الدور المصري لا نستغني عنه ولمسنا نفسا جديدا لدى القيادة الحالية كشف المتحدث باسم حركة حماس، سامي أبو زهري، أن ''الترتيبات جارية لاستقبال رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس''، موضحا: ''أبو مازن استجاب لمبادرة أطلقها رئيس الحكومة إسماعيل هنية قبل يومين لزيارة غزة''. وقال أبو زهري، في اتصال مع ''الخبر'' من غزة، إن ''حركة حماس حريصة على تحقيق المصالحة الفلسطينية، وفي هذا الإطار جاءت مبادرة دعوة أبو مازن لزيارة غزة''. ولم يشأ المتحدث الكشف عن برنامج زيارة الرئيس عباس إلى غزة، ولكنه أوضح: ''لا يوجد جدول للزيارة بشكل عام، ولكن الهدف هو بدء حوار وطني بين الطرفين وبمشاركة كل القوى الفلسطينية''، مشيرا إلى نقطة مهمة وهي أن ''حماس تدعم فكرة أن يكون الحوار فلسطينيا - فلسطينيا دون إغفال دور الجامعة العربية التي يجب أن تكون على اطلاع بنتائج هذا الحوار''. وردا على سؤال ''الخبر'' حول طبيعة الدور المصري في المصالحة الفلسطينية في ضوء المعطيات الأخيرة، أي بسقوط نظام مبارك وغياب مدير مخابراته اللواء عمر سليمان، أكد سامي أبوزهري أن ''الدور المصري مهم ولا يمكن الاستغناء عنه''، قبل أن يضيف: ''لكن ما أضعف الموقف المصري في السابق هو عدم التوازن في المواقف''. وكشف المتحدث أيضا عن وجود نفس جديد لدى النظام المصري بعد رحيل مبارك، وفي هذا الخصوص، قال المتحدث باسم حماس: ''القيادة المصرية الحالية لها موقف متوازن تجاه الجميع ومستعدة للمساعدة في تقريب وجهات النظر''. ولم ينف أبو زهري وجود تأثير للتطورات العربية الأخيرة على التقارب بين فتح وحماس، قائلا: ''أعتقد أن التطورات الجارية في المنطقة لها علاقة، وقد ساهمت بشكل ما في الدفع باتجاه المصالحة الفلسطينية''. وحول ما إذا كانت ''العزلة'' التي يعيشها محمود عباس، في ظل التسريبات الأخيرة حول تنازل المفاوض الفلسطيني أمام نظيره الإسرائيلي، هي السبب في قبول زيارة غزة، أوضح المتحدث باسم حماس بالقول: ''نحن لا نريد استباق الأمور وسنفتح كل الملفات الخلافية للنقاش، ولكن أعتقد أن التعاطي الدولي والإقليمي والفلسطيني برهن على تراجعات كبيرة في الاشتراطات المطروحة على حماس، مقابل ثبات الحركة عند مواقفها''. وأضاف أبو زهري: ''الظروف برهنت على مصداقية حماس وعلى وجود خطإ في فهم مواقفها''. وفيما يتعلق بتسريبات قناة ''الجزيرة'' لملفات المفاوض الفلسطيني، قال أبو زهري: ''بالتأكيد حركة فتح لها مصلحة في استئناف الحوار وهذا مرتبط طبعا بالأجواء التي خلقتها فضائح المفاوضات، ولكن من جهتنا نحن حريصون على المصالحة''.