قرائي الأعزاء مثلما وعدتكم المرة الفائتة أن الموضوع المقبل سيكون ايتيكيت الحوار أو أيضا ما يُعرف بايتيكيت المحادثة، حيث أننا في كثير من المرات نقع في أخطاء غريبة وأخطاء لم نكن قد انتبهنا لها، المحادثة أو الحوار يجب أن يكون بين شخصين أو أكثر ويكون أخذ وعطاء، ومن أكبر المشاكل والأخطاء التي تحدث لنا أننا نفضل بطبعنا التحدث ولا نستمع، وبالمناسبة أن نستمع إلى بَعضنَا البعض لا يعني أن نغلق آذاننا ونسمع فقط حتى نفكر فيما سنقول، أو سنجيب لأننا هنا سنصبح ضحية سكوت لا استماع أو إصغاء حتى أنه في كثير من المرات نحس بأن الطرف الآخر أو الشخص الآخر لم يعد مهتما لما نقوله وهذا نستنتجه من لغة جسده أو لغة العيون (نظرات العيون) ونستنتج أن الطرف الآخر بصدد التفكير وتحضير الإجابة على ما نقول لا أكثر وهنا يحضرني قول شكسبير: عندما نتحدث فنحن فقط نردّد ونعيد الأشياء التي نعرفها لكن عندما نستمع نكون نتعلم أشياء جديدة ..” فالمحادثة هي أن نجرب أن نفتح عقلنا وذهننا على آراء الآخرين، وآراء الآخرين لا يجب أن تكون دائما مثل آرائنا لأنها عبارة عن تفكير أشخاص مختلفين علينا وهذا شيء جميل لأنه يعطينا الفرصة حتى نعرف تحليل الطرف الآخر للأشياء وأيضا أن نكتشف الأشياء الجديدة التي ستفيدنا ويمكن أن تساهم في تفتيح ذهننا. وحتى نتحاور مع الآخرين يجب أن نتكلم معهم بلغة مفهومة، ونقصد بهذه الأخيرة عدم خلط اللغات، يُستحسَن أن نحكي بلغة واحدة تفاديا لإحراج الطرف أو الأطراف الأخرى، شيء آخر إذا كنّا نتكلم فنحن مُلزمون بترك الفرصة للشخص الآخر حتى يحكي أو يُبدي رأيه بالموضوع أو توضيح الفكرة، وكمُستمِع ليس خطأ أبدا طلب تفسير من الطرف الآخر فيما يقصده لأنه في كثير من الأحيان يكون الشخص قاصدا شيئا ما وأنت كمستمع تفهم شيئا آخر، فحتى نتجنب التأويلات من حقنا أن نسأل عم ما يقصده، فأنا أقول دائما بالمحادثة يجب أن نبتعد كل البعد عن فكرة “تُرى مالذي كان يقصده !..” لذلك يجب أن نسمع الكلمات ونفهمها بحقيقتها أي المعنى الحقيقي الذي يريد الطرف الآخر إيصاله، ومن هنا يجب على المتحدث أن يختار الكلمات ليوصل فكرته بطريقة صحيحة. أيضا عندما نتكلم يجب علينا أن نتفادى الكلمات التقنية حتى نعرف مدى استيعاب الطرف الآخر لهذه الكلمات حتى لا نقع في فخ التفلسف على الشخص لأنه إذا كان الشخص الآخر لا يفهمها فهنا لا يصبح حوارا بل يصبح عرض المهارات الفكرية، أما في حال كنّا مجبرين على استعمال هذه الكلمات التقنية يجب أن نترجمها للطرف الآخر للمحادثة أيضا وقت الراحة. بمعنى لما يسألنا أحدهم لسنا مجبرين على الرد في نفس الثانية نأخذ على الأقل فترة قصيرة من 10 إلى 15 ثانية حتى ندلي بالإجابة وهذا شيء يفسر للطرف الآخر أنك بصدد استيعاب الموضوع والحديث، أيضا هناك نقطة أساسية أخرى لسنا دائما مجبرين أن نكون أصحاب الكلمة الأخيرة بمعنى استعراض قدراتنا على أساس أن نعرف كل شيء وأننا دائما على صواب لأنه من المستحسن أن نبرز قدرات الطرف الآخر لأنه بهذه الطريقة نبرز قدرات ومفاهيم الطرف الآخر دون استعراض للذات ويكون الحوار أجمل. وآداب الحوار أو أسس الحوار هي: الفم والأذن (جسديا) والقاعدة الأساسية للحوار هي الاهتمام ‘اهتموا جيدا بمن تخاطبوا وذلك بتعبيرات العيون وتعبيرات الوجه والهزّ بالرأس، من القواعد الأساسية أيضا لايتيكيت الحوار نبرة الصوت يجب أن تكون معتدلة ومتوسطة، موضوعنا القادم سيكون موضوعا مهما جدا في حياتنا اليومية الشخصية منها والعملية “ايتيكيت التعارف”.