* email * facebook * twitter * google+ ما يزال سكان مشتة "الشهداء الإخوة مبروك" المعروفة محليا باسم مشتة ال26 شهيدا، أو كما كانت تسمى خلال الحقبة الاستعمارية بمشتة "صافية"، التابعة لبلدية ابن عزوز، أقصى شرق سكيكدة، يعانون منذ سنوات طويلة من ظروف معيشية جد صعبة وقاسية على مدار السنة كلها. أكد عدد من السكان ل«المساء"، أنهم منذ سنوات طويلة وهم يعيشون تلك الأوضاع المأسوية، بسبب غياب أبسط ضروريات الحياة الكريمة، كالماء الصالح للشرب الذي يزور حنفياتهم مرة كل أسبوع، وخلال فترات فقط، إلى جانب غياب الغاز والتغطية بالكهرباء، بغض النظر عن انتشار البطالة في أوساط شبابها، وافتقار "الدشرة" إلى مدرسة ابتدائية، وملحقة بلدية ومصحة، كما طرح السكان مشكل غياب النقل، ناهيك عن التدهور الرهيب للطريق الولائي رقم 6 المؤدي إلى هذه المنطقة، فيما تفتقر "الدشرة" التي يقدر عدد سكانها بأكثر من 100 ساكن، إلى فضاءات لعب وتسلية وغيرها من المرافق الضرورية، دون الحديث عن الغياب الكلي للتهيئة داخل التجمعات السكانية. المحزن، حسب السكان، أنهم وطيلة السنوات الماضية، لم يسمعوا من المنتخبين المحليين الذين يزورونهم إلا عند المواعد الانتخابية، سوى الوعود المعسولة التي لم يتجسد منها شيء. ليبقى أهالي هذه المنطقة الذين يمارس بعضهم الزراعة معاشية يعيشون تحت سقف الفقر، وبلهجة فيها الكثير من الحزن، يتساءل محدثنا السيد (مبروك/أ) متقاعد من هيئة نظامية، بأنه "إذا كان من حق أبناء "الدشرة" العيش كغيرهم في المدن الكبرى، ويحلموا كما يحلم غيرهم بالحياة العصرية التي فيها على الأقل أبسط ضروريات الحياة، فإنه من غير المعقول أن يدرس الأطفال في مدارسهم البعيدة دروسا نظرية عن الأنترنت والكهرباء والغاز، ومساحات اللعب وغيرها.. وهم في الواقع يفتقرون إلى هذه الأخيرة التي تبقى بالنسبة لهم مجرد أحلام، ما زالوا لم يلمسوها كما ينبغي".. حسب محدثنا، فإن هذه الدشرة التي ضربت خلال الحقبة الاستعمارية أروع الأمثلة في التضحية والفداء، والدليل أنها قدمت أكثر من 100 شهيد، كما أن تواجد ما بقي من ثكنة العدو بالمنطقة دليل على ما لقيه السكان من كل أنواع القمع والتعذيب، إلا أنه ومنذ الاستقلال، فإن التهميش ما يزال يطال دشرتهم، ليبقى معها لسان حال السكان الذين صبروا طيلة هذه المدة: "متى يُلتفت إلينا، ومتى يتمكن أبناؤنا من تحقيق حلمهم؟"، بالتالي يؤجل حلم السكان إلى حين.