يتحدث النجم الفرنسي الأسبق جون بيار بابان عن المنتخب الجزائري، ويؤكد في حوار ل “الخبر” بملعب “ستاد دو فرانس” على هامش نهائي كأس فرنسا، بأن أداء “الخضر” أبهره في مونديال البرازيل، ولم يفوّت بابان، الهدّاف الكبير في التسعينات واللاّعب الأسبق لأولمبيك مرسيليا ثم ميلان، التأكيد بأن مواطنه كريستيان غوركوف سينجح مع المنتخب الجزائري قياسا باللاّعبين الموهوبين ضمن تعداد هذا المنتخب المونديالي، ليعرّج على الفرق القائم بين مهاجمي جيله ومهاجمي الجيل الجديد من اللاّعبين. تتواجد في نهائي كأس فرنسا، وهي أجواء رائعة تذكرك حتما بما كنت تعيشه حين كنت لاعبا.. فعلا، الأجواء رائعة في نهائي كأس فرنسا بين باريس سان جرمان ونادي أوكسير، كانت مباراة مثيرة فعلا ومفتوحة على كل الاحتمالات، لقد كانت مباراة مثيرة وتذكّرت الأجواء التي كنت أعيشها كلاعب، حيث كان الحماس حاضرا والأداء رائعا، لقد انتهى كل ذلك، واليوم أشغل منصب رئيس لجنة كأس فرنسا، ما يفسّر حضوري المباراة النهائية. ألا تلمس اختلافا في المستوى بين جيلكم والجيل الحالي من اللاّعبين؟ وأخص بالذكر نقص فعالية بعض المهاجمين وغياب القوة لدى اللاّعبين والذكاء أيضا للتهديف مقارنة بما كان حاصلا في عهدكم، خاصة أنكم كنتم هدّافا من الطراز العالي.. الفرق في الفعالية وفي الأداء الهجومي موجود فعلا بين الأجيال، وهناك عامل مهم بين اللاعبين في الوقت الحالي وبين لاعبي الأجيال السابقة، أتحدّث عن نفسي، كنت أحرص على مضاعفة العمل في التدريبات حتى أكون أكثر فعالية خلال المباريات، كنت أعمل أكثر من زملائي. كيف ذلك؟ حين تنتهي الحصة التدريبية المقررة لكل المجموعة، وفي الوقت الذي يغادر فيه اللاّعبون أرضية ميدان التدريبات، كنت أبقى نحو 45 دقيقة، وكنت أعمل مع حارس المرمى من أجل تحسين أدائي الهجومي، كنت أجتهد في إعادة كل الوضعيات التي أجد نفسي فيها في وضعيات للتهديف، لقد كان عملا خاصا إضافيا بالنسبة لي لم يكن مفروضا عليّ من طرف الطاقم الفني، إنما رغبتي في التطوّر وحرصي على أن أكون فعلا فوق الميدان في المباريات الرسمية جعلني أضاعف العمل، وهذا الأمر لم يعد موجودا في الوقت الراهن مع لاعبي الجيل الحالي. ماذا يحصل مع لاعبي الجيل الحالي؟ اللاعبون في الوقت الحالي لا يفكّرون في تطوير أدائهم، إنهم لا يفكّرون في ما بعد انتهاء الحصة التدريبية الرسمية، فحين يُقترح عليهم، وأتحدث عن المهاجمين خاصة، البقاء لفترة إضافية من أجل تحسين أدائهم، تجدهم يرفضون، فتجد لاعبين يتحججون بالإصابة وآخرون بالتعب، ويقول لاعبون آخرون إنهم يفضّلون تفادي ذلك كون المباراة المقبلة مقررة بعد 3 أيام، إنها حجج لم تكن موجودة لدى لاعبي الجيل السابق، أو على الأقل لم أكن شخصيا أعترف بها حين كنت لاعبا. نفهم بأن المهاجم في عهدكم أكثر فعالية من لاعبي الجيل الحالي.. الإرادة في العمل وفي التطوّر وفي تحسين الأداء كانت حاضرة في عهدنا وهي غائبة اليوم، ويجب على اللاّعب أن يفهم بأن المهارة والإمكانات لا تكفي أحيانا لتكون قويا وفعالا، فالحس التهديفي يأتي بالممارسة، بمعنى التعوّد على التواجد في كل الوضعيات حتى يكون الحلّ بيد المهاجم، وذلك لن يتأتى حين يرفض اللاّعب تخصيص وقت خارج مواعيد التدريبات الرسمية، لتفعيل الحس التهديفي لديه. هل تابعت مباريات البطولة الجزائرية؟ أتابع بعض اللقطات من مباريات البطولة الجزائرية على الإنترنت، لقد كوّنت فكرة شاملة عن المستوى وعن واقع إجراء المباريات في الجزائر، فالإثارة حاضرة والمدرجات تكون مكتظة عن آخرها، هذا ما شدّني أكثر في مباريات البطولة الجزائرية. وماذا عن مباريات المنتخب الجزائري؟ لقد تابعت بعض مباريات المنتخب الجزائري في مونديال البرازيل السابق، لقد أبهرني أداء منتخبكم بدليل أنه حقق نتائج رائعة وبلغ الدور ثمن النهائي، وأدّى مباراة رائعة أمام المنتخب الألماني المتوّج بعد ذلك بكأس العالم، لقد أبهرني المنتخب الجزائري كثيرا في نهائيات كأس العالم الأخيرة. هل استوقفك بعض اللاّعبين الجزائريين من خلال الأداء طبعا؟ هناك عدّة لاعبين جزائريين متميزين تألقوا كثيرا في نهائيات كأس العالم، منهم الحارس رايس مبولحي الذي أبهرني بأدائه، إنه حارس كبير ومكانه في فريق أوروبي كبير، أنا مقتنع بهذا الكلام، لأن مبولحي ساهم في الإنجاز الكبير للمنتخب الجزائري. وماذا عن بقية اللاّعبين؟ حين أتحدث عن المنتخب فأنا أعني بأن كل اللاّعبين كانوا متميزين خلال نهائيات كأس العالم، لذلك أرى بأن المنتخب الجزائري يملك مجموعة قوية ولاعبين بارزين. تحدثت عدة وسائل إعلام عن اهتمام باريس سان جرمان باللاّعب الجزائري ياسين براهيمي، ما تعليقك؟ ياسين براهيمي لاعب موهوب، وكل فريق يحلم بضمّه في صفوفه هذا أكيد، لأن براهيمي يملك إمكانات كبيرة جدا، وهو لاعب تألق بشكل لافت للانتباه مع ناديه بورتو البرتغالي، لقد تخطّى عدة مراحل في وقت قياسي، وهو اليوم يعتبر أحد أبرز اللاّعبين، وبالتالي فإن براهيمي يمكن أن يلعب في باريس سان جرمان وفي أي فريق. تقصد أن “بي.أس.جي” سيستفيد كثيرا في حال التعاقد مع براهيمي؟ فعلا فنادي باريس سان جرمان سيكون المستفيد من التعاقد مع لاعب من حجم ياسين براهيمي، بل أعتقد جازما بأن براهيمي سيكون صفقة مربحة لأي فريق، فتواجده في التعداد حلم، فهو لاعب يملك فنيات عالية جدا، ومن الصعب أن توقف براهيمي، فهو لاعب غير عادي وله القدرة على الإبداع في أي وقت. هل تعرف لاعبين جزائريين آخرين؟ يوجد عدة لاعبين جزائريين موهوبين ويملكون إمكانات كبيرة، وهو ما وقفت عليه خلال المباريات التي أجراها المنتخب الجزائري في نهائيات كأس العالم، لا أذكر الأسماء كلها في الوقت الراهن، لكن أنا مقتنع بأن عدة لاعبين جزائريين لهم مؤهلات عالية، وهو ما خدم كثيرا مصلحة المنتخب. وماذا عن النجوم السابقين من اللاّعبين الجزائريين؟ هناك النجم رابح ماجر بكل تأكيد، لقد كان لاعبا كبيرا، وأعتقد بأن ماجر احتفظ بلمسته السحرية للكرة حتى في الوقت الحالي، لقد كان ماجر لاعبا موهوبا ومن مستوى عال فعلا. المنتخب الجزائري يشرف عليه مدرّب فرنسي، هل تعتقد بأن كريستيان غوركوف قادر على النجاح؟ ما يمكن قوله عن كريستيان غوركوف أنه مدرّب يملك كفاءة عالية، والمنتخب الجزائري سيستفيد كثيرا من خبرته، هذه الخبرة التي وظّفها غوركوف مع نادي لوريون الفرنسي ونجح معه، أقول إن غوركوف الوفي لسياسة الانتشار فوق الميدان ب4/4/2 حقق نجاحا نسبيا مع لوريون طيلة المواسم التي أشرف فيها على تدريب لوريون. كيف ذلك؟ لم يكن كريستيان غوركوف يملك لاعبين بارزين وأقوياء مع لوريون الفرنسي، لذلك لم يحقق النجاح المتوقع، أو لنقل لم تعكس النتائج العمل الكبير الذي قام به، والوضع اليوم مع المنتخب الجزائري يختلف كثيرا عن الوضع في لوريون بالنسبة للمدرّب غوركوف، كون المنتخب الجزائري يمنحه لاعبين بارزين قادرين على تجسيد سياسته وفلسفته في اللّعب، وبالتالي فإن كريستيان غوركوف قادر على النجاح مع المنتخب الجزائري. تتوقع أن يحقق المنتخب الجزائري نتائج أفضل مما حققه مع وحيد حاليلوزيتش؟ أعتقد ذلك فعلا، لأن كريستيان غوركوف مدرّب يملك كل المواصفات حتى ينجح، وهو أيضا على رأس منتخب جزائري تألق في المونديال، وهو منتخب يحظى بإمكانات كبيرة، غير أنني أرى بأن المنتخب الجزائري في عهد المدرّب الوطني السابق وحيد حاليلوزيتش كان قويا من الناحية التكتيكية، وشاهدت ذلك في مونديال البرازيل.
