استطاع البودكاستر عادل محمصاجي، أن يكسب محبة الجمهور من خلال فيديوهات كوميدية هادفة تتناول يوميات الجزائريين، ونقدا ساخرا للواقع الاجتماعي والسياسي، كما استطاع أن يصنع لنفسه اسما في عالم التنشيط الإذاعي والتلفزيوني في وقت وجيز. ويحدثنا في هذا اللقاء عن أهم المحطات التي صنعت مسيرته الفنية. حاورته: لينا بوطرفة * عادل بوعلام محمصاجي ..كيف تقدم نفسك للقارئ؟ عادل بوعلام محمصاجي، من مواليد 25 أفريل 1994، في القبة بالعاصمة، يعد الابن الأكبر لعائلة مكونة من 4أشخاص. لم يحالفني الحظ في الحصول على شهادة البكالوريا، فتكونت كتقني في الإعلام الآلي، إلا أن شغفي بالتمثيل والتقديم التلفزيوني دفعني لدخول عالم "البودكاست"، من خلال طرح فيديوهات على اليوتيوب. * "شرق غرب" كانت أولى خطوة لك في عالم "البودكاست"، حدثنا عن الأمر؟ كان ذلك قبل سنين، وتحديدا أوائل 2017، مع مجموعة من الأصدقاء من بلدان عربية مختلفة، على غرار فلسطين والأردن، حيث انطلقنا في تصوير سلسلة كوميدية، بعنوان "شرق غرب"، تطرقنا فيها لعدد من المواضيع، كالاختلاف في اللهجات الذي يشكل أحيانا عائقا للتواصل، ثم اتجهت بعدها إلى تصوير فيديوهات بمفردي، بكاميرا صغيرة وإمكانات جد بسيطة. * ألا تعتقد أن بعض "اليوتبرز" لا يفرقون بين الكوميديا والتهريج؟ ينبغي على الكل إدراك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم. أن تكون منشطا أو كوميديا، يعني أنك تتوجه لجمهور كبير ومتنوع، يشمل فئات قد تتأثر بهذه التصرفات، كالأطفال على سبيل المثال. مع الأسف أصبح "البوز" الهم الوحيد لهؤلاء. أحترم الجميع، ولا أستطيع فرض رأيي على أحد، لكني أؤكد أن محبة الناس هي السبيل الوحيد للنجاح والاستمرارية، وليحبك الناس يجب عليك احترامهم قبل إضحاكهم. * فيما بعد اخترت دخول عالم التنشيط الإذاعي والتلفزيوني.. كيف كان ذلك؟ جاء دخولي إلى هذا العالم بعد مشاركتي في حملة "اليد في اليد ضد السيدا" مع الراحل" يزيد آيت حمدوش"، رحمه الله، الذي كان له فضل كبير علي، بعد ذلك شاركت في حصة "دزايرنا دزايركم" على قناة "دزاير تي في" بفيديوهات لا تتجاوز مدتها 5 دقائق، وفي الوقت نفسه كنت أقدم عروضا كوميدية في المسرح، بعدها تم استدعائي من قبل إذاعة "جيل اف ام"، وكنت قبلها قمت باختبار أداء ما يعرف ب"الكاستينغ " في المؤسسة ذاتها، وتم قبولي لتنشيط حصة "جيل مورنينغ" رفقة الزميلة "زهيدة حر"، وأخيرا انتقلت إلى برنامج "ديزاد شو" على قناة "الجزائرية". * بالحديث عن حصة "جيل مورنينغ" شكلت رفقة المنشطة زهيدة ثنائيا متميزا استطاع كسب حب الجمهور، ما السر وراء ذلك؟ فعلا، شكلنا معا فريقا محبوبا جدا، وكنا نلحظ هذا من خلال الاتصالات التي نتلقاها في البرنامج، وكذا التعليقات التي تصلنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي. أظن أن هذا الأمر يعود لاشتراكنا في العديد من الصفات، العفوية في التنشيط والشغف بما نقدمه، دون أن ننسى حب المهنة التي نقوم بها، وهي بصراحة أكثر شخص أرتاح معه في العمل. * لماذا تركت البرنامج رغم النجاح الذي حققه؟ لم أتركه، بل اضطررت للتوقف عن تقديمه لفترة بسبب مشكلة متعلقة بآداء الخدمة الوطنية، الأمر الذي يمنعني من إمضاء أي عقد عمل، وما إن أحصل على بطاقة الإعفاء سأعود إلى "جيل مورنينغ". * قدمت برامج مباشرة وأخرى مسجلة، أيهما تفضل؟ بدون تردد البرامج المباشرة، قبل أن أكون منشطا أنا كوميدي، أحب الحديث بعفوية والتواصل مع الجمهور مباشرة، ومع أن الضغط يكون أقل في البرامج المسجلة، إلا أنها لا تشعرني بالحماس ذاته. * إلى جانب التمثيل والتنشيط لديك تجارب في كتابة السيناريو، حدثنا عنها؟ صحيح، شاركت في ورشة كتابة سيناريو سلسلة "تحت المراقبة"، و"قصبة سيتي2″، الأمر الذي أكسبني خبرة متواضعة في هذا الميدان، في انتظار المشاركة في أعمال أخرى مستقبلا. * بماذا تنصح الشباب الراغب باقتحام عالم "البودكاست" و"اليوتيوب"؟ أنصحهم بالعمل الجاد واللحاق بأحلامهم، كما أدعوهم إلى العفوية في التعامل. "اتكلوا على ربي" ولا شيء مستحيل. حاولوا، حاربوا، قد تتعثرون وإن استلزم الأمر ضحوا، لكن لا تستسلموا. الأمر ليس سهلا وتأكدوا مثلما وصل غيركم ستصلون، إن شاء الله. * ما نوعية البرامج التي تحب مشاهدتها؟ استمتع بمشاهدة برامج سفيان داني، وكذا برنامج " ديزاد شو" حتى قبل أن انضم إلى فريق التقديم. أما في الإذاعة فأحب الاستماع إلى برنامج مهدي "ياداس" و"ريم تايم"، إضافة إلى "فيصل عجايمي". * ماذا تعني لك محبة الناس؟ قبل ثلاث سنوات من الآن، كنت أحلم باليوم الذي يوقفني أحدهم في الشارع ليخبرني أنه يحبني ويحب ما أقدم، الحمد لله، اليوم تحقق الحلم. الممثل كالإعلامي و"اليوتيوبر"، لا يساوي شيئا من دون حب الجمهور. * ماهي مشاريعك القادمة؟ هناك الكثير من المفاجآت والمشاريع. أنوي طرح سلسلة فكاهية عبر موقع "الانستغرام" بحلول السنة الجديدة، ستكون مختلفة عن كل ما قدمته سابقا، على أمل أن تنال إعجاب الجمهور. كما أنني أعمل على إعداد برنامج جديد خاص بي. لا يمكنني موافاتكم بالمزيد من التفاصيل بخصوصه حاليا، لأن الأمور لم تتضح بعد، وأتمنى أن يرى النور قريبا. * كلمة أخيرة لجمهورك.. أشكر كل من ساندني وشجعني وقال لي كلمة حفزتني، إن شاء الله لن أخيبكم، وأشكر جريدة "الحوار" كثيرا على هذا اللقاء.