ايام قبل حلول مناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدأت مظاهر التحضير له بالبروز في مختلف أحياء ومدن ولاية بجاية، وتشهد المحلات والاسواق الموازية انتشارا واسعا لتجارة المفرقعات الذين لا يتأخرون عن عرض مختلف السلع في طاولاتهم ومحلاتهم المتنقلة أومأ يسمى" بطاولات المحارق"،لم يبق الا ايام قلائل عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف المصادف ليوم الخميس25من الشهر الجاري،وككل سنة تشهد مختلف بلديات بجاية التي تحتضن الاسواق الموازية انتشارا واسعا لتجارة المفرقعات الذين لا يتأخرون عن موعد عرض مختلف الانواع منها،وما شهد انتباهنا هو الانواع الجديدة والمختلفة للمفرقعات التي تباع عبر ازقة مدن الولاية. رغم نقص كمية المفرقعات والالعاب النارية في أسواق عاصمة الحماديين مقارنة بما مضى لأسباب متعددة الا ان شغف اطفالنا لم تغيره محاولات الدرك والجمارك للحد من انتشارها فلا يزال هؤلاء الاطفال متيمون بالأصناف الجديدة وشكلها وبقوة انفجارها غير مبالين بسعرها فقد جعلوا من "الشيطانة والزربوط والمرقازة "معشوقتهم التي يتباهون بها بين رفاقهم في الحي والمدرسة فقاعات الدراسة ووسط الحشود وتحت السيارات.تلك هي الأماكن التي يفضل الصغار رمي مفرقعاتهم فيما للتمتع بالذعر الذي تسببه خاصة لمن يكبرهم سنا. وفي الوقت الذي يجد الاولياء انفسهم مرغمين على الرضوخ لرغبات ابنائهم يتساءل الجميع عن مصدرها لا سيما مع كل تلك الاخبار والتقارير عن حجز المصالح المعنية للأطنان من تلك السلع القادمة من الصين. اما النساء فتتهافت على محلات بيع المعجنات التقليدية على غرار "الرشتة والشخشوخة" التي تعتبر اطباقا للمناسبات بلا منازع. خلال الجولة التي قمنا بها في عدد من اسواق ولاية بجاية، المشهورة ببيع المفرقعات "كاقبو،القصر،تازمالت.."لم نشاهد تلك الاطنان من المفرقعات المصفوفة على طاولات الشبان كما اعتدنا في السنوات الماضية وذلك العدد الكبير للأطفال والشبان المتهافتين على اقتنائها بكميات كبيرة تكفيهم لتفجير عاصة الولاية ليلة المولد النبوي. وفي ذات السياق اكد لنا اغلب التجار الموسميين الذين التقينا بهم ان الكمية المتاحة في السوق هذه السنة ضئيلة جدا لكنهم في ذات الوقت يرون ان الطلب عليها لا يفوق الموجود ويضيفون ان اسعارها الخيالية التي لا يقل عن 50دج كأضعف الايمان فترجع الى قلة الكميات المتوفرة منها عملت كذلك على نقص اقبال الزبائن عليها. وعن سبب النقص في الكمية التي تعرفها سوق المفرقعات هذه السنة فقد اكد لنا هؤلاء الباعة ان سببها راجع للتضييق الامني الذي تفرضه عناصر الدرك والجمارك على المستوردين باعتبارها سلعة ممنوعة ما اضطر العديد منهم للاكتفاء بما تبقى لهم من سلعة العام الماضي..وفي هذا السياق أكد المكلف بالإعلام بالحماية المدنية، أن من أكثر الحالات المتكفل بها في السنة الماضية للأطفال تتمثل في حروق الايدي واصابة العينين بالشظايا النارية مشيرا الى ان الانواع الجديدة من المفرقعات المتميزة بالدوي المرتفع تؤثر سلبا على سمع الاطفال وتتسبب لمعظمهم بالذعر الشديد. هذا الا ان عدد الحالات التي استقبلتها في المولد النبوي للسنة الماضية تجاوزت 20 حالة ببجاية،تختلف فيها درجة الحروق حسب سن الطفل ونوع المفرقعات التي استعملها مشيرا الى ان حجم هذه الاخيرة يؤثر على درجة الاصابة بالضرر. وفي ذات الاطار ولدى مقابلتنا لعدد من الاولياء خاصة الذين تضرر اطفالهم من هذه الالعاب الخطيرة اعرب لنا معظمهم انهم قرروا عدم المجازفة بصحة اولادهم من جديد رافضين الرضوخ لطلبات صغارهم الذين يجهلون حجم الضرر.