أيام معدودة تفصلنا عن نهائي دوري أبطال أوروبا الذي سيجري في بيرلين يوم السبت في السادس من يونيو الحالي والذي سيجمع برشلونة الاسباني مع اليوفنتوس الإيطالي. لقاء ساحر يعد بالكثير في ظل معطيات أكثر، وفي سلسلة من سبع حلقات تبدأ اليوم تنتهي يوم المباراة نحدد عناصر السحر التي ستجعل نهائي بيرلين مختلفاً تماماً مثل دمشقي قديم جداً ومعروف يقول :" الحجر الذي لا يعجبك ...يفجّك" ويفجّك باللهجة الشامية التي يحبها الكثيرون حول العالم العربي بفضل العديد من المسلسلات الدرامية تعني أن فتح جرح نازف في الرأس بسبب الحجر. والمعنى الكامل أن ما لا يعجبك وتقلل من قيمته قادر على مفاجأتك دوماً بل وإيذائك حتى ، فلا تقلل من أي شيء. وما تقدم ينطبق تماماً على مدربي اليوفنتوس وبرشلونة ماسيمليليانو أليجري ولويس إنريكي . كلا المدربين عانيا من قلة التقدير والتقليل من قدراتهما كما ذكرنا في أكثر من مناسبة ، وكلاهما نجح في الامتحان بدرجة أكثر من ممتاز حيث فازا بالثنائية وبانتظار الثلاثية مع نهائي الأبطال الذي يفتح أبواب التاريخ على مصراعيه لكليهما . فأليجري الذي لم يعجب أحداً عندما استلم مقاليد الأمور يقف الآن على بعد خطوة من أن يكون أول مدرب إيطالي يفوز بالثلاثية ، أما إنريكي اكتشف خطأه مع ما قدمه من نسخة جديدة عصرية لبرشلونة قادرة على الموازنة بين فلسفة النادي وفاعلية كرة القدم الحديثة . لا فائدة في تكرار فكرة قيلت مراراً وتكراراً عن المدربين الشابين. لكن من المهم التأكيد أن الجماهير حول العالم لا تزال تقلل من قدر اليوفنتوس وقدرته على الفوز برشلونة خاصة مع تواجد الثلاثي الهجومي نيمار ميسي سواريز القادر على دك مرمى أي حارس حتى ولو كان بوفون ، أليسوا هم من حطموا عرش أقوى حرّاس الأرض حالياً مانويل نوير؟ لكن لننظر إلى ما فعله اليوفنتوس في هذا الموسم. الفريق استطاع تجاوز كل المحنة التي تعيشها إيطاليا واستطاع بفريق يمكن وصفه بالعادي نسبياً مقارنة بالكبار أن يحصد ثنائية الدوري والكأس (وهو ما لم يفعله وهو بأقوى حالاته ويمتلك أفضل التشكيلات بتاريخه) وأن يصل لنهائي دوري الأبطال متجاوزاً البطل ريال مدريد في هزمه لا ذهاباً ولا أياباً، وقبلها عذّب أتلتيكو مدريد وتجاوز بروسيا دورتموند وأيضاً موناكو الذي أخرج أرسنال، وقد يبدو للبعض أن الفريق كان محظوظاً بعدم وجود برشلونة أو بايرن ميونخ في طريقه ، لكن هل يعتبر ريال مدريد فريقاً سهلاً وهو حامل اللقب . اليوفنتوس يذكرنا تماماً بمنتخب إيطاليا عام 1982 والذي عانى طويلاً ليتأهل عن مجموعته، وجميعنا يذكر معاناته مع أولمبياكوس وحسمه للتأهل في المرحلة الأخيرة قبل أن ينطلق للنهائي بعادة إيطالية شهيرة . عودة اليوفي إلى الأصول واعتماده على الدفاع وخيرة اللاعبين الإيطاليين بالإضافة لمجموعة الحوافز التي تحدثنا عنها بعد الثنائية المحلية نستطيع أن نقول أن الاستخفاف بفريق كهذا يعتبر من الجنون. يتمنى جمهور اليوفي أن يستخف برشلونة الأقوى والأجهز بفريقه، لأن هذا الاستخفاف هو الفرصة الأكبر للسيدة العجوز من أجل إلغاء الفوارق بينها وبين الفارس الكتالوني.لذلك على الكتلان ألا يعتدوا كثيراً بأنفهم رغم كل ما يمتلكونه من أسلحة ..لأن الحجر الذي لا يعجبك يفجّك ، فكيف إن كان إيطالياً؟ احتمال المفاجآة القائم هذا هو ما يجعل الحجر أول عوامل سحر برلين.