تثير خرجة أسامة بن لادن بتوعده تنفيذ تهديدات ضد الدول الأوروبية التي أعادت صحفها نشر الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم الكثير من الدهشة والاستغراب، في الوقت الذي دأب فيه تنظيمه الارهابي على ضرب القيم التي يدافع عنها الدين الاسلامي الحنيف في ديار الاسلام وخارجها· وبغض النظر عن الأطراف التي تقف وراء هذا التنظيم وزعيمه، فإن تهديدات القاعدة تدخل في سياق محاولة تدارك اخفاقاته، لاسيما في تحقيق الاجماع والتأييد حول الجرائم التي يقترفها في حق الأبرياء· فبعد فشله في تبرير جرائمه ضد الأبرياء العزل في الدول الإسلامية على أنها موجهة لنصرة الاسلام، هاهو بن لادن يحاول اللعب على ورقة الادعاء بالدفاع عن النبي الكريم الذي لايحتاج إلى بن لادن وأمثال بن لادن لكي يدافعوا عنه، بل إلى مؤمنين مخلصين ينصرون دينهم بنشر تعاليمه الانسانية السمحة وإبراز صورته المشرقة وسط البشرية· كما استغل المحنة التي يعيشها الشعب الفلسطيني لاصدار تصريحات توددية تجاهه، في الوقت الذي يرفض فيه أبناء فلسطين أن تستخدم قضيتهم كورقة من قبل القاعدة، التي لم يسبق لها وأن تدخلت للدفاع عن أرض فلسطين التي تبقى أولى بالجهاد· فعن أي جهاد يتحدث هذا التنظيم وزعيمه، فهل هو جهاد ضد النساء والأطفال والشيوخ، أم جهاد تشويه صورة الاسلام والمسلمين بالأعمال الارهابية التي يندى لها الجبين·