وزير الشباب يترأس اجتماع مكتب المجلس الأعلى للشباب    هادف: الحكومة نجحت في ضمان دخول اجتماعي هادئ… والمواطن في صلب السياسات العمومية    عندما تؤكّد الأمم المتحدة ارتكاب إسرائيل الإبادة الجماعية    عطاف يدعو من نيويورك إلى تجسيد التوافق الدولي حول فلسطين عبر أربعة مسارات    حصيلة أسبوعية للحماية المدنية: 28 وفاة و1679 جريحا في حوادث المرور    مدرسة الشطية للأطفال المعاقين سمعيا… نموذج رائد في الإدماج البيداغوجي والاجتماعي    اختتام مبادرة مجلس التجديد الاقتصادي لتوزيع الأدوات المدرسية بمطار هواري بومدين    كيف تدمر الحروب الغربية حضارة الشرق الأوسط؟    الصيدلية المركزية للمستشفيات: نحو ارتفاع مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية بأزيد من 25 بالمائة في 2026    صناعة صيدلانية: ضرورة مضاعفة الجهود لإدماج الابتكار والرقمنة في الانظمة الصحية الوطنية    السيدة شرفي تشرف على مراسم افتتاح دورة تكوينية حول حقوق الطفل وإعداد التقارير الدولية    انطلاق تصفيات أولمبياد المهن    مهمتنا خدمة المواطن..    ارتفاع مستمر للدفع عبر الأجهزة الإلكترونية    هذه الأهداف الاستراتيجية لقطاع المناجم..    لدخول اجتماعي بلا حوادث..    ناصري يُثمّن التبادل الأكاديمي والثقافي    هذا جديد إذاعة القرآن    وزيرة الثقافة والفنون تشرف على اجتماعين لدراسة واقع السينما الجزائرية    سحر الموسيقى التركية يلقي بظلاله في ثالث سهرة للمهرجان الدولي للمالوف    الجزائر تشارك في إطلاق إعلان عالمي    مؤتمر حل الدولتين: عباس يشيد بدور الجزائر في نصرة القضية الفلسطينية    كأس العرب فيفا 2025 (تحضيرات): الجزائر- فلسطين وديا يومي 9 و 13 اكتوبر بعنابة    وزير الاتصال يقوم بزيارة عمل وتفقد إلى عدد من المؤسسات التابعة للقطاع    إعداد خارطة تكوين جديدة تتماشى مع رؤى "جامعة الغد"    التأكيد على"أهمية المضي قدماً في مسار رقمنة القطاع    ورقلة : حجز 1.225 كبسولة من المؤثرات العقلية    كل النّجاح والتفوّق لطلبتنا.. والتوفيق لأساتذتنا وعمال القطاع    ترحيب فلسطيني بالخطوة التاريخية لدول غربية كبرى    غزة : ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني    ضرورة وضع المواطن في صميم اهتمامات القطاع    الرئيس يعرف جيّدا أن المواطن ينتظر الملموس    المشاريع المصادرة ستنطلق شاء من شاء وأبى من أبى    نموذج حيّ على استرجاع قيمة الأموال العمومية و تثمينها    نعمل على الانتقال من التضامن الاجتماعي إلى التضامن الاقتصادي    الرئيس تبون جعل من الجامعة رافدا للتنمية    الاحتلال يُكرّس سياسة التجويع في غزة    حماد يبرز أهمية التكوين المستمر لإطارات القطاع    الاحتفال باليوم الوطني للصحة المدرسية في 29 سبتمبر    ناصري يثمّن الاعترافات الدولية المتتالية بدولة فلسطين الشقيقة    المهرجان الدولي للمالوف للاستمتاع بألحان الموسيقى الأندلسية : أداء قوي وشحنة من الأحاسيس طبعت السهرة الثانية    عاد للمشاركة في المباريات بعد غياب طويل.. بن ناصر يوجه رسالة قوية لبيتكوفيتش    اجتماع تقييمي ل"منصة رشد" للمكتبات المسجدية    المولودية تتعادل والشبيبة تفوز    بلمهدي يستقبل بلقايد    هذه قائمة المرشّحين الثلاثين للتتويج..    سجّاتي سعيد    تحرير للعقل وتفصيل في مشروع الأمير عبد القادر النهضوي    "الموب" يؤكد صحوته و ينفرد بالريادة    عادل بولبينة يستهدف لقب هداف البطولة القطرية    الكونغو الديمقراطية : تفشي "إيبولا" عبء إضافي يُفاقم أزمة البلاد    إقرار جملة من الإجراءات لضمان "خدمة نموذجية" للمريض    تحية إلى صانعي الرجال وقائدي الأجيال..    يعكس التزام الدولة بضمان الأمن الدوائي الوطني    الإمام رمز للاجتماع والوحدة والألفة    أبو أيوب الأنصاري.. قصة رجل من الجنة    من أسماء الله الحسنى (المَلِك)    }يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ {    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجزائريون يتنفّسون كرة القدم والسطايفية يعشقون الألقاب
المدرّب الفرنسي لوفاق سطيف، هيبر فيلود، في حوار ل''الخبر''
نشر في الخبر يوم 28 - 12 - 2012

بالاهتمام بمراكز التكوين الاحتراف سينجح في الجزائر
سرّ نجاح الوفاق عقلية المجموعة ولا بديل عن العمل الجماعي
حدّثنا المدرّب الفرنسي لوفاق سطيف، وبروحه المرحة والودودة حول الكثير من القضايا الرياضية التي تخصّ كرة القدم الجزائرية، بداية من الفريق الذي يُشرف على عارضته الفنية، وفاق سطيف، وإلى الأندية الأخرى ومستوى كرتنا مقارنة بدول المغرب العربي، وكذا منتخبنا الوطني وحظوظه خلال نهائيات كأس إفريقيا، وحتى عن المنتخب الفرنسي وما يفعله في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وغيرها من الأمور الكروية الأخرى المتنوّعة، والتي أبدى من خلالها التقني الفرنسي آراءه وتصوّراته الفنية.
هل لك أن تقدّم لنا بطاقة شخصية عنك وعن مسيرتك الرياضية والمهنية؟
هيبر فيلود من مواليد 8 جوان 1959 بمدينة فيل فرانش، حوالي 30 كلم عن مدينة ليون الفرنسية. وأريد هنا أن أركّز على مدينة ليون، كون الكثير من السطايفية يقطنون هذه المدينة، وربما السطايفية الموجودين بليون أكثر من السطايفية الموجودين بسطيف (يمزح وهو يضحك). وقد قضيت كل حياتي الرياضية كلاعب محترف في منصب حارس مرمى، ضمن فريق رامس بين القسمين الثاني والثالث، وقد لعبت لمدة 15 سنة. كما إنني لاعب دولي في صنف الأواسط. بدأت ممارسة مهنتي كمدرّب بعد أن تحصّلت على كل الشهادات المسموح بها في فرنسا. كما درّبت العديد من الأندية الفرنسية في القسمين الثاني والثالث، وشغلت منصب مدرّب مساعد مع السيد بولوني على رأس العارضة الفنية لفريق نانسي من الدرجة الأولى الفرنسية، ثمّ تنقّلت إلى فريق حسينية أغادير المغربي، وبعدها إلى تونس، حيث أشرفت على حظوظ الملعب التونسي، وبعدها تنقّلت إلى الطوغو، حيث أشرفت على العارضة الفنية لمنتخبها الوطني، وتمكّنت من تأهيله إلى نهائيات كأس إفريقيا 2010، غير أننا لم نشارك في تلك النهائيات، نظرا للأحداث التي عشناها بكابيندا، والآن أنا بالجزائر والحمد لله.
لماذا كان اختيارك لتدريب فرق دول المغرب العربي دون غيرها؟
لا.. هذه الفرق هي التي اختارتني (يضحك)، لقد كنت مشدودا كثيرا لإفريقيا، ليس من وجهة نظر رياضية ومهنية فقط وإنما من جانب إنساني. وهي قارة جذبتي إليها كثيرا. أما بالنسبة لمجيئي إلى الجزائر فربما لعبت الصدفة دورا مهما في ذلك. وربما وفاق سطيف هو الذي شجّعني على خوض تجربة هنا، خاصة أن هذا الفريق تحصّل على ثنائية الموسم الفارط، رغم أنني كنت أدرك صعوبة المهمّة فالفريق شهد تغييرات جذرية وغادره ركائزه، خاصة صانع الألعاب جابو، وأنا ملزم على المحافظة على ديناميكية النتائج والتتويجات التي تحصّل عليها الفريق، وبالتالي ليس من السهل اتّخاذ قرار خوض تجربة مماثلة، وفعلا وجدت عند مجيئي طموحات كبيرة لدى المسيّرين والأنصار لنيل الألقاب. وحتى الصحفيون هنا بسطيف يطالبون بالنتائج، وبالتالي كنت أتوقّع صعوبة المهمة، ولحسن الحظ أن النتائج لم تخيّبنا وكانت إيجابية لحدّ الآن، حيث توجّنا باللقب الشتوي للبطولة.
بما أنك درّبت في كل دول المغرب العربي، ما هي الملاحظات التي رسمتها حول كرة القدم بهذه الدول؟
أولا الفرق التي درّبتها في المغرب وتونس لا يمكن مقارنتها بفرق وفاق سطيف، كونها فرق صغيرة من حيث الإمكانيات وكذا المستوى، حيث ينقص هذه الفرق الهيكلة والإمكانات المادية. وإذا حاولنا المقارنة حول مستوى كرة القدم بصفة عامة فأظن أن الجزائر متقدّمة بخطوة عن هذين البلدين، لأنني أجد الجزائر محفّزة للسير إلى الأمام، وهناك إرادة سياسية في هذا البلد لتطوير كرة القدم وتجسيد الاحتراف، هي أقوى من السياسة المنتهجة في البلدين الآخرين. في الجزائر هناك إرادة كبيرة للعودة إلى نهج التكوين والتركيز عليه، فقد بدأ فعلا الاهتمام بمراكز التكوين، ونحن ننتظر فقط دخول مرحلة التطبيق وتحويل هذه الأفكار إلى حقيقة. وإذا تمكّنت الجزائر فعلا من تطبيق هذه الأفكار فأظن أنها سوف تخطو خطوة عملاقة إلى الأمام، لكن علينا فقط التحلّي بالصبر، لأن قطف الثمار سوف لن يكون إلا بعد خمس أو ست سنوات من الآن. والبلدان الآخران لا يقومان بمثل هذا العمل الذي وجدته في الجزائر، فربما التركيز هناك أكبر على المنتخب الأول وفقط. وإذا أردنا مقارنة مستوى منتخبات هذه البلدان فأقول إن المنتخب الجزائري، وإن لم يبلغ بعد مستوى التألّق والتحليق عاليا، لكنني لمست هناك إرادة حقيقية وتنظيم محكما، حتى ولو أن نفس الاهتمام موجود في تونس والمغرب بالمنتخب، لكن الاختلاف في كون الجزائر جادة أكثر مع منتخبها. وربما يبقى الخطأ المرتكب على مستوى المنظومة الكروية بالجزائر هو منح 23 فريقا إجازات محترفة دفعة واحدة، وكان الأجدر السير عبر مراحل، فمثلا أن تمنح فرق النخبة أولا إجازات احترافية، مع مزيد من الإمكانات، وتوفير الهياكل كان الوضع سيكون أحسن وأفيد.
لكن رأيك يعتبر مخالفا لآراء الكثير من التقنيين المحليين وحتى الأجانب، إذ يرون أن الإمكانيات والهياكل بالمغرب وتونس أحسن بكثير؟
لا ليس بهذا الشكل، أظن أن الإرادة بالجزائر متوفّرة والأمور لا تأتي بهذه السهولة. صحيح أنه يجب إعادة النظر في الهياكل المتوفّرة حاليا بالجزائر، خاصة الملاعب، لكن العمل التقني الذي ينجز حاليا على مستوى الفرق أراه أحسن من العمل بتلك الدول، وأظن أن القرارات السياسية المتّخذة بهذا البلد، بشأن تطوير الرياضة، هي أقوى من سياسة البلدين الآخرين، لكن علينا المزيد من الصبر، وحتى الهياكل المتواجدة بالمغرب، وعلى كثرتها، فهي تسجل نقائص كثيرة.
نحن في الموسم الثالث لاحتراف بطولتنا، في رأيك أين نحن من الاحتراف الأوروبي؟
يجب أولا تحسين الهياكل الموجودة، ثم تشييد أخرى، مع منح الفرق الإمكانيات اللازمة للنجاح. وحتى من ناحية التسيير يجب إعادة النظر. وأنا هنا لا أتحدّث عن الوفاق، إنما عن كل الأندية الجزائرية التي تحتاج إلى مزيد من التنظيم والصرامة. أنا متأكّد أن الإرادة متوفّرة، خاصة لدى السياسيين من أجل الوصول بهذا الاحتراف إلى المقاييس الدولية. كما يجب تغيير بعض الذهنيات القديمة، وسوف تكون الأمور في المستقبل على ما يرام.
نعود إلى المنتخب الوطني، ماذا ينقص لاعبينا المحليين حتى يفرضوا أنفسهم مع المحترفين بأوروبا؟
يجب العودة إلى كلامنا السابق عن التكوين الجيد للاعب في مراحله الأولى، لأن اللاعبين المحترفين بالخارج يمرّون على مرحلة تكوين خلال الصغر نوعية ومميّزة وفعّالة في الوقت نفسه، وذلك وفق منهجية وتنظيم محكم. وأظن الآن أن فرصتنا كبيرة من حيث التنظيم في هذا المجال. وأنا أرى ضرورة تبادل التجارب بين فرنسا والجزائر في هذا المجال، لأن فرنسا معروفة بكفاءة إطاراتها في مجال التكوين، بدليل اللاعبين الذين ينشطون في أكبر الدوريات الأوروبية. كما إن العلاقة التاريخية الموجودة بين البلدين ستساعد كثيرا على تطوير مستوى التكوين بالجزائر. بعد ذلك يأتي العمل على مستوى فرق الأكابر، وأنا لست قلقا من هذه الناحية، لأنه يوجد إطارات محلية وأجنبية كفؤة بالجزائر. ويبقى الأهم وضع سياسة تنظيمية محكمة للتكوين، مع إجراء أيام دراسية وتكوينية للمؤطّرين، وحتى عمليات رسكلة بمساعدة خبراء أجانب، ولمَ لا فرنسيين. وأقول إنه إذا انتهجت أي دولة إفريقية سياسة التكوين المتواجدة بأوروبا فسوف تتفوّق على باقي الدول الأخرى بنحو عشر سنوات إلى الأمام. فلمَ لا تكون هذه الدولة هي الجزائر.
النتائج المحقّقة مع وفاق سطيف تزيدنا ضغطا ومرحلة العودة ستكون أصعب
ألا ترى أن نجاح التكوين ببلادنا يمرّ حتما عبر جلب مؤطّرين وتقنيين أجانب؟
هذا شيء مؤكّد وضروري وهام جدا، من أجل بعث مشروع تكوين من المستوى العالي، وأظن أن الاستعانة بالمؤطّرين الأجانب، وخاصة الفرنسيين بالنظر لكفاءتهم وتجربتهم في هذا المجال وكذا تقارب البلدين، سيمنح الكثير لكرة القدم الجزائرية، وحتى للمدرّبين المحلّيين الذين يمتازون بالكفاءة.
ما هي الأهداف المسطّرة مع فريق الوفاق؟
كما قلت لكم سابقا، نحن بلغنا درجة متقدّمة عمّا توقعناه وسطّرناه مع بداية الموسم، إذ كانت المهمة في البداية إعادة بناء الفريق الذي شهد مغادرة أبرز عناصره، والأمور الآن صعبة، لكن نحن في مرحلة الميركاتو ويجب استغلالها من أجل تدعيم نوعي للفريق. ونحن متقدّمون عن الفرق الأخرى. كما تعلمون الجمهور السطايفي طموح وهو دوما يطالب بالألقاب، وحاليا المرتبة الأولى في البطولة تحمّلنا مسؤولية إضافية، فالأنصار يضعون كل ثقتهم فينا، ولا يجب علينا أن نخيّبهم، وبالتالي علينا مضاعفة العمل واستغلال الميركاتو لانتداب 3 أو 4 لاعبين في مناصب محدّدة ونوعية.
إذن نفهم من كلامك أنك ستلعب من أجل اللقب..
بالتأكيد، فكما قلت لكم نحن نحسّ بمسؤولية إضافية، ومادام أننا في المرتبة الأولى فلا يجب علينا التخلّي عنها. وبالرجوع إلى المباريات التي كسبناها، فنحن انتزعنا نقاطها من المنافسين، بفضل الخطط التي وضعناها، وكذلك إرادة اللاعبين، والآن نحن بحاجة على المهارات التي تصنع الفارق.
لكن هناك، أيضا، منافسة الكأس التي يعشقها جمهور ''الكحلة''، ورابطة أبطال إفريقيا التي تبقى حلم إدارة الوفاق، كيف ستوفّقون بين كل هذه الأهداف؟
كما نقول نحن في فرنسا ''إنه ثمن التألّق''. نحن أمام مسؤولية اللعب على ثلاث جبهات، وكما أسلفتم أن الجمهور السطايفي عاشق لمنافسة الكأس، والإدارة تحلم بمنافسة رابطة أبطال إفريقيا، وبالتالي ينتظرنا عمل كبير، ويجب التفكير، من الآن، في عملية الاسترجاع أمام الكمّ الهائل من المباريات التي تنتظرنا. والحمد لله هناك عودة المحضّر البدني بوميلاط، وسوف يريحنا من هذا الجانب. كذلك يجب انتداب لاعبين جيدين ومميزين، وإلا فإنه لا يمكننا اللعب على كل هذه الجبهات.
على ذكر الانتدابات، ما هي المناصب التي طالبتم بانتداب لاعبين لها؟
نحن نبحث عن وسط ميدان من الجهة اليسرى يحسن التوغّل إلى الهجوم ويساعد في عملية الاسترجاع، كما نفتقد للاعب وسط دفاعي، وقد وجدنا اللاعب البيني كوكو، الذي يفي بالغرض، كما إن إصابة ثنائي الدفاع المحوري لخذاري وديمبا تجعلنا نبحث عن انتداب في هذا المنصب.
لكن ألا تظن أنك بحاجة لمهاجم صريح، خاصة مع فترة تواجد عودية مع المنتخب بجنوب إفريقيا؟
نعم، يلزمنا مهاجم في القريب العاجل، وأنا طالبت بذلك، لكنه أمر صعب أن تجد بالبطولة المحلية لاعبا بقيمة عودية خلال مرحلة الميركاتو، فأنا لما تكلّمت عن المناصب الثلاثة الأولى فعلمي بإمكانية تحقيق ذلك، لكن أن تجد مهاجما بمثل صفات عودية فأظن أن ذلك شبه مستحيل، وسوف نرى ذلك مع مرور الوقت.
وبالنسبة للاعبين المسرّحين؟
هناك علوي ويايا اللذان سرّحا بصفة رسمية، ويبقى الثنائي ميشاك وسلطاني بيد الإدارة، ولست أنا صاحب القرار الأخير في من يذهب ومن يبق،ى وبالتالي لا أستطيع الجزم بشأن هذا الثنائي.
هل تتوقّعون وصول لاعبين أفارقة للتجارب خلال فترة تواجدكم في التربص بإسبانيا؟
لا يوجد ولا لاعب مقترح لحدّ الساعة. وأظن أن المهمة ستكون صعبة مع إجراءات الحصول على التأشيرة بالنسبة للاعبين الأفارقة. كما إنني لا أريد أن أجرّب لاعبين في منصب مهاجم، لأنني أبحث عن العصفور النادر الذي يتمّ الإمضاء له مباشرة.
وبالنسبة للحديث الذي يدور حول لاعب شباب باتنة ماني سابول؟
نعم، نحن نستهدف هذا اللاعب، لكن ليس لوحده، هناك مجموعة من المقترحات وسوف نرى من نستطيع استقدامه.
هل أنت مرتاح في سطيف، وهل تفكّر في الاستمرار لمواسم أخرى؟
أنا مرتاح جدّا في سطيف ''بزاف''، لكن التفكير في الاستمرار لمواسم أخرى سابق لأوانه. ففي الوقت الحالي الكل يرحّب بي، ويتمنّى ذلك، لأن كل شيء مرتبط بالنتائج، فلو أننا مثلا خسرنا مباراة الكأس هذا الجمعة (يضحك) فكيف يكون الوضع حينها؟ أظن أن النظرة ستتغيّر بسرعة وبصورة عكسية عمّا هي عليه الآن.
ومن ناحية تأقلمكم مع مناخ سطيف وأهله..
من هذه الناحية أنا مرتاح و''بزاف''، لأنني أجد راحتي التامة هنا، وظروف الاستقبال من طرف الناس رائعة، والشيء نفسه بالنسبة للمعاملة، كما أجد مناخ مدينة سطيف رائعا جدا.
الجزائريون بدأوا يتحدّثون عن كفاءتكم التدريبية والتكتيكية، فلو عرض عليكم المنتخب الوطني للآمال مثلا فهل ستقبلون بهذه المهمة؟
أكيد وفي الحال، لكن يجب أولا الاتفاق مع إدارة الوفاق، لأنها لها فضل عليّ، كونها هي التي جلبتني إلى الجزائر. أنا ممتن لها. والمنتخب الجزائري بكل فئاته لا يُرفض، وأنا تستهويني كثيرا الجزائر، ولديّ الكثير من الأصدقاء الجزائريين بفرنسا، وأستطيع القول إنني أحمل اسم الجزائر في قلبي، وبالتالي فسأكون سعيدا لو درّبت المنتخب الجزائري.
هل أنت على اتصال بالناخب الوطني حاليلوزيتش؟
نعم أنا كذلك، فنحن من نفس الجيل، مارسنا كرة القدم في زمن واحد، وبالتالي كنت أعرفه من قبل، وأنا الآن أتّصل به، لكن الكلام لا يعدو أن يكون شخصيا وحميميا، فنحن لا نتكلّم على شؤون المنتخب الوطني.
ما رأيك في العمل الذي يقوم به على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني؟
من الناحية الاحترافية هو يقوم بعمل كبير، وكذلك من الناحية النفسية الانضباطية للاعبين، وهي قواعد أساسية في كرة القدم. فهو الآن وضع الطاولة على الأرض وثبّتها وعليه التفكير في الأشياء التي يجب وضعها على هذه الطاولة. وهنا يدخل العمل على مستوى المهارات والأمور التقنية والتكتيكية، وكذا اللعب وتحقيق النتائج الإيجابية. ونحن مقبلون على منافسة قارية هامة، ونحن المدرّبون تتحكّم فينا النتائج، وبالتالي نجد أنفسنا مجبرين على تحقيق نتائج إيجابية، وأظن أن حاليلوزيتش قادر على ذلك.
على ذكر منافسة كأس أمم إفريقيا، كيف ترى حظوظ منتخبنا؟
بالنسبة لمنتخب الطوغو ستكون مهمته صعبة إذا تأكّد غياب أديبايور، والذي حتما سيتبعه غياب بعض العناصر الأخرى، وبالتالي فإن حظوظه تتضاءل للمرور للدور الثاني، أما المنتخب التونسي فصرّاحة لا أظنه قادر على الصمود في وجه المنتخب الجزائري فهناك فرق بين المنتخبين، رغم أن المباراة ستحمل الطابع المحلي، ويبقى فقط أمام الجزائر المنتخب الإيفواري، الذي يعدّ الأقوى على الورق في هذه المجموعة، وأظن أن الجزائر ستمر إلى الدور الثاني رفقة كوت ديفوار، وبعد تخطّي هذا الدور يبقى كل شيء ممكن، ولنا العبرة والمثل في منتخب زامبيا الذي تمكن من إحراز كأس إفريقيا الفارطة، رغم أنه لم يكن مرشّحا على الورق للمرور حتى للدور نصف النهائي.
هل تعتقد أن اللاعبين المتواجدين بالمنتخب هم الأحسن، أم أن هناك من كان يجب الاستعانة بخدماتهم؟
من الصعب الإجابة على هذا السؤال، ويمكنني قراءة أفكار حاليلوزيتش في هذا الشأن، فأظن أنه ركّز على المجموعة وليس على الفرديات، وأنه حاول خلق توازن داخل التشكيلة، فهناك لاعبون يملكون الكثير من المباريات، والعكس بالنسبة للبعض الآخر، لكن الأمر المهم هو التضامن الموجود بين المجموعة، وكذلك تأقلم اللاعبين الحاليين مع بعضهم البعض، وهو شيء مهم. أظن أن حاليلوزيتش اختار المجموعة على الفرديات، وبالتالي يجب وضع الثقة فيه وتركه يعمل، فهناك من يختار الفرديات لكنه لا يستطيع أن يشكّل مجموعة متلاحمة ومتضامنة فيما بينها.
ألا ترى أنه من الضرورة ترك حاليلوزيتش يواصل على رأس المنتخب، مهما كانت نتائج المنافسة الإفريقية، لأن تصفيات كأس العالم تُستأنف مباشرة بعدها؟
هذا أمر مؤكّد، بل يجب القيام به. نعم يجب تحليل كل منافسة وأخذ العبر، لكن ما تقوله سيكون الأفضل لكرة القدم الجزائرية خلال تصفيات كأس العالم. ولكن المنافسة الإفريقية مهمة كذلك، ويجب أن نحسّ بأن هناك تقدّما على مستوى أداء ونتائج المنتخب. وأعود لأقول إن القواعد التي وضعها حاليلوزيتش متينة ونحن بحاجة لمشاهدة النتائج، والجمهور الجزائري يتوق لذلك، وبالتالي يجب أن نؤدي دورة إفريقية ممتازة.
ذا ذهبنا للكلام عن المنتخب الفرنسي، كيف ترى أداءه لحدّ الآن؟
أظن أن منتخبنا يؤدّي مشوارا طيبا وأن الفريق يعود تدريجيا لقوته وتضامن لاعبيه، كما توجد عناصر ممتازة، رغم أن المنتخب يلزمه عمل أكبر على المستوى الجماعي. وقد تمكّن من العودة بنتيجة باهرة من إسبانيا، لأن تحقيق التعادل أمام المنتخب الإسباني ليس بالأمر الهيّن. وأظن أن الآتي مهم جدا، وهناك عمل كبير يُنجز على مستوى الأمور الانضباطية، لأن منتخبنا عاش حوادث كثيرة في هذا المجال، وبالتالي يلزمنا عمل كبير في هذا الجانب، وحتى على مستوى التكوين يجب إعادة النظر.
هناك مباراة العودة ضد المنتخب الإسباني، كيف ترى حظوظ المنتخبين؟
المنتخبان يعرفان بعضهما جيدا، فالمنتخب الإسباني يركّز على التمريرات القصيرة ومحاولة إرهاق المنافس، والمنتخب الفرنسي يتفوّق من الناحية البدنية. وأظن أن الحظوظ ستكون متساوية والمباراة ستُلعب على جزئيات بسيطة. وعلى كل حال هناك مرتبة أولى مؤهّلة مباشرة ومرتبة ثانية ستقود إلى لعب مباراة سدّ، وبالتالي فإن حظوظ المنتخب الفرنسي تبقى كبيرة للتأهّل إلى نهائيات البرازيل.
ألا تعتقد بأن على المدرّب ديشون تدعيم تشكيلته بلاعبين آخرين، مثلا اللاعب ناصري؟
لا، لا أعتقد أنه سيفعل ذلك. وبخصوص ناصري فهو لاعب ممتاز، لكننا سنعود للحديث عن الأمور الانضباطية، وأنتم تعلمون ما فعله اللاعب. وأتمنى أن هذا اللاعب يدرك حجم ما فعله، وأن يصحّح ذلك. واللعب للمنتخب الوطني لا يجب أن يكون من أجل الأموال بل للدفاع عن الألوان الوطنية، وهو شيء مهم في حياة اللاعب، وأتمنّى عودته العاجلة للمنتخب.
كلمة أخيرة ؟
الحقيقة أنا أعمل في سطيف مع طاقم فني رائع، وهناك تفاهم كبير بيننا، وإذا كان هذا النجاح للفريق فالفضل يعود إلى كل أعضاء الطاقم الفني. وثاني شيء أفضّله هو رؤية وجوه السطايفية خلال سيري بين شوارعها وهم يبتسمون لي. وأتمنى أن أفرّحهم وأهديهم ألقابا كما يطمحون له.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.