دعت لجنة الفتوى الوزارية التابعة لوزارة الشّؤون الدّينية والأوقاف، إلى ضرورة "التمسّك بالوحدة الدّينية الّتي تجمع الكلمة، وترسّخ دعائم الأخوة بين أبناء الوطن الواحد، وتقوّي أواصر التّرابط والتّلاحم والتّراحم بينهم". وجاء في البيان الثامن للجنة الفتوى الوزارية، اليوم الأربعاء، أنّه "في ظلّ شهر شعبان الّذي نستعدّ فيه لاستقبال نفحات رمضان المبارك، والّذي خصّه الله عزّ وجلّ بفضيلة رفع أعمال العباد فيه". وأضاف "وخصّه بليلة يغفر فيها بفضله وكرمه لعباده، لما جاء عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يَطَّلِع الله عزّ وجلّ على خلقِه في ليلة النّصف من شعبان فيَغفِر لجميع خلقِه إلّا لمُشرك أو مشاحن". وللظفر بعفو الله عزّ وجلّ ومغفرته ورضاه في هذه الأيّام المباركة، شدّدت اللجنة على "الابتعاد عن كلّ مشاحنة مع الغير لأنّها تفسد القلب، وتثير الخصومة، وتقطع الأرحام، وضرورة توقّي أسبابها، وألّا يكون المؤمن إمَّعة قابلًا لأن يُشحن بالمغالطات وكلّ طاقة سلبية سوداوية، وما يتولّد عن ذلك من إضعاف للرّوح الجماعية ووهن لقوّتها، وإثارة الفتن". مشيرًا إلى أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم "دعا إلى التآخي وحذّر من الشّحناء الّتي يؤدّي إلى التّقاطع والتّدابر". وحذّرت لجنة الفتوى الوزارية من "إثارة القلق والاضطراب ببثّ الإشاعات الزّائفة وتداولها ممّا يضرب القيم والأخلاق" إلى جانب "احتكار ما يحتاج إليه النّاس من السّلع، ورفع أسعارها، وخلق النّدرة بما يضيّق واسعًا" معتبرة أنّه "من الكبائر الّتي تستوجب لعنة الله، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم "الجالب مرزوق والمحتكر ملعون". وحثّ البيان المواطنين على "التحلّي بخُلق الأنبياء، واقتفاء دأب الأتقياء في التآخي والتّكافل والتّضامن وقت الحاجة، خاصة في هذه الأيّام العصيبة الّتي يمرّ بها النّاس" إلى جانب "التحلّي بالحكمة في التّعامل مع الأهل داخل الأسرة، وتجنّب الخلافات خاصة في هذه الظروف الصعبة، واستحضار معاني السّكينة" مُذَكِّرًا "بقوله تعالى {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} لنُخبِث بين يديه عزّ وجلّ، ونلجأ إليه بالدّعاء والاستغفار والإنابة، ونتحلّى بما يستجلب استجابة دعائنا، ويرفع أعمالنا على الوجه الّذي يُرضي ربّنا".