اهتزت مدينة تيبازة، أمس، على وقع جريمة قتل راحت ضحيتها أم لأربعة أبناء، بعد أن تلقت ضربة بساطور على مستوى الرقبة بيد زوجها، بسبب خلافات عائلية. بعد ثلاثة أيام من انتشار نبأ مقتل الشاب الرخمة سفيان، بمنعرج المسلك القديم للطريق الوطني رقم 11 بين المركبين السياحيين ''سات'' والقرن الذهبي بالمخرج الشرقي لمدينة تيبازة، اهتزت المدينة، صبيحة أمس، على وقع جريمة أخرى بشارع حي المعلمين بوسط المدينة، ارتكبها الزوج في حق شريكة حياته لطيلة 20 سنة في لحظة غضب، حينما كانت بصدد غسل الملابس. عندما وصلنا إلى مدخل المنزل الذي وقعت فيه الجريمة، كانت سيارات الشرطة قد طوّقت المكان، فيما تشكلت مجموعات من المواطنين، في جوّ من الصدمة والإرباك، للاستفسار عما يحدث، بعد أن انتشر خبر الجريمة كالنار في الهشيم، خاصة أن علامات الاستفهامات لا تزال مطروحة حول سابقتها، فيما سدت الشرطة المدخل المؤدي إلى المنزل بالشريط اللاصق لتحديد ساحة الجريمة، بينما تقوم الشرطة العلمية برفع الأدلة الجنائية. يقول ''إ.ر''، أحد جيران الضحية وصاحب محل لبيع المواد الغذائية: ''في البداية سمعت الصراخ المنبعث من المنزل ثم خروج الابن الأكبر غاضبا، وبعد فترة، رأيت الزوج يخرج من المنزل وهو يصطك ومصفر الوجه. وسألت ''الخبر'' عما يحدث، فأشار إلي بالتوجه إلى المنزل، مردفا ''لم أكن أعتقد أن الأمر يتعلق بجريمة قتل، لكن عند بلوغي بهو المنزل وجدت الضحية غارقة في دمائها تلفظ أنفاسها الأخيرة والساطور ملقا بجانبها.. لم أتمالك نفسي وفررت من المنظر لأطلب الحماية المدنية''. أما ''ب.ع''، هو الآخر جار الضحية، فأكد أن الجاني لم يصر على قتل زوجته وارتكب جريمته دون أن يشعر، قبل أن يسارع لطلب النجدة من الجيران، مضيفا أن المشاكل العائلية وقضية طلاق في الأفق، كانت وراء ما حدث، وحسبه، فإن الاعتقاد الذي ساد في البداية يتعلق بمناوشات بين الزوج وضحيته والتي ظلت تتكرر على مدار سنوات، كانت تنتهي بتدخل الجيران وفكها. وفور وقوع الجريمة، تدخل الابن الثاني للضحية الذي كان بغرفة نومه لإسعاف والدته التي كانت غارقة في دمها، فيما أبكى ثالث الأبناء رجال الشرطة وأعوان الحماية المدنية وهو يبكي أمه. حضانة الأطفال دافع القتل! تشير شهادات الجيران أيضا إلى أن لب المشكل المفضي إلى الجريمة، يتعلق بحضانة الأطفال، فالوالد ''م.ب'' 51 سنة وزوجته ''ب.ك'' 38 سنة، كانا قد حسما أمر طلاقهما رغم الجهود العائلية للتهدئة بينهما، فتأزم الوضع بينهما بسبب عدم الاتفاق على حضانة البنت ذات الست سنوات وشقيقها الذي لا يكبرها إلا بقليل، في وجود شقيقين آخرين أكبرهما يبلغ 20 سنة. وحسب بعض الشهادات، فإن القضية عرفت طريقها للعدالة، بعد كثرة الشكاوى المرفوعة إلى الجهات القضائية من الجانبين. ولم يتطلب توقيف الفاعل الذي فرّ من المنزل على متن سيارته التي يستعين بها في بيع السمك، سوى ساعات قليلة. وحسب بعض التصريحات، فإن المعني هو الذي يكون قد سلم نفسه، فيما نقلت الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى المدينة.