حذر رئيس جبهة العدالة والتنمية ،عبد الله جاب الله ،اليوم ، من ” الصدام” بين “الشباب الثائر” والنظام ومن استمرار الأزمة التي تعيشها الجزائر منذ ال 22 فيفري الفارط، داعيا عقلاء الأمة للعمل على تجنيب الجزائر “الفوضى ” و الانزلاقات. وأوضح جاب الله في منشور”فايسبوكي” بالقول:” ..إنّنا اليوم بين نوعين من المواقف – إزاء هذه الثورة السلمية- نوع تمثله معظم القيادات التنظيمية الكلاسيكية ذات الثقافة التنظيمية القديمة، تؤمن بتحكم القيادات والمؤسسات في الموقف من الأحداث الجارية، وتتمسك بمنطق المصالح الحزبية والامتيازات التي حصلت عليها في نضالاتها السابقة سواء تعلقت بالسلطة أم بالثروة”، وقال إن هذا النوع “يخشى على نفسه ومصالحه من المغامرة التي قد تكلفها الكثير من التبعات، فصار عندهم بسبب ذلك القابلية للتعاطي مع الخيارات الرسمية والانقياد وراء الوعود الفضفاضة تحت شعارات شتى، منها الحفاظ على المصلحة الوطنية والتقليل من الأضرار الاقتصادية التي تهدد مصالح الشعب بشكل جدي، وضرورة إعطاء فرصة للنظام القائم الذي أكدت قياداته صدقها وجديتها في تنظيم انتخابات حرة ونزيهة”. ويؤكد جاب الله أن” هذا النوع لا يعترف بأن البلاد تعيش ثورة سلمية، وإنما يعتقد بأنها تعرف أزمة شغور منصب الرئاسة، لذا تبنى مسارا حافظ به على استمرارية النظام واستقرار المؤسسات، وقرر اليوم الذهاب إلى انتخابات لا تتوفر على شروط النزاهة”. وأضاف رئيس الجبهة أن” النوع الثاني يمثله بشكل خاص جيل من الشباب الثائر على الوضع كله، فهو رافض للوضع كله وغير واثق في الوعود التي تصدر من قيادات النظام مهما تنوعت، ومتطلع إلى التغيير الشامل في البنية القانونية والمؤسسية والسياسية التي حكمت البلاد أو شاركت في حكمها، وهو جيل متحرر من كل الضغوط وليس عنده ما يفقده، وقد تمكن من وسائط التواصل الاجتماعي فاطلع من خلالها على مجريات الحياة في العالم”. وأسحب جاب الله قائلا:” عرف مرارات الواقع الذي يعيشه وشعبه والمتسببين فيه، وحجم ما ألحقوه بهم من ظلم وفساد، فأضحت تلك الوسائط جزءًا من حياته، وجعلها أداته في ممارسة المعارضة الشرسة المتحررة من كل الضوابط لكل ما يرمز للنظام أو يذكر به، واستعملها للتكتل مع نظرائه من الشباب في ممارسة ذلك النقد والدعوة إلى التغيير الشامل. ويرى رئيس جبهة العدالة و التنمية أن “الشباب الثائر” قد نجح في إبقاء “الثورة السلمية كل هذه الأشهر، ونجح في التأثير في الأحداث التي عرفتها البلاد خلالها، وهو مستمر في ثورته ومصمم على تحقيق أهدافه في التغيير عبر هذه الوسائل البسيطة والمتاحة للجميع بعيدا عن المنظومة البشرية والفكرية والسلوكية القديمة”، مؤكدا أن هذه هي الحالة التي عليها الساحة اليوم وهي حالة إن استمرت قد تفضي إلى الصدام، وهو أمر خطير في نتائجه وفي مآلاته ولابد على عقلاء الأمة من العمل على تفاديه”.