطرفين ليجدوها حجة على تحريم الاحتفال بهذا اليوم. من جانبه، قال زميله في مجال البحث في الإسلاميات محمد بن بريكة، الاحتفال بالسنة الميلادية لدى المسلمين يكون على سبيل العادة وليس على سبيل العبادة، مؤكدا في السياق أن العادة تعتبر فرصة لتوطيد العلاقات بين شعوب العالم بمختلف ديانتهم وفرصة لتبادل التهاني ولها اثر في المجال الدبلوماسي، خاصة في مجال التعاون في أهم القضايا العالمية. و أوضح بن بريكة في حديثه مع "الحوار "، انه لا توجد كيفية للاحتفال بالسنة الميلادية بالنسبة للمسلمين كونهم لهم أعيادهم، مشيرا في الوقت نفسه إلى الجدل العقيم الواقع كل سنة حول الاحتفال بالسنة الميلادية الذي لا يعني أي شيء، استنادا إلى عدم ثبت تاريخ مولد المسيح استنادا إلى النصوص القرآنية، قائلا أيضا "نحن لا نجدل الآخرين في عقدتهم "، داعيا إلى الانفتاح على الأديان والتعاون بين الشعوب في أهم القضايا المشتركة. مناس جمال