انطلقت بالمسرح الجهوي "محمود تريكي" بقالمة، التدريبات الخاصة بإنتاج مسرحي جديد، برسم سنة 2025، بعنوان "عائد إلى حيفا"، يتناول معاناة الشعب الفلسطيني مع حملات التهجير والاضطهاد والممارسات الوحشية للكيان الصهيوني، منذ نكبة 1948، حسبما علم من المشرفين على إنتاج العمل. أوضح مخرج المسرحية، الفنان عبد الوهاب سعيدي، ل«وأج"، بأن نص هذا العمل الفني الجديد، تم اقتباسه من طرف الكاتبة المسرحية نسيمة لوعيل، من الرواية الشهيرة "عائد إلى حيفا"، للأديب الفلسطيني غسان كنفاني (ولد في 1936 وتم اغتياله من طرف الكيان الصهيوني في 1972)، والتي تحكي قصة اللجوء الفلسطيني ومعاناة الشتات بعد النكبة عام 1948. وأفاد المتحدث نفسه، بأن هذه المسرحية، التي يتم إنتاجها بدعم من وزارة الثقافة والفنون، تحكي قصة رجل فلسطيني وزوجته (سعيد وصفية) اللذين يجبران على الفرار من مدينتهما حيفا أثناء النكبة، ويتركان ابنهما الرضيع "خالد" في المنزل، ظنا منهما أنهما سيعودان بعد أيام، لكن الاحتلال الإسرائيلي يحول دون عودتهما، ويتم تبني الطفل من قبل عائلة يهودية. وأضاف أنه بعد 20 عاما من تشتت العائلة، وتزامنا مع حرب 1967، التي سمحت للفلسطينيين بزيارة مدنهم المحتلة، يعود سعيد وصفية إلى حيفا، ليكتشفا أن ابنهما قد أصبح جنديا في جيش المحتل، لتبدأ حينها رحلة الصراع مع الهوية والذاكرة وتنكشف خيوط الجريمة الاستعمارية، التي نهبت الأرض وفرقت بين الابن وعائلته. وأبرز المخرج أن الرؤية الفنية لهذه المسرحية، التي يؤدي أدوارها 4 ممثلين، تركز على معالجة عدة مواضيع، في مقدمتها موضوع "اللجوء والشتات"، وما يرتبط به من معاناة الفلسطينيين الذين طردوا من أرضهم، إضافة إلى السياسة الاستعمارية للاحتلال الصهيوني، التي ترتكز على محو الهوية وتحويلها إلى جانب موضوع "الذاكرة والحنين للعودة إلى الوطن المفقود"، من خلال التركيز على مدينة حيفا. ينتظر أن يتم، حسب المصدر، الانتهاء من التدريبات على هذا العمل الفني الدرامي، خلال جويلية المقبل، ليكون جاهزا للعرض الشرفي الذي لم يتم تحديد موعده ولا مكانه إلى حد الساعة، ومن غير المستبعد أن تتم الاستعانة بأحد المسارح الجهوية الكبرى في الولايات المجاورة، بسبب عدم اكتمال أشغال التهيئة بالمسرح الجهوي "محمود تريكي" بقالمة.