تشهد أشغال إعادة تهيئة حديقة الحرية ببلدية الجزائر الوسطى تأخرا كبيرا، ظلت مغلقة منذ ديسمبر 2015 أمام الزوار وحتى أمام المارة الذين يتخذونها معبرا للمرور من شارع كريم بلقاسم على مستوى المدرسة العليا للفنون الجميلة إلى شارع ديدوش مراد بالأسفل، وما زاد في تردي هذا المرفق الأخضر الذي بدأت نباتاته تذبل ويطالها الإهمال والتخريب من طرف المنحرفين الذين لا يزالون يؤمون المكان لتعاطي الممنوعات، في غياب تام لأعوان الحراسة. جولة "المساء" إلى حديقة "الحرية" كشفت لنا حجم التدهور السافر، فالأشجار الفريدة من نوعها لم تجد منذ أزيد من سنتين من يعتني بها ويرعاها، لتتحول بعض أغصانها أعواد يابسة، وأوراقها المصفرة تنتشر في كل أركان المكان. وزاد من شحوب وجه هذه الحديقة العريقة التي كانت مقصد الزوار والفنانين بالخصوص، وجود مواد بناء وردوم، وبقايا الردوم، مما يؤكد فوضى الأشغال التي يقوم بها المكلف بالمشروع، الذي لم يحترم آجال الإنجاز، وقدمت له مصالح بلدية الجزائر الوسطى أربعة إعذارات في الفترة الممتدة بين ماي وسبتمبر 2016، منها اثنان نشرا على صفحات الجرائد، لدفعه نحو استكمال المشروع وفق دفتر الشروط الذي يحدد مدة الإنجاز خلال ثلاثة أشهر. وقد لاحظنا في عين المكان العمال الذين كان بعضهم يقوم بدهن السياج الجديد، وآخرون يركبون أعمدة الإنارة العمومية، وآخرون متمددون وسط الحشائش والأحراش، ولا أحد يمنع الزائر من ولوج المكان، حتى ولو قام بالتخريب. ورغم أن الباب السفلية مغلقة ولا يوجد إلا منفذ وحيد بالجهة العليا التي يوجد بها المتحف الوطني للآثار الإسلامية، والمدرسة الابتدائية. من جانبها تؤكد المصالح التقنية ببلدية الجزائر الوسطى، المتابعة للمشروع، أن المقاولة المكلفة لم تحترم موعد تسليم مشروع تهيئة الحديقة المحدد بثلاثة أشهر، وظلت تتماطل لمدة زادت عن الحد المعقول، لتقوم مصالح البلدية بتوجيه أربعة إعذارات، من أجل دفع المقاول على تسريع وتيرة الأشغال وإعادة الوجه اللائق للحديقة لاستغلالها في الغرض المطلوب. وتضيف المصالح التقنية أن انطلاق الأشغال كان في 6 ديسمبر 2015، تم منذ ذلك الوقت غلق الباب السفلي للحديقة المطل على شارع ديدوش مراد، وقدرت قيمة المشروع ب 4.65 مليار سنتيم، ويتضمن إعادة تهيئة الأسوار الداخلية المحيطة بالمساحات الخضراء، ومد قنوات الصرف الصحي وصرف مياه الأمطار والإنارة العمومية، لكن ما لاحظناه في عين المكان أن المقاول لم يحقق أكثر من 30 بالمائة، إلا أنه خلال هذه الفترة ساءت وضعية المكان، خاصة الأشجار والنباتات التزينية التي غزتها الأحراش والطفيليات. للإشارة، قررت ولاية الجزائر منح تسيير الحدائق العمومية لبلدية الجزائر الوسطى التي أبدت تحكما في هذه المرافق، ومنها حديقة "صوفيا" و«بيروت" و«تيفاريتي" التي نجحت في تسييرها وجعلها منتزها مريحا للعائلات، تتوفر به كل مقاييس الأمن والاطمئنان، بفضل أعوان الحراسة الذين تم توظيفهم، وربما سيكون مشكل المناصب المالية العائق الأكبر الذي سيعيق تسيير هذه المرافق العمومية.