قررت بلدية وهران تحويل السوق الخاص ببيع المواشي، المتواجد بحي الحمري إلى سوق لبيع السيارات المستعملة، وذلك في إطار تنويع المداخيل والرفع منها لصالح الميزانية البلدية. مداخيل البلدية أصبحت تعرف تراجعا كبيرا، في ظل الأزمة المالية التي تتخبط فيها البلدية مع توقف الدعم المالي الذي كانت تستفيد منه سنويا، إذ أثر بشكل مباشر على التنمية المحلية ببلدية وهران، التي قررت وقف إطلاق المشاريع التنموية خلال الأشهر المقبلة، مع تسجيل تراجع في الميزانية الإضافية للبلدية. صادق أعضاء المجلس الشعبي البلدي لبلدية وهران على مداولة خاصة سيتم بموجبها تحويل السوق السابق لبيع المواشي إلى سوق لبيع السيارات المستعملة، وذلك بعد أن ظل سوق بيع المواشي سابقا مغلقا ودون استغلال منذ 5 سنوات كاملة، بعد قرار مصالح الولاية بتحويله إلى خارج المدينة وفتحه بالضبط بجوار سوق الجملة للخضر والفواكه بمنطقة الكرمة. وحسب السيد نور الدين بوخاتم رئيس بلدية وهران، فإن هذا الإجراء جاء من منطلق سعي البلدية إلى تنويع المداخيل والرفع منها على خلفية الأزمة المالية التي تتخبط فيها البلدية، والتي كانت سبّاقة لخلق مصادر تمويل محلية أدت إلى دعم الخزينة العمومية ب84 مليار سنتيم ضمن الميزانية الإضافية غير أن الميزانية الأولية لم تكن حسب التطلعات، والتي توقفت عند سقف 104 ملايير سنتيم، ما حتم على البلدية اليوم اللجوء إلى تنويع المداخيل وترشيد الإنفاق في وقت يرى فيه متابعون بأن البلدية، وبما تملكه من موارد وعقارات يمكنها أن تستغني بالكامل عن دعم الدولة وتوفر ميزانية تتجاوز 300 مليار سنتيم سنويا. ويُعد موقع السوق الجديد لبيع السيارات القديمة من أهم المواقع ضمن ممتلكات بلدية وهران الذي كان محل أطماع لسنوات لتحويله لمباني سكنية غير أن رفض المجلس حال دون ذلك ليتقرر تحويله إلى سوق لبيع السيارات. وهو ما أكده رئيس البلدية، الذي أوضح بأن أعضاء المجلس البلدي، قد وقفوا في وجه عدد من النافذين الذين أرادوا تحويل العقار لمساكن خاصة. وسيوفر السوق الجديد لبيع السيارات المستعملة فضاء هاما لعرض السيارات المستعملة للبيع والذي سيمكن من استيعاب أكثر من 600 سيارة. وسيتم على ضوء المشروع كذلك فتح مطاعم ومقاهي ومرافق خاصة داخل السوق، ما سيسمح بمداخيل إضافية بعد كرائها لصالح الخزينة البلدية وذلك إلى جانب حقوق دخول السيارات المعروضة للبيع. كما سيمكّن السوق من القضاء على ظاهرة بيع السيارات المستعملة بشوارع وهران. كما سيتم كذلك فتح شبّاك خاص للبلدية بداخل السوق قصد تسهيل عملية تحرير الوثائق الخاصة بعمليات بيع وشراء السيارات وتجنيب المواطنين عناء التنقل إلى مقر البلدية لإجراء هذه الإجراءات الإدارية.