احتضنت ساحة البريد المركزي على مدار يومين، حملة مناهضة العنف ضد المرأة بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة العنف المصادف ل 25 نوفمبر من كل سنة، والتي نظمتها جمعية نجوم الشباب لولاية الجزائر، بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي التابعة لوزارة التضامن الوطني والأسرة، الأمن الوطني، الحماية المدنية والكشافة الإسلامية، للتنديد بالعنف الممارَس ضد المرأة، والذي يعود سلبا على الأبناء مع إرشاد الأفراد بأهمية العمل بالهدي النبوي حيال التعامل مع النساء؛ «اِستوصوا بالنساء خيرا»؛ من خلال الاستماع إلى انشغالات المواطنين وتوزيع المطويات المنددة. وأكد السيد خالد عمارة، عضو جمعية نجوم الشباب لولاية الجزائر، في تصريح إلى «المساء» حول فعاليات الحملة، أن الجمعية تحرص سنويا على محاربة العنف بالتنسيق مع شركائها الفعالين، على غرار الشرطة، الحماية المدنية والكشافة الإسلامية في الجانب التربوي، ووكالة التنمية الاجتماعية التابعة لوزارة التضامن لمحاربة العنف ضد المرأة، مشيرا إلى أن الفريق يركز على الجانب البسيكولوجي في معالجة الظاهرة، «إذ نوصي الآباء بعدم مناقشة القضايا الحساسة أو التي تسبب القلق أمام الأبناء. كما أن أبواب الجمعية مفتوحة لهم في كل الأوقات؛ لأنه من الصعب أن يحل المرء مشاكله كاملة بنفسه، لهذا فنحن نعمل بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي، على حل مشاكل قاصدينا». من جهتها، السيدة نوال كريم منسقة خلية التقارب بوكالة التنمية الاجتماعية، أشارت في حديثها معنا، إلى أن نشاط الفريق المكون من أخصائية ومساعدة اجتماعية نفسانية وطبيبة عامة، يصب في التحسيس ضد العنف على المرأة؛ لأنه يوافق اليوم العالمي لمحاربة العنف ضدها. وقد سألنا جموع المواطنين وخاصية الرجال لماذا ضد المرأة فقط، فقالوا إن هناك عنفا في المجتمع وفي كل الأماكن ولكل حدث زمان ومكان، إلا أننا حاولنا أن نوضح أن المرأة أكثر تضررا من العنف رغم المراتب المرموقة التي بلغتها؛ إذ تمارَس أشكال عديدة من العنف ضدها. كما أن هذا العنف يدفع ثمنه الأبناء أيضا، «لهذا نحن نحاول التقليل من حدة المشكل؛ من خلال إرشاد الزوار إلى لغة الحوار، حيث يجيب كل فرد من الفريق على الانشغالات، حسب اختصاصه». وقد أكد محافظ الشرطة عبد الحكيم خالدي، رئيس خلية الإصغاء بأمن دائرة سيدي امحمد، أن مشاركة مصالح الأمن في الحملة التحسيسية لمكافحة العنف ضد المرأة «من صميم انشغالاتنا؛ إذ نعمل على محاربة كل ما له علاقة بالعنف. وقد قمنا بتوزيع مطويات تحسيسية على المواطنين. كما قمنا بالإجابة على انشغالاتهم حول الموضوع، وهو المشكل الذي يمكن القضاء عليه بتكاتف الجهود لتحقيق نتائج إيجابية. وقد أجبنا على أسئلة المواطنين وخاصة الرجال، الذين أشاروا في معرض حديثهم، إلى أن المرأة محمية قانونا، فوضحنا أن المرأة هي الأم، الزوجة والابنة التي تستحق كل الاحترام، وأننا كلنا معنيون بحمايتها. وأشرنا إلى أن شاب اليوم هو أب الغد، وأنه عنصر فعال في مناهضة العنف ضد المرأة. وقدّم السيد المحافظ بعض الأرقام المسجلة على مستوى دائرة سيدي امحمد من الفاتح جانفي إلى غاية أكتوبر 2016، «وهي 50 حالة عنف جسدي، 3 حالات عنف جنسي، 2 حالتا تحرش جنسي وسبع حالات سوء معاملة». من جهته، قال الرقيب في الحماية المدنية نصر الدين لطلاط في حديثه إلى «المساء»: «مهمتنا تكمن في تقديم الإسعافات الأولية للضحية أو نقلها إلى المستشفى». وأشارت القائدة غنيمة فوج زهرات الفلاح، من الكشافة الإسلامية رفقة المرشدات اللائي كن إلى جانبها، إلى أن مشاركة الكشافة في الحملة بهدف دفع الضرر عن المرأة، والتحسيس بأهمية احترامها وعدم الإساءة إليها أو تعنيفها بأشكال مختلفة.