❊ الاعتماد على المؤسسات الناشئة من شأنه خلق مناصب شغل جديدة ❊ تطوير سوق الهواتف الذكية يستقطب المستثمرين ويحقق الجدوى الاقتصادية أكد الخبير في تكنولوجيات الاعلام والاتصال، يونس كرار، أن قرار رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إعداد دفتر شروط خاص بمشاريع تركيب الهواتف الذكية في الجزائر، من شأنه تحقيق الأمن المعلوماتي، ورفع نسبة الإدماج وتحويل الجزائر الى قطب مصدر لهذه الهواتف، بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي. قال الخبير في اتصال مع "المساء"، إن الجزائر تعيش حاليا ثورة رقمية، من خلال طرح العديد من الخدمات الإلكترونية والمنصات التي تمس جميع القطاعات، مشيرا إلى أن الولوج اليها يتم عن طريق الهواتف الذكية بنسبة 99 بالمائة، على غرار الدفع الالكتروني وغيرها من الخدمات. وأضاف أن توجيهات الرئيس الأخيرة، لتشجيع الاستثمار في مشاريع الهواتف النقالة، وتوفيرها بنوعية جيدة وأسعار معقولة، تدخل في إطار الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي، التي من شأنها إدماج الكفاءات الشبانية المتخصصة، والتحول بالتدريج الى صناعة محلية قائمة بذاتها. في السياق، أوضح الخبير، أن استيراد الهواتف الذكية مركبة في السنوات الماضية، لم يحقق أي اضافة للاقتصاد الوطني، مبرزا أن قرارات الرئيس تهدف الى تعزيز الأمن المعلوماتي، لاسيما وأن الهواتف عادة ما تكون مركبة ببرامجها، ويمكن أن تتعرض للجوسسة. كما لفت إلى أن دفتر الشروط يجب أن يأخذ بعين الاعتبار نسبة الإدماج والتسهيلات التي يجب أن تكون متناسبة، حسب عدد الجزئيات المركبة، "وفي حال الاستعانة بشركات مناولة، يجب تحفيزها باعتبارها خالقة للثروة ومناصب العمل". وشدد غرار على ضرورة الاستعانة بالكفاءات الجزائرية والمؤسسات الناشئة للاستفادة منها، في إطار التعاون المتبادل، الأمر الذي من شأنه، حسبه، خلق مناخ رقمي جديد، وإعطاء الفرصة للمشاريع الإبداعية في الجامعات وخلق مناصب شغل، خاصة لمطوري التطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ما يمكن الجزائر من التحكم في التقنيات وهندسة الهواتف الذكية، والدخول في تصنيع البطاقات الإلكترونية بدلا عن تركيبها. كما أبرز الخبير أهمية اتقان حيثيات الصناعة الالكترونية محليا، باعتبارها أداة هامة للتفاوض مع المستثمرين الأجانب في هذا المجال، من خلال الالتزام بالمعايير الدولية والحرص على النوعية الجيدة، الأمر الذي من شأنه تحويل الجزائر الى قطب مصنع للهواتف الذكية، واستقطاب أسواق جديدة، من خلال تصنيع طلبيات دول الجوار، بالشراكة مع كبريات الشركات لتحقيق الجدوى الاقتصادية. وتطرق الخبير إلى أهمية الاهتمام بالأسعار حتى تكون تنافسية، مع التفتح على اسواق جديدة، بعد تلبية الاحتياجات المحلية، لتتحول الجزائر الى دولة محورية رائدة في الصناعة الالكترونية والانتقال من بلد مستهلك الى بلد مساهم في الإنتاج. وخلص محدثنا إلى أن توفر الجزائر على صناعة محلية للهواتف النقالة، من شأنه المساهمة في الناتج المحلي الخام، باعتبارها قطاعا يشهد منافسة شديدة، مؤكدا أن توجيهات الرئيس لتوطين هذه الصناعة محليا، يكتسي أبعادا استراتيجية هامة، تتمثل في دفع مصادر النمو الاقتصادي من خلال رفع مدخلات الإنتاج من رأس مال، طاقة، موارد أولية ومواد خام، إضافة إلى التغير في الانتاجية الكلية للعوامل نتيجة التغير التقني أو التغير في كفاءة إستخدام المدخلات في العملية.