أغمي على المتهم محمد شيخ ولد محمد مخيتير، وهو في الثلاثين من العمر، عند تلاوة الحكم في المحكمة الجنائية بمدينة نواديبو، قبل أن يتم إنعاشه ونقله إلى السجن، حسب مصدر صرح ل”فرانس برس” وطلب عدم كشف هويته. واعتبر جميل ولد منصور، رئيس ”حزب التواصل الإسلامي” المعتدل، أمام الصحفيين في نواكشوط ”إنها قضية مجرم نال ما يستحقه” من عقاب. وأكد المصدر أن الحكم أثار أجواء من الفرح في قاعة المحكمة وفي مدينة نواديبو، التي شهدت تجمعات أطلقت خلالها أبواق السيارات والدراجات النارية. وأوضح بأن أحد القضاة ذكر في بداية الجلسة بالاتهامات الموجهة إلى الشاب، وقال لولد محمد إنه ”تحدث باستخفاف عن النبي محمد” في مقال نشر على مواقع إلكترونية موريتانية، أعرب فيه عن رفضه لقرارات اتخذها النبي محمد والصحابة أثناء غزواتهم. وانتقد محمد شيخ ولد محمد، في مقاله، المجتمع الموريتاني وإبقائه على ”نظام اجتماع موروث بالٍ” من عهد النبي محمد. وقالت منظمات إسلامية محلية إنها المرة الأولى التي ينشر فيها نص ينتقد الإسلام والنبي محمد في موريتانيا. وذكر المصدر القضائي نفسه أن الشاب قال أمام المحكمة إن هدفه ”لم يكن الإساءة إلى النبي بل الدفاع عن طبقة من السكان (الحدادين) تتعرض لسوء المعاملة” وهو ينتمي إليها. وأضاف المصدر القضائي أن المتهم قال أمام المحكمة ”إذا كان ما فهم من كتاباتي أنه ردة، فأنا أنفي ذلك كليا وأعلن توبتي بشكل علني”. وأكد محاميان كلفا بالدفاع عن ولد محمد، مساء الأربعاء، على إعلان الندم هذا، وأوضحا بأنه يجب أن يؤخذ في الاعتبار. وكان المدعي العام طلب حكم الإعدام للشاب، وعند النطق بالحكم قالت المحكمة إن المتهم يخضع لمادة في قانون العقوبات تنص على عقوبة الإعدام ”لأي مسلم رجل أو امرأة يتخلى عن الإسلام علنًا، أو عبر أفعال أو أقوال”، كما قال المصدر القضائي نفسه. وكان محام موريتاني معروف هو محمدين ولد ايشيدو الذي اختارته عائلة المتهم، أعلن، في فيفري، تخليه عن الدفاع عنه بسبب تظاهرات معادية للشاب وله شخصيا ولأقربائه. وجرت عدة تظاهرات غاضبة في نواكشوط ونواديبو، طالب فيها بعض المحتجين بإعدام الشاب. وتظاهر آلاف المحتجين في العاشر من جانفي الماضي أمام القصر الرئاسي في نواكشوط، حيث دعا الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى الهدوء ووعد ”باتخاذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن الإسلام ونبيه”. وقال الرئيس الموريتاني حينذاك إن ”القضاء يهتم بهذه القضية وسيقوم بعمله، لكن كونوا واثقين أن الإسلام فوق الجميع، وفوق الديمقراطية، وفوق الحرية”.